الكلام فن وأدب وذوق ومن لا يتقن هذا الفن يضيع الكثير من الفوائد فكم من كلمة خبيثة لا يأبه الإنسان بها تودي به إلى الذل والتهلكة وكم من كلمة طيبة قربت بين المتباعدين وأصلحت ما بين المتخاصمين وجمعت شمل المتباعدين لذلك أمر الله عباده بأن يجملوا ألسنتهم بالكلام الحسن وضرب لهم الأمثال فى القرآن الكريم ما يوضح لهم أثرأدب اللسان
وأمر الله تعالى عباده أن يتخيروا من الألفاظ أحسنها ومن الكلمات أجملها عند حديث بعضهم لبعض حتى تشيع الألفة والمودة وتندفع أسباب الهجر والقطيعة والعداوة
فقال الله تعالى : (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوّاً مُبِيناً) الإسراء:53)
وهذا من لطف الله بعباده حيث أمرهم بأحسن الأخلاق والأعمال والأقوال الموجبة للسعادة في الدنيا والآخرة والقول الحسن يدعوا لكل خلق جميل فإن من ملك لسانه ملك جميع أمره
لقد حث الشرع المطهر الناس على انتقاء الألفاظ الطيبة التي تدخل السرور على الناس فقال الله عز وجل: ( وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) البقرة: 83
ولا يحب الله عز وجل لعباده الجهر بالسوء إلا في أحوال محددة فقال:
كما قال تعالى : ( أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء , تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ) إبراهيم 25:24
وقد كان الصالحون يتعهدون ألسنتهم فيحرصون على اخيتار الألفاظ والكلمات التي لا يندمون عليها فرأينا منهم عجبا هذا الأحنف بن قيس يخاصمه رجل فيقول للأحنف لئن قلت واحدة لتسمعن عشرا فقال الأحنف: لكنك والله لو قلت عشرا ما سمعت واحدة.
وحيث إننا مطالبين بصون اللسان فلا يخرج منه الا القول الحسن للناس كافة فإن هذا المطلب يتأكد في حق أصناف من الناس هي الأولى بهذا الخلق ومن هؤلاء:
الوالدين فأحق الناس بالتعامل معهم بهذا الخلق الكريم الوالدان اللذان أمر الله ببرهما والإحسان إليهما ومن الإحسان إليهما اختيار الطيب من الأقوال عند الحديث إليهما