لايخفى على كلِّ ذي عقل سليم أن الطفل الصغير يرضعُ من ثدي أمه حولين كاملين لمن أُتمت رضاعتُه
حتى يقوى عظمُه وتستقيم حالُه ، ولا شك أنه في تلك المدة قد سبب لأمه من السهر والتعب
والقلق والأرق مالله به عليم ، وتستمرُ في معاناتها برعايتها في تربية ذلك الطفل لحين
أن يكون رجلاً ليأتي يوم من الأيام فتراه متكأ على أريكته وقد وضع ساقاً على ساق
في أحدى المقاهي التي اجتمع بها مع مَنْ زعموا أنهم مثقفون لينهلوا من منهل
الثقافة التي بدأوا يتجاذبون أطرافها ليسعى كل واحد منهم لتحقيقها
ليتشدق من كان حملاً ثقيلاً وعبأً مُطبقاً على تلك الأم ليقول (أن
المرأة ناقصة عقل لايُخولُها عقلُها بأن تكون ولو حتى
ربة بيت ناجحة) !!
فلا أملك إلا أن أقول لذلك المثقف :
هل سألت نفسك سؤالاً واحداً فقلت : عقلك الكامل كيف وصل إلى ذلك الكمال الذي تزعم !؟ أليس ذلك العقل الذي تُفكرُ به لم يكن إلا من الله ثم من صاحبة ذلك العقل الناقص !؟ فكم تمنيت منك أيها المثقف أن ترجع الى معنى حديث الرسول صلى الله عليه
وسلمالذي قال به عن النساء أنهنَّ ناقصات عقل ودين !!
فعجباً كل العجب عندما تتبدل المفاهيم لتظلم الأمهات قبل أن تظلم بنات حواء
أيها المثقف الواعي فعجباً مالكم كيف تحكمون أيها المثقفون !؟ فهل جزاءُ الإحسان إلا الإحسان !!؟