26-07-07, 02:02 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس حــديـث الــقــلـم مـحــض روايـــــة محض رواية محض رواية .. هل هي إلا محض رواية صيغت في نمط يحاكي الواقع حتى تشبه الحقيقة؟. . ولم تكن يوماً حقيقة ، بل هي أشبه شيء بالوهم ، وكيف تكون ؟. . بل أين الحقيقة؟!. . إذا كان الموت نفسه بها ليس حقيقة ؟؟ وهل الموت حقيقة ؟!! إن كان الميت يعود إلى الحياة؟؟!!!.
لقد عاد إلى الحياة فما الموت؟؟؟. هل فقد الموت سطوته ؟!! أم فقد واقعيته ؟!! أم أنها محض رواية كادت تحاكي الواقع إلى أن تجلى الخيال وأنقشع الدخان وأرتفع الضباب وأتضحت الرؤية فعاد الموتى ، وحين عادوا تجلى الحق وأنقشعت الزينة وأرتفع الزيف فتحقق العقل ما وعى وأدرك ماذا كان وفي أي مكان ..
إذا كان دخول الشخصية إلى عالم هذه الرواية ليس برأي منها ، وخروجها من الرواية ليس برغبة ولا بعلم منها كذلك ونصيبها وموقعها من هذه الرواية ليس على هواها ولا على مبتغاها ، وأن كل ما يكون سينتهي كأن لم يكن ، وأنها حين خروجها تدرك أنها كانت في محض رواية ، على كل ما لها من أثر في النفس ليس لها وجود في الحس ، وأنه لا عبرة بموقعها في تلك الرواية ولا يُعتد بَعْدَها بحسب ونسب أو طول مراس ودوام ظفر ، إنما هو سؤال واحد فقط لا غير: هل سلكتَ طريق الخير؟ أم اخترتَ طريق الشر في أثناء الرواية؟
إذ ذلك هو الخيار الوحيد الذي كنت تملكه أي شخصية في تلك الرواية كائناً ما كان موقعها وظروفها وإمكاناتها ؛ خيارها الوحيد هو بلورة الرواية بإحدى الصورتين فقط لا غير ، هل كنتَ صالحاً صادقاً خيراً نزيهاً نبيلاً أم كنت خلاف ذلك؟ هل كنت شاكراً أم كنت كفوراً؟؟؟؟
وهذا السؤال تستوي فيه شخصية الملك صاحب الحول والطول الذي إستأثر بقسم من الرواية وشخصية الأشعث الأغبر رويعي الشاة الذي عاش على هامش تلك الرواية.
وإلا كيف يكون العدل بين الاثنين بنعيم أو جحيم
( إِنَّمَا مَثَلُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاء أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ مِمَّا يَأْكُلُ النَّاسُ وَالأَنْعَامُ حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلاً أَوْ نَهَاراً فَجَعَلْنَاهَا حَصِيداً كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ) (يونس : 24 )
( اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَاماً وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (الحديد : 20 )
( وَعُرِضُوا عَلَى رَبِّكَ صَفّاً لَّقَدْ جِئْتُمُونَا كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ بَلْ زَعَمْتُمْ أَلَّن نَّجْعَلَ لَكُم مَّوْعِداً ) (الكهف : 48 )
( وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ ) (آل عمران : 185 ) بهذا التقرير الذي يؤكد أن هذه الحياة بكل ما فيها عدا الإنسان ماهي إلا نموذجاً يحاكي الواقع ، يعلم الإنسان أنه حينما يركن إلى الحياة الدنيا ويطمح إلى العلو ويغالب في سبيل ذلك العلو ويبطش ويمضي فيها بأثرة وشح ؛ فهو إنما يركن إلى نموذج حياة ، ويفوز بعالم الخيال ، ويستنفذ كل ما لديه على أحلام اليقضة ، وحين يعي ذلك يعلم معه علم اليقين أنه لم يبذل جهداً ولم يؤدي شيئاً للحياة الحقيقية التي تستحق التضحية في سبيلها بكل شيء ، وذلك لأنه آمن بالخيال وكذب الواقع ، فعاش على ما فهم من ذلك الخيال ، وما أستوجب ذلك الحلم ، دون النظر إلى ما سواه ، فضل وضاع ، وكسب جهد البوار ، وحصد ندامة التفريط ، وفهم فهم الغبينة ، حين لا ينفع الفهم ، ولا تجدي الندامة ، ولا ينفع طول إجتهاد على باطل.
(إِنَّا أَنذَرْنَاكُمْ عَذَاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَاباً ) (النبأ : 40 ) فهل هذه الحياة بتلكم الصورة هي الخديعة ؟ أو كانت تورية ؟. ولم الخديعة والتورية ؟. بل إنها غير هذه وتلك وليست حتى على مقربة منهما ، إنما هي الفحص والإختبار ـ بعد تحذير النذيرـ عبر قافلة من الرسل ضاربة في شعاب التاريخ ، زالوا ولم تزل النذر ولا تزال دامغة الحجج كأنما كتبت الساعة ، ليهك الهالك عن بينة وينجو الناجي عن بينة كذلك ، فهو فحص وإمتحان لتمييز من يستحق العيش والوجود في ظل الحياة الحقيقية من خلال صورة وهمية للحياة ، ممن يملك وحده حق إعطاء الحياة والوجود لمن يريد ومنعه عمن يريد ، ليميز الخبيث من الطيب.
(أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَاماً وَرَحْمَةً أُوْلَـئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ )(هود : 17 )
(لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ )(الأنفال : 37 )
(الَّذِينَ اسْتَجَابُواْ لِلّهِ وَالرَّسُولِ مِن بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُواْ مِنْهُمْ وَاتَّقَواْ أَجْرٌ عَظِيمٌ ) (آل عمران : 172 )
( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ )(يونس : 26 ) ***
اخوكم :
عبدالله غنام
ابو عزام
12/7/1428هـ
|
| |