فتسلط الأضواء على
طرق ضيقة معتمة في حياتنا، واختصرات لمسرات طويلة يطول بنا التعبير
لو سلكنا مسلك آخر لها، فنجد من بينهم نور إلهي من أخذ به أخذ بحبائل
النجاة، ومن تركها غرق بأمواج متلاطمة في حياة لا ترحم .
من بين دورات الحياة، أناس يحبون حياة التجارب كـ فئران التجارب تقريبا.
فالكاتب عبدالوهاب مطاوع رحمه الله عندما عنون لاحد كتبة
" اعطني من عمرك"
يعلم أنه لن يجد في البسيطة إنسان يتكرم عليك فـ يمنحك دقيقة من حياته لينقص
بذلك من أيام عمره دقيقة واحدة لسواد عيونك. أما ما عناه الكاتب رحمه الله بكتابه
أن تمنحه من تجاربك التي هي خلاصة عمرك وهي بحقيقة الأمر عمرك الذي قضيته في الحياة.
البطحه التي على الرأس
تقرأ كتابات وردود أفعال تدور بفلك ردات الأفعال التي احدتثها ، وليس فعل
مستقل بذاته. أعتقد بأن القوة بطرح الرأي تنشأ عن قاعدة متينة لمبدأ تؤمن
به أنت لا رأي تطرحه كردة فعل عن رأي آخر استفزك في طرحه فتمخض منه
هذا الطرح لك. لنصاحب الإستقلال في إدارة اطروحاتنا، ليكتسب ما نطرح قوة
التأثر مع رضانا عليها. فلأن تكن مستقل في مجال طرحك على شح وقلة ، خيراً
لك من أن تسبح في مجال خصمك، تدور حيثما دار، تكسوه بردود أفعالك التي تزيد
من تألقه .
كما الكواكب التي لا تمتلك من أمرها إلا الدوران حول الكوكب الأكبر والتي
تؤثر عليها بجاذبيتها فتعكس ضياء غيرها لغيرها.
"حقٌ على الله ألا يرتفع شيء من الدنيا إلا وضعه"
تتأمل الحياة الدنيا، و تعيد النظر وتقرأ أسباب الأفعال من حولك
فتجد ان الحياة تشرق عليها شمس النهار فتقتل العتمه وتستبيح
دمها وتكاد تبيدها عن بكرة أبيها، وتطارد فلول الظلام، وما أن تبدأ
بذروة قوتها حتى تبدأ بالزوال ليبدأ الظلام بإعادة تنظيم صفوفه
ليبدأ يطارد جنود النهار ليشنق آخر فلول النهار،
ويعمل العتمة لتقضي
على ضياء الشمس. وما أن يزيد الليل في علوه وجبروته و يغلب جيشه
جيش النهار، و في قمة عزته بطشه، يبدأ بالإنهيار مع قدوم الفجر ونتشار
بشائر ولادة شمس نهار جديد.
الألم يدعوه لأن يصرخ!!
عندما يقتطع احدهم شريحة من المجتمع ويسلط عليها هالة من الحروف البرّاااقة
ويبدأ بتشويه مبادئها بالكذب، ويتدنى به الألم إلى أن يجير الرغبات البشرية فيقول:
أنها لا تحدث ولا تقع إلاّ لهذه الفئة دون البشر، فيذهب لما ذهب إليه اليهود في
دعواهم بأن العصمة لهم دون البشر!!
وأن بقية البشر لم يكونوا إلا لخدمتهم كالعبيد
لأسيادهم أو كدواب في خدمة البشر.
فكلما اشتدّ به الألم فقد عقله، وبدأ بنوبة الصُراخ،
يُصيب تارة ويخطأ تارات، فصوابه وأن اصاب يشوبه الحقد على من ليس به ألمُ.