هكذا علمتني ... الحياة !!

بقلم : مرضي العفري ( ابو مهند )
١٤٣٣/١٢/١٢ھ



هكذا علمتني ... الحياة








أستبيحك العذر يازماني ...
فيك قد بالغت بالأشواق !!
والسيل قد بلغ الزبى !!
كفاك تبريرا هذا المساء !! أصمت .. أسكت .. لاتتلعثم لصنع القرار او تبحث عن خبايا الأيام بأن ترضي الضمير وتضمر في جوفك لهيب السعير !!
ولفح رياحك تذيب التلال !!


فيك قد بالغت بالحب !! فيك قد أحسنت الظن وياليتني قد عرفت نهاية مسرحيتك !!
فلا أحد يستحق إحسان الظن به إلا ..... مولاي وخالقي .


عذرآ ياعيد أجمع شتاتك و بقاياك
وارحل إلى الورى .. إلى الصحراء القاحلة .. إلى حرارة الرمال .. وتوارى عني لقعر البحار
إلى جوف السماء .. لايهم
لايهمني أيها الحبيب ....
فعذرآ ... عذرا


فقد أستوحشت من طباع أغلب البشر... لقد سئمت قسوتهم التي فاقت صلابة الحجر ... بل من الأحجار تتفجر الأنهار !! ألا ليتني لم أعرف هؤلاء (النفر !!) ولم أستمر ... فأصبحت أغبط الطير .. يبني وكره فوق الشجر وهم ليله وصباحه جمع الثمر


فبعدما علمت أني كسبت القضية سأقول :
لاتعتذر لاتعتذر لكن .... دعني وحيد ... لأني سأموت وحيد .. وفي القبر وحيدآ
وأسأل وحيد .... وأبعث وحيد
وسأعيش بمسيرتي مع النجاح والكبوة وحيدآ وحيد ... كما قالوا ببيت الشعر الشعبي
( النار لاتحرق إلا رجل ((واطيها)
فاذكورني بالخير وسأذكركم على تلك التجارة
فمعرفة الرجال ( الخلان ) تجارة : إما كاسدة أو رابحة .
شكرآ لكم ....
فقد أضفتم لي الصفحات
لألبوم التجارب والذكريات .
فهكذا علمتني .... الحياة


ف آهٍ ... ولى الزمان الذي وعى الوفى ... وجمع رجال التقى والصفى ... ولم يبقى لي منهم إلا القليل !!
ولى ذاك الزمان ... عنا إختفى .... ولبس رداء الرحيل !!
أليس وفائنا ردٌٌ للجميل !!؟
أم نحن رجعيون بثبات مكارمنا وفاق التقدمي علينا بنبذ الوفاء ؟؟!
لابأس ؛ قولوا بأنا جامدون لانحرك المتحرك ولا السكون !! قولوا ماتشاؤن !! لابأس يازمن
ألم تسمع ماذا قالوا.... قالوا عنا رجعيون !!
دعهم يذهبوا.. فالوفاء قد شربته أرض الطيبين !!
هذا ماتعلمته .. مافهمته .... بتلك السنين !!
فأسعد الله مسائكم أيها الراقين ...
عوضتمونا ثلمة الحياة حينما إنفضوا عنا.... الراحلين .... فسقوط بعض الأشخاص كان رحمه ؛ أدركتها تالله .... بعد حين !!


لدي جواب بعد السؤال
ياليل لماذا تطول إذا أشتدت الظروف ؟؟
الا ياغم لماذا تدوم ؟؟ وفوق السحاب رب العالمين
فأشعل يايأس قنديل التفاؤل والحبور
لأن الحياة وكذا الممات بيد ... علام الغيوب
فالحياة مع الله أطيب الحياة ....
هكذا علمتني الحياة
رغم بداية دلوفي بالعقد الثاني
إلا أن التجارب أفشت السر قبل المشيب ...




فأهربي ياكلاب إذا زئرت الأسود فوق الهضاب
كذكر الله تغيب عفاريت الجن والشياطين وتبخر هموم السجين مع النوافذ ..... كالأوكسجين
بذكر الله .... بذكر الله ... تعوض كل شي في الحياة
أما البشر ؟!! لايعجبهم العجب ولا صيام من رجب
فدعني أتوجه إلى خالقهم ... رب الناس .. ملك الناس ... إليه المصير


الأن ؛ غادر معظم الخلان إلى ربوع البلاد ... وتركوا الشعاب .. وروض الصحاب ونهج الوفى
نعم ، فكثرتهم كانت كغثاء السيل... ومن يصفو لنا منهم إلا..... النادرون .
"وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"




بالأمس ... لم يدمل جرحي النحيب
ولكن قبل بزوغ الشمس إكتواني الزمان فطبت سليم ....
أبشركم : اليوم أنا .... سليم
أليس أخر العلاج الكي ؟؟
فيكفي يازمن منك إكتويت التجارب ؛ وإرتويت العبر
وقد تشافيت هذا الصباح ؛ فلن أتنازل عن قناعتي ومبادئ الثابتة ... كثبات كهلان في أرض القفار .... وسأكمل المسير.... فزمجري يارعود وأتبعيها يارياح !! وأجتثي النخيل والورود ويابس العود !! لأن جذور قلبي نمت بتربة حب الإله القوي الودود

عذرآ يازماني كنت على بساطك متيم
واليوم ... لعل الله أن يسهل لي دروب الخير ويوفقني لأشد الساعد وأشمر.... لجنان الخلد


سأتكلم ي أيها الزمان وسطر هذا البيان :
مهما سٌلِبَ من الحر مجده التليد ...... فعلى الحائط سيكتب :
الله لن يخيب ظن العبيد ...
فالله لن يخيب ظن العبيد ...


بملئ الفم ؛ أقول :
هكذا علمتني ... الحياة
















ملاحظة :


* هذا المقال ليس لسب الدهر وإنما جاء المقال (لوصف ) تقلبات الليالي والبشر بأضراب الشدائد والعبر ؛ وجرت العادة أن يتذوقها كل إنسان
فالمقالة الأدبية ليست شخصية ولكن الكاتب أو الأديب عيّٓنة كأصحاب التشريح : يستخدم نفسه بمختبر الحياة وعليه يقاس البشر ، فمشاعر الشباب والفتيات جدآ متشابه ،
فالكاتب أو الأديب : لسان لمشاعر الأخرين والموفق من أخذ القلوب ليس لنفسه بل ليأخذهم ويعلق أفئدتهم لحب الله والرسول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم




* وأسف ع قلة التواصل معكم هذه الأيام
لبعض الظروف ولكن من أراد التواصل معي ع التويتر : مرضي العفري : almohand999@




والسلام ختام ....