09-11-12, 03:58 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | شاعر
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Aug 2010 | العضوية: | 3494 | الاقامة: | بريده | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 30 | الردود: | 241 | جميع المشاركات: | 271 [+] | بمعدل : | 0.05 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس أخبار ومناسبات قبيلة الفرده ثلاث رسائل من أجل عبدالرحمن الفريدي....للأستاذ محمد سلامه الحربي ثلاث رسائل من أجل عبد الرحمن
عبد الرحمن " صحيفة الوئام"
أما قبل
من هو عبد الرحمن ؟ هو طفل قدره أنه ولد في المملكة العربية السعودية بين براميل النفط وهدير المصانع وجعجعة المنابر، ودخل عائلته لا يختلف عن دخل عائلة صومالية تقيم على تخوم كينيا. تعرض عبد الرحمن لدهس سيارة طرحته على فراشه وشلت أطرافه، علاجه لا يتوفر في بلده لكنه متوفر في بلد آخر أقل نفطاً يسمى ألمانياً، بعد توسل المسؤولين حصل أبوه على أمر سامي بعلاجه في ذلك البلد وحددت فترة علاجه بثلاثة أشهر فقط. ذهب إلى ألمانيا يحمل معه الفرح أملاً بالشفاء، لكن وزارة الصحة – ممثلة في الملحق الصحي-وأدت فرحته في بلد الغربة حيث كان يظن عبد الرحمن أن لعنة بيروقراطية الإجراءات في بلده لن تطاله في ألمانيا، إلا أن عدل وزارة الصحة أبى أن يكون له ضحايا في الداخل ولا يكون له ضحايا في الخارج فسرقت من مدة علاجه شهرين كاملين تمثل ذلك في تأخير الموافقة على تركيب مضخة علاجية ضرورية لحالته. ضاع شهران وأتت الموافقة وبدأ العلاج وعندما حمي وطيس المعركة بين الطبيب والمرض تدخلت وزارة الصحة لصالح المرض وأقفلت ملف المريض بعد شهر من علاجه بحجة أن الثلاثة أشهر المحددة للعلاج انتهت !! ذهل الأب من جلل المصاب وظلم من نصب لحفظ حقه وهرع إلى السفارة مستنجداً فخيروه بين الخروج من المستشفى حالاً أو البقاء على حسابه فأقسم لهم أن ليس بين العاصمتين من هو أفقر منه فكيف يتحمل تكلفةً تبلغ أربعة آلاف ريال يومياً, فكان جوابهم أن أرسلوا الشرطة الألمانية بإخراج المريض عنوة ففعلت، ونتيجة لذلك انتكست حالته الصحية لأسوأ مما كانت عليه في بلده. أطلق الأب صرخة استغاثة جلجلت ما بين القريات إلى الطوال وما بين الساحل الشرقي إلى الغربي ولم يستجب لها إلا عائلته لأن الجميع مشغولون بإرسال المليارات من الريالات لسوريا وباكستان وبورما ولبنان أيضاً، واحتجبت نخوتهم عن حاجة ابنهم- الملقى قبالة مستشفى شون كلينك - لبضعة آلاف ريال. قامت العائلة المثقلة بالديون أصلاً برهن بيتها والاستدانة لكن مبلغها لم يصمد أمام توحش الغلاء في ألمانيا إلا عشرين يوماً. الابن عبد الرحمن يحتاج الآن لأربعة أشهر تحت العلاج ثم عدة أشهر تحت التأهيل، وهو الآن لا هذا ولا ذاك عالقاً في ميونخ لا يجد أبوه ما يطعمه منه فضلاً عن أن يعالجه، هذا هو عبد الرحمن وهذه قصته المأساوية.
أما بعد:
لأن الحالة التي بين أيدينا لمواطن سعودي يتمتع بكامل حقوق المواطنة فإن المسؤولية الأولى تقع على عاتق وزارة الصحة لذا فإن الرسالة الأولى ستكون لها بأن تضطلع بمسؤولياتها التي أناطها ولي الأمر بها، لا أن تكذب على استفسارات الديوان الملكي بأن المريض استكمل علاجه!، وهذا يحيل المطالبة بتأهيل منسوبيها علمياً إلى المطالبة بتأهيلهم أخلاقياً. والمرجو منها أن تسارع بتدارك خطئها وتعيد فتح ملف هذا الطفل العالق مرضاً في ألمانيا وتستكمل علاجه حسب التوجيه السامي الكريم وعفى الله عما سلف.
الرسالة الثانية إلى القبيلة صاحبة أكبر حفل "مزايين" للإبل والتي دفعت أغلى سعر لفحل نوق شيخها، إلى القبيلة التي جمعت ثلاثين مليون ريال لإطلاق سراح ابنها المحكوم بالقصاص، وتُعِد الآن لجمع سبعة وعشرين مليون ريال أخرى لإنقاذ ابن آخر لها من حد السيف قصاصاً، إلى القبيلة التي تسيدت المجالس بقصص أبنائها أسود الوغى وأسياد الكرم؛ أقول لها أن قضية ابنك عبد الرحمن هي المحك بين أن ما كان يُروى من أمجاد القبيلة ونخوتها حقيقة أم " هياط" منقطع النظير، لأن النخوة لا تفرق بين ابن محكوم بالقصاص وآخر محكوم بالمرض، بل إن الأول يعد في نظر القانون مجرماً بينما الأخير يعد ضحية وهو أولى بالنخوة وأقل تكلفة أيضاً فحاجته بضعة آلاف ريال لا ثلاتين مليوناً. أم أن القبيلة بعددها وعتادها تعجز أن تنتج شيخاً زِبَالياً آخرا؟ سأنتظر إجابتها وآمل أن لا يطول انتظاري وهذا ما أعتقد.
الرسالة الثالثة إلى دعاة حقوق الإنسان والقائمين عليها والناشطين فيها، تلك القيم النبيلة السامية التي يُطرب سماعُها فضلاً عن انتهاجها ولا أخفيكم سراً لو قلت لكم إنني أعول عليكم كثيراً في هذه القضية لأنكم اخترتم هذا الطريق – الدفاع عن حقوق الإنسان – إيماناً منكم بها وليس خشية من أحد أو طمعاً في مدد أو انصياعاً لقانون وضعي وإنما هو انصياعاً لصوت ضمائركم الحية التي تشتعل عندما يُغمط حق الإنسان وتهان كرامته بغض النظر عن جنسه ودينه أو عرقه وانتمائه أو حسبه ونسبه؛ لذا فإنني أدفع بمأساة إنسان بين أيديكم، فانظروا ماذا تصنعون من أجل عبد الرحمن في مملكة الإنسانية.
كتبه:محمد سلامه الحربي منقوله من مدونته
|
| |