27-07-07, 02:01 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | إعلامي
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 223 | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 92 | الردود: | 367 | جميع المشاركات: | 459 [+] | بمعدل : | 0.07 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي د. سعيد بن مسفر: الغُلوّ في الدين آفةُ، وحداثة سِنّ المُغرَّر بهم كان سبباً في وقوعهم أكد الدكتور سعيد بن مسفر بأنه ليس للإنسان قيمة في هذه الدنيا وكذلك في الآخرة إلا بالتمسك بهذا الدين والثبات عليه؛ لأنه سبب الفلاح والسعادة في الدارين، ولا يكون ذلك إلا بالتمسك بالكتاب والسنة مع وجود الرفقة الصالحة التي تعينه على الخير.
وأوضح في محاضرته بعنوان "ومضات إيمانية" ضمن فعاليات مهرجان مكة خير 28 للتسوق والترفيه الذي تنظمه شركة جدة للمعارض الدولية للسنة الخامسة على التوالي ضمن فعاليات الصيف بموقع حجز السيارات على طريق جدة مكة السريع وترعى فعالياته الثقافية الندوة العالمية للشباب الإسلامي بمكة المكرمة بأن كثير من الشباب يتأرجح بين النهوض والنكوص، مبيناً أن التقدم تارة والتأخر أخرى هذا يدل على عدم استقرار اليقين في النفس البشرية؛ لأن المؤمن حينما يدخل في طريق الله يجب أن يدخل دخول الجازم الصادق الذي لا ينتابه أدنى شك في صحة الطريق الذي هو عليه، وفي صحة الغاية التي يسعى إليها، وأنه على الحق ولو خالفه أهل الأرض، هذا الشعور إذا توفر في بداية الطريق؛ فإن هذا كفيل بإذن الله أن يستمر الشاب على الطريق المستقيم.
وبين -في محاضرته التي شهدت حضوراً جماهيرياً كبيراً- بأن هناك عقبات وعوائق تقف في طريق الشاب، عليه ألا يتوقف عندها؛ لأن التوقف هو بداية الانهزام، بل عليه أن يأتي إلى كل عقبة بقوة وعزيمة، شأنه في ذلك شأن العربة أو المركبة أو السيارة التي يقودها قائدها، فيرى أن أمامه عقبة أو طلعة؛ فإنه إن صعد بعزم أسفل الطلعة تمكن من الصعود، لكن لو أخذ بعزم ثم في منتصف الطلعة توقف فإنه لن يستطيع المواصلة، وطريق الله عز وجل طريق فيه صعوبة، وإنه ليسير على من يسره الله عليه، فلا بد من القوة.
وأوضح أن الدعوة إلى الله هي وظيفة الأنبياء والرسل اختار الله لها صفوة خلقه وكلفهم بإبلاغ دينه إلى أممهم. وهيأهم لحمل هذه المهمة {الله أعلم حيث يجعل رسالته}، وقد ختمهم بأفضل أنبيائه وأكرم رسله نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ولخص له هذه المهمة في قوله تعالى: {يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا * وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا}، موضحاً أن هذه الدعوة هي وظيفته ووظيفة أتباعه من بعده قال سبحانه: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني وسبحان الله وما أنا من المشركين}.
وأشار فضيلته إلى أن الدعوة إلى الله مهمة كل مسلم وليست مهمة المشايخ أو الدعاة فقط، وعلى كل مسلم أن يشعر بهذا الشعور وأن يحس بهذه المسؤولية وأن يمارسها على قدر استطاعته وإحجام بعض طلبة العلم عن الدعوة بحجة كثرة الدعاة تصرف غير مقبول فإن الدعوة تحتاج إلى جهد كل مسلم أيا كان موقعه أو إمكانياته.
ونصح د. ابن مسفر الشباب بأن يسلك مسلك الدعوة القويم، مشيراً إلى أن اندفاع الشباب وحماسهم لحمل مسؤولية الدعوة ظاهرة طيبة وأمر محمود ينبغي مساعدتهم عليه، ولكن لابد أن يكون ذلك أولا من خلال الأدوات الرسمية التي تنظم عمل الدعوة، وأن يكون ذلك على منهج العلماء الثقات بعيداً عن الانتماءات الفكرية والولاءات الخاصة وإنما على منهج أهل السنة والجماعة وسلف هذه الأمة.
ونبه إلى العوائق التي يقابلها الدعاة اليوم موضحاً أن الكثير من المعوقات قد حالت دون انتشار دين الله وأدت إلى وقوع الدعوة في مشاكل عديدة ما كانت لتحدث لولا هذه الأمور منها تأثر بعض الشباب العامل للدعوة بالفكر الاعتزالي والخارجي لحداثة أسنانهم وضحالة علمهم وقلة خبرتهم وعدم رجوعهم إلى أهل العِلم مما أدى إلى هجوم نزعة الخروج على أذهانهم وكثرة الخوض والثرثرة والجدل العقيم ثم اعتناق هذه الأفكار وتكفير المسلمين واستحلال دمائهم وزاد الطين بِلة اتهام العلماء الراسخين في العلم بقلة الوعي ووصفهم بالسطحية وقصر النظر واتهامهم بمداهنة الحكام ويترتب على هذا اتخاذ رؤساء جهال لا يملكون سوى أفكار وثقافات تحرك العواطف وتثير البلابل وتؤدي إلى لانقسامات والتشرذم والبعد عن السنن والعلوم الشرعية.
وحذر من احتكار الصواب ومصادرة الرأي المخالف مع الحكم على القلوب واتهام النيات وتصيد العثرات والانشغال بالجدل والمراء وترك العمل المثمر والتعالم والاستدلال بالنصوص على غير ما تدل عليه وإنزال النصوص إلى غير مواضعها لعدم معرفة قواعد الاستدلال من حيث العموم والخصوص والإطلاق والتقيد والصالح والفاسد وغير ذلك.
ونبه إلى خطر تلقي العلم عن غير العلماء وأخذه من المفكرين والمثقفين وسوء الأدب والتعامل مع العلماء الراسخين ووصفهم بالانغلاق والتقوقع وعدم فهم الواقع، كما نبه من الخوص في المسائل الكبرى والقضايا الهامة مما له علاقة بمصالح الأمة ومصيرها والتي لا ينظر فيها إلا الأكابر مثل البيعة والخروج وتكفير المعين والأنظمة.
وفي ختام محاضرته شدد الشيخ سعيد بن مسفر على أهمية حماية الشباب من الغُلوّ في الدين والسعي لتجنيب التغرير بالناشئة، مشيراً إلى أن الغُلوّ في الدين آفةُ، وأن حداثة سِنّ المُغرَّر بهم كان سبباً في وقوعهم في فخّ الخداع، ونبه إلى أن ما قامت به الشرذمة القليلة من الشباب المغرر بهم من أعمال تخريب وتدمير وتفجير ليس من الإسلام في شيء, متسائلاً: هل قتل الأطفال الأبرياء والنساء من الجهاد وهل التدمير والتخريب من الجهاد!.
ودعا العلماء والدعاة والتربويين والإعلاميين إلى النصح والتوجيه للناشئة حتى لا يكونوا فريسة كغيرهم من الشباب الذين راحوا ضحية الأفكار المنحرفة فكان منهم ما كان.
|
| |