03-12-12, 08:12 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي مميز
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2780 | الاقامة: | السعـــــــوديه | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1678 | الردود: | 3083 | جميع المشاركات: | 4,761 [+] | بمعدل : | 0.88 يوميا | تلقى » 9 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام الاستهزاء والازدراء كمشكلة نفسية .. مقدمة/
الاستهزاء والاحتقار أو ازدراء الآخرين سواء في أشكالهم أوألوانهم وكذلك في أنسابهم أوحتى في جنسياتهم .. وغير ذلك من أنواع الازدراء أو الاحتقار هو مزيج مركب من المشكلات النفسية والاجتماعية تتلبس في ذلك الشخص الذي يتمثل بهذه الأدوار السئية..فضلا عن كونها محرمة في الدين وهناك العشرات من الآيات والنصوص النبوية الشريفة التي تنبذ هذا السلوك، ولعلنا نكتفي بقول الله تعالى : "يا أيها الذين ءامنوا لا يسخر قوم من قوم عسى ان يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى ان يكن خيرا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الايمان ومن لم يتب فاولئك هم الظالمون"..
وفي نفس السياق نجدها محتقرة في العرف والتقاليد وهو سلوك فج وطبع غير مستساغ سواء في عادات العرب والمسلمين أو غيرهم من الشعوب والأمم.. يذكر اللورد شيستيرفيلد في احدى رسائله لابنه أن " ثمة أمر لا يتحمله الناس ولا يصفحون عنه اطلاقاً وهو وقوعهم ضحية للازدراء والاحتقار, فالأذى الجسدي يُنسى بسرعة بينما الاهانة تبقى تعتمل في النفس "..
ولاشك بأن المستهزيء لغيره لا يخلو من إحدى ثلاث حالات:
الأولى / أن يصدر من شخص محُترم ويحترم أي أحد غيره ، ولكن حصل أن جاء الاستهزاء أو الازدراء مستفزاً أو جاء لأي سبب خارج عن ارادته البشرية وليس من ديدنه ولا من عاداته، بل أنه يؤنب نفسه عليه.. وهذا لا يدخل فيما نقصده .
الثانية / أن يكون الاستهزاء وازدراء الآخرين صفة ملازمة للشخص واسلوب له في الحياة دائماً أو بصفة غالبة أو كذلك لمن يتعامل بمكيالين أو شخصيتين كالذي يظهر بوجه المتواضع أمام اناس وتتغير شخصيته أمام آخرين فيحتقرهم بسبب كما ذكرنا أشكالهم أو أنسابهم أو ألوانهم أو حتى مستوى تعليمهم وهكذا.
الثالثة / من يتسم بشخصية متواضعة تحترم الآخرين أياً كانوا (ظاهرياً) ولكنها تضمر ( تخفي ) الكبر والإزدراء والازدراء بالآخرين فتجده يضحك أمامه ويضمر الاستهزاء على شكله أو خَلقه أو لونه..الخ ، وهذا برأيي مثله مثل الشخص الثاني ومن كانت نيته الداخلية الاستهزاء واحتقار الآخرين ولكنه يظهر لهم عكس ذلك فهو والمستهزيء الصريح سواء بل نفاقه يزيده سوءً.
أما المشكلة النفسية فتتمثل بسيكولوجية المستهزيء التي تعطي دلالة على وجود عدة علل نفسية أهمها :
1/ الشعور بالنقص الممزوج بالاسقاط : فالمستهزيء وإن كان يرى أو يترائى أنه شعور بالزيادة والفخر له - ولكنها داخلياً شعور نقص معقد يحاول المستهزيء أن يصدره لغيره وذلك عن طريق اسقاط هذا الشعور على المستهزأ به، وغالباً ينجح ويشعر المستهزأ به بعقدة النقص ، وهذا بحد ذاته يستوجب محاربة هذا السلوك والتخلص منه فهو يسبب اشكالية نفسية اجتماعية للطرفين !!...
2/ حيلة الإخفاء ( وهي من الحيل النفسية ): التي يمارسها المستهزيء ليخفي جوانب معينة في شخصيته، بلده، جنسه، لونه، تعليمه..الخ فيلجأ إلى الاستهزاء والإزدراء لغيره سواء أكان فرداً أو جماعة أو حتى شعوباً وقبائل أو دول معينة..
3/ التفريغ الوجداني النفسي بطريقة سلبية: فالمستهزيء والمزدري قد يمارس ما يقول أو ما يفعل من سلوك الاستهزاء والاحتقار للآخرين ليفرغ ما بداخله من حقد أو غضب أو سلوك عدواني ولكن بطريقة سلبية سيئة أصبحت فيما بعد مميزاً لسلوكه.
4/ السادية : فالمستهزيء أو المزدري والمحتقر وحتى المتكبر لا شك بأنه يحمل شيئاً من السادية تجاه من يستهزيء بهم أو يحتقرهم فهو يحصل مقابل ذلك على اللذة والمتعة لأن الآخرين بنظره يتألمون ويجلدون بساط حديثه بل إنه يسبب لهم آلاماً نفسية هو بالمقابل يستمتع بها !!
وأخيراً أختم بما روي عن بعض التابعين وله دلالة نفسية في قوله: ( ما من رجل تكبر أو تجبر إلا للذة وجدها في نفسه)!!
|
| |