= يأتون بالحسنات أمثال جبل احد فيجعلها الله هبآء منثورا =
بسم الله الرحمن الرحيم
انقر على هذا الشريط لعرض الصورة كاملة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لأعلمن أقوام من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء ، فيجعلها الله هباء منثورا . قال ثوبان : يا رسول الله صفهم لنا ، جلهم لنا ، أن لا نكون منهم و نحن لا نعلم ، قال : أما إنهم إخوانكم ، و من جلدتكم ، و يأخذون من الليل كما تأخذون ، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها ) صححه الألباني رحمه الله
انقر على هذا الشريط لعرض الصورة كاملة.
جاء في تفسير هذه الآية ( من التفسير الميسر ) :
يستترون من الناس خوفًا من اطلاعهم على أعمالهم السيئة, ولا يستترون من الله تعالى ولا يستحيون منه , وهو عزَّ شأنه معهم بعلمه , مطلع عليهم حين يدبِّرون - ليلا - ما لا يرضى من القول , وكان الله - تعالى - محيطًا بجميع أقوالهم وأفعالهم , لا يخفى عليه منها شيء .
فمن أبتلي بشيئ من هذا فليعد الى الله فالله هو التواب الرحيم فإن الإنسان مهما فعل في حياته من المعاصي والذنوب فإنه إذا تاب إلى الله تاب الله عليه بل إن كل شيء نخاف منه نفر منه إلا الله جل وعلا فإننا كلما خفنا منه فررنا إليه
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من عبد يذنب ذنباً ، فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ، ثم يستغفر الله إلا غفر له )
فيجب تكرار التوبة دائما فهي دلالة على تأصل الخير في النفس وأن مايقع من ذنوب إنما هو غلبة من النفس الأمارة بالسوء والشيطان ففر الى الله والجأ اليه وأبشر بكل خير
فعلى المسلم أن يستعين بربه وان يكرر توبته كلما ألم بذنب فله رب يفرح بالتوبة وهناك شيطان يغيضه توبته فلولا مافيها الا فرح الله بتوبتك لكانت تكفي ان تتوب في كل لحظة
لاتقل اخجل أن أقف بين يدي ربي وانا عاصيه فقد قيل للحسن البصري : ألا يستحيى أحدنا من ربه يستغفر من ذنوبه ثم يعود ، ثم يستغفر ثم يعود ؟ فقال : ود الشيطان لو ظفر منكم بهذا ، فلا تملُّوا من الاستغفار والتوبة
الحياء موضعه قبل اقتراف الذنب فتستحي أن يراك الله على ذنب فتمتنع عنه وليس موضعه أن يمنعك من العودة إلى الله
قال عمر بن عبد العزيز أيها الناس مَن ألمَّ بذنبٍ فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر الله وليتب ، فإن عاد فليستغفر وليتب ، فإنما هي خطايا مطوَّقة في أعناق الرجال ، وإن الهلاك في الإصرار عليها..