11-11-12, 01:58 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي مميز
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2780 | الاقامة: | السعـــــــوديه | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1678 | الردود: | 3083 | جميع المشاركات: | 4,761 [+] | بمعدل : | 0.88 يوميا | تلقى » 9 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي التسامح في الاسلام .. التسامح فى الإسلام بقلم: الأستاذ الشيخ / جواد رياض - 18 سبتمبر, 2010 مقدمة : التسامح قيمة من القيم التى رسخها إسلامنا المجيد ، ورسختها شريعتنا الغالية . وبالتسامح تتعاضد الامة وتتكاتف وتتكامل وتتوحد . وبالتسامح تشق طريقها بين الامم ويعلى قدرها . التسامح والتساهل والتيسير والوسطية قيم حث عليها الاسلام ، فالقرآن الكريم ملئ بالآيات التى ترسخ هذه القيم ، والسنة النبوية الشريفة مليئة بالاحاديث التى تقعد هذه القيم ، وهى مليئة أيضا بالمواقف التى تبين كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم متسامحا مع أهله ومع جيرانه ومع أصحابه ، بل مع أعدائه . وهى مليئة ايضا بالمواقف التى كانت لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم التى تدل على أنهم بلغوا أعلى درجات التأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم فى هذه القيم . والتاريخ ملئ بنظريات التسامح بين علماء أمتنا وأئمتهم العظام الذين ضربوا المثل والقدوة فى تطبيق قيم الاسلام وترسيخ معانيها بين الناس قولا وفعلا . ومن خلال هذه الدراسة نتعرف على هذه المعانى الجليلة التى هى سبيل الى وحدة الامة ونسأل الله عز وجل ان يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم . فى اللغة [1] : السماح والسماحة : الجود . ورجل سمح وامرأة سمحة . وسمح وأسمح اذا جاد وأعطى عن كرم وسخاء . وسمح لى فلان أى أعطانى ، وسمح لى بذلك : وافقنى على المطلوب . والمسامحة : المساهلة . وتسامحوا : تساهلوا وسمح وتسمح : فعل شيئا فسهل فيه . وقولهم : الحنيفية السمحة : ليس فيها ضيق ولا شدة . القرآن والتسامح : يقول الله تعالى : ( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير ) [ الحجرات / 13 ] فقد أخبر الله تعالى فى هذه الآية [2] أنه خلق الناس جميعا من نفس واحدة وهى آدم ، وجعل من هذه النفس زوجها حواء ، ثم جعل الله شعوبا ـ وهى بطون الاعاجم ـ وقبائل ـ وهى بطون العرب ـ فجميع الناس فى الشرف بالنسبة الطينية الى آدم وحواء عليهما السلام سواء ، وانما يتفاضلون بالامور الدينية ، وهى طاعة الله تعالى ومتابعة الرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم . وقد خلق الله الناس على هذه الصفة ليحصل التعارف بينهم ، وجعل الله التفاضل عنده سبحانه وتعالى بالتقوى لا بالاحساب ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم " خياركم فى الجاهلية خياركم فى الاسلام اذا فقهوا " [3] وقال ايضا : " إن الله لا ينظر الى صوركم وأموالكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " [4] وقال ايضا : " كلكم بنو آدم وآدم من تراب ... " [5] ويقول الله تعالى : ( ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ) [هود/118 ، 119] فلو شاء الله تعالى لاضطرهم الى ان يكونوا أهل أمة واحدة أى ملة واحدة ، وهى ملة الاسلام ، ولكنه سبحانه وتعالى مكنهم من الاختيار الذى هو أساس التكليف ، فاختار بعضهم الحق ، واختار بعضهم الباطل ، فاختلفوا لذلك ، إلا ناسا هداهم الله ولطف بهم ، فاتفقوا على دين الحق [6] . ويقول الله تعالى : ( لا إكراه فى الدين ) [ البقرة / 256 ] فالله عز وجل لم يجعل الايمان الا قائما على الاختيار ، فقد أمر الله عز وجل ألا يكره أحد على الدخول فى الاسلام ، وقد قال العلماء : إنها نزلت فى قوم من الانصار ، إلا أن حكمها عام . فهذه آية عظيمة فى سماحة الاسلام ، اذ لا يدخله أحد الا باختياره ولا يجبر أحد على اعتناق الدين ، وهذا يدل على ان الاسلام دين يتعايش مع الآخرين ، ومع غير المسلمين ، ويدل على ان المسلمين مطالبون بأن يعيشوا مع غيرهم فى سماحة ، ودون ان تكون العقيدة عائقا للمعاملات والتصرفات بينهم وبين بعضهم . وقال تعالى : ( لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين ) [ الممتحنة /8 ] . فقد أمرنا الله عز وجل أن نبر بهؤلاء الذين يخالفوننا فى العقيدة ، ورخص لنا فى ان نصل من لم يجاهر منهم بقتال المؤمنين أو بإخراجهم من الديار . وقد قيل فى مناسبة هذه الآية أن أسماء بنت أبى بكر قدمت أمها قتيلة بنت عبد العزى عليها ، وهى مشركة بهدايا فلم تقبلها ، ولم تأذن لها فى الدخول ، فنزلت هذه الآية ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تدخلها وتقبل منها وتكرمها وتحسن اليها [7] . ويقول الله تعالى : ( اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذا آتيتموهن أجورهن محصنين غير مسافحين ولا متخذى أخدان ...... ) [ المائدة / 5 ] فقد أحل الله عز وجل ذبائح أهل الكتاب ـ وهذا أمر مجمع عليه ـ وكذلك أحل الله عز وجل الزواج من الحرائر والعفائف من أهل الكتاب . وهذا يدل على أن القرآن الكريم أحل التعامل مع الغير حتى فى أدق الامور وأخصها ، فأباح الطعام ، ويدل هذا على الاختلاط بينهم ، لان الطعام لا يكون إلا فى البيوت عادة ، كما أباح الزواج ، وهذا يدل على الاختلاط فى بأدق معانيه ، والبر فى أحسن صوره . ويقول الله تعالى : ( ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ) [ الانعام / 108 ] فبالرغم من أن سب آلهة المشركين فى ذاتها تعتبر طاعة ، الا أن القرآن نهى عن ذلك واعتبر ذلك معصية ، لانها تكون مفسدة فى هذه الصورة ، وذلك كالنهى عن المنكر فإنه طاعة ، بل من أجل الطاعات ، إلا أنه اذا علم أنه يؤدى الا زيادة الشر انقلب معصية ووجب النهى عنه [8] ويقول الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا إذا ضربتم فى سبيل الله فتبينوا ولا تقولوا لمن ألقى اليكم السلام لست مؤمنا تبتغون عرض الحياة الدنيا فعند الله مغانم كثيرة ) [ النساء / 94 ] وقد ورد عن ابن عباس : كان رجل فى غنيمة له فلحقه المسلمون ، فقال : السلام عليكم ، فقتلوه وأخذوا غنيمته ، فأنزل الله فى ذلك هذه الآية ، قال ابن عباس : عرض الدنيا تلك الغنيمة [9]. فقد أمرنا الله عز وجل أن نسلم من ألقى علينا السلام ، ولا نعتدى عليه ، فقد جعل الله تحية الإسلام السلام ، فلا ينبغى علينا أن نغض الطرف عن هذه التحية ، ونعادى من يلقيها علينا . ويقول الله تعالى : ( قل للذين آمنوا يغفروا للذين لا يرجون أيام الله ليجزى قوما بما كانوا يكسبون) [ الجاثية / 14 ] فانظر الى سماحة القرآن الكريم التى تتسع المعادى للدين الاسلامى فشملت الذين لا يرجون لقاء الله ولا يرجون الآخرة ، فهؤلاء طلب منا القرآن الكريم أن نسامحهم وأن نغفر لهم ، وأن نعفو عنهم ، ثم يكون الجزاء والحساب فى الآخرة . آيات العفو : ذكرت مادة " العفو " فى القرآن الكريم فى حوالى خمسة وثلاثين موضعا . والعفو صفة من صفات الله عز وجل ، فهو العفو الغفور . قال الله تعالى ( ولقد عفا الله عنهم ) [ آل عمران / 155 ] وقال الله تعالى ( عفا الله عما سلف ) [ المائدة / 95 ] وقال تعالى ( وهو الذى يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ) [ الشورى / 25 ] وقد أمرنا الله عز وجل أن نحتذى هذه الصفة ، وأن يكون العفو سلوك المؤمن الصالح . فأمرنا أن نعفو وإن كنا نملك الجزاء . قال تعالى : ( وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله ) [ الشورى /40] فمن عفا عن من ظلمه وأصلح ما بينه وبين من عفا عنه فإن الله عز وجل يكافئه بالاجر . وجعل العفو أقرب شئ من التقوى ، وذلك فى مجال الزواج والطلاق ، قال تعالى ( إلا أن يعفون أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح وأن تعفو أقرب للتقوى ولا تنسوا الفضل بينكم إن الله بما تعملون بصير ) [ البقرة / 237 ] فقد ذكر الله عز وجل فى بداية الآية ( وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ) فيجب للمرأة اذا طلقت قبل المسيس أو الدخول النصف ، ويرجع النصف الآخر للمطلق ، ثم قال سبحانه وتعالى ( إلا أن يعفون ) أى لكن أن يتم العفو من الزوجات فيتركن للازواج هذا النصف ( أو يعفو الذى بيده عقدة النكاح ) وهو الزوج فيترك كل المهر ، ثم قرر أن العفو أقرب للتقوى . فندب الى العفو من الجانبين الزوج والزوجة . هنا يجعل الله العفو والتسامح أساسا فى معاملة كل واحد مع الآخر وان كان بينهما ما بينهما من شقاق . وحثنا على العفو عن السوء وندب اليه : فقال تعالى ( إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفو عن سوء فإن الله كان عفوا قديرا ) [النساء/ 149 ] وهنا يتحدث القرآن الكريم عن إظهار الخير أو إخفائه ـ بأن يعمل سرا ـ أو العفو عن الظلم كل ذلك سبب لعفو الله ومغفرته . وندب ايضا الى العفو : فقال تعالى ( وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإن الله غفور رحيم ) [ التغابن / 14 ] وقال تعالى ( وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم ) [النور/22] ففى الآية الاولى يطلب منا الله عز وجل ان نعفو عن الازواج والاولاد فى تثبيطهم إيانا عن الجهاد والهجرة فى سبيل الله معتلين بمشقة الفراق . والآية الثانية نزلت فى أبى بكر فقد حلف ألا ينفق على مسطح وهو ابن خالته ، وكان مسكينا مهاجرا لما خاض فى الإفك وناس من الصحابة أقسموا الا يتصدقوا على من تكلم بشئ من الإفك ، فأمرهم الله بالعفو حتى يكون ذلك سببا للغفران . وحث على العفو بكظم الغيظ ، فقال تعالى ( الذين ينفقون فى السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين ) [ آل عمران / 134 ] فيتحدث القرآن عن الذين ينفقون فى طاعة الله فى اليسر والعسر ، ويكظمون غيظهم مع قدرتهم ، ويعفون عن من ظلمهم ويتركون عقوبتهم ، فإن هذه الافعال سبب للاثابة والمغفرة ، ويكون الاحسان بهذه الافعال . وقد أوصى القرآن الكريم بأن ندفع ونرد ونجازى السيئة بالحسنة ووعد الله عز وجل بأن من فعل ذلك كان له عاقبة محمودة . فقال تعالى ( والذين صبروا ابتغاء وجه ربهم وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية ويدرؤون بالحسنة السيئة أولئك لهم عقبى الدار ) [ الرعد / 22 ] وقال تعالى ( ادفع بالتى هى أحسن السيئة نحن أعلم بما يصنعون ) [ المؤمنون / 96 ] وقال تعالى : ( وعبار الرحمن الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ) [ الفرقان / 63 ] فأمرنا أن نسالم السفهاء والطائشون . وقال تعالى : ( ... ادفع بالتى هى أحسن فإذا الذى بينك وبينه عداوة كأنه ولى حميم ) [فصلت / 34 ] فبين لنا الله سبحانه وتعالى ان دفع السيئة بالحسنة بلا قسوة ولا غلظة ، يجعل بينك وبين من كانت عداوته ظاهرة ، كأنه صديق قريب مهتم بأمرك وشئونك . وقد أمرنا القرآن الكريم بالاحسان فى عدة آيات : فقال تعالى : ( .... وقولوا للناس حسنا ... ) [ البقرة / 83 ] أى قولوا للناس قولا حسنا . وقال تعالى ( بلى من أسلم وجهه لله وهو محسن فله أجره عند ربه ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون ) [ البقرة / 112 ] فبين سبحانه وتعالى ان الاحسان بعد إخلاص النفس لله تعالى وحده بالعبادة له الأجر الذى لا يخشى بعده خوف ولا حزن . وقال تعالى : ( وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين ) [ البقرة / 195 ] فأمر تعالى بعد الانفاق فى سبيل الله ، والبعد عما يؤدى الى الاهلاك ، وهو ترك الجهاد وطلب بعد ذلك الاحسان . وقال تعالى : ( فأثابهم بما قالوا جنات تجرى من تحتها الانهار خالدين فيها وذلك جزاء المحسنين ) [ المائدة /85 ] . فجعل الله جزاء هؤلاء المحسنين الجنة بأنهارها وخلودها . وقال تعالى : ( ..... ويجزى الذين أحسنوا بالحسنى ) [ النجم / 31 ] وقال تعالى ( وهل جزاء الاحسان الا الاحسان ) [ الرحمن / 6 ] وقال تعالى : ( ... إن رحمة الله قريب من المحسنين ) [ الاعراف / 56 ] فقرر سبحانه وتعالى ان الرحمة قريبة من هؤلاء الذين أحسنوا فى حياتهم . وقرر القرآن ان المحسنين لا يضيع أجرهم أبدا فقال تعالى : ( واصبر فإن الله لا يضيع أجر المحسنين ) [ هود / 115 ] وقال تعالى ( إن الله لا يضيع أجر من أحسن عملا ) [ الكهف / 30 ] ووعد الله المحسنين بالبشرى ، فقال تعالى : ( وبشر المحسنين ) [ الحج / 37 ] وقرر القرآن معية الله للمحسنين ، فقال تعالى : ( وإن الله لمع المحسنين ) [العنكبوت/69] وقد أمرنا القرآن الكريم أن نجادل الذين يخالفوننا فى العقيدة بالتى هى أحسن ، فقال تعالى ( ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ) [ العنكبوت / 46 ] فما بالك بمجادلة من يوافقوننا فى العقيدة والتوحيد والاصول .
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله حمد الفريدي ; 12-11-12 الساعة 12:50 AM |
| |