24-08-12, 07:15 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2815 | الاقامة: | السعودية | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 118 | الردود: | 131 | جميع المشاركات: | 249 [+] | بمعدل : | 0.05 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 1 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي الحياة قصيرة وإن طالت في نظرنا: أيها الساهي: الحياةقصيرة وإن طالت في نظرنا: والكل منا يعلم أن الحياةَ الدنيا لها أشكال كثيرة، وألوان عديدة، ويريد البعض منا - بل الكثير - أن ينال من لذائذها، ويستمتع بشهواتها، ويحظى بساعاتها، وغفل أن حياتنا الدنيوية متعتها زائلة، وشهواتها رخيصة فانية، مهما بذل الإنسان في سبيلها، وسعى في تعميرها، وتربع على عروشها، وجال في قصورها، فهي ساعات قصيرة يوشك أن تنقصي، ولحظات بسيطة تكاد أن تنتهي، ثم بعد ذلك سيلقى كل منا حتفه، ويعاين مصيره ورمسه قال مطرف بن عبد الله - رحمه الله -: "إن هذا الموت قد أفسد على أهل النعيم نعيمهم، فالتمسوا نعيماً لا موت فيه"، ولا ندري من يعيش يوماً آخر أَوْ عاماً جديداً؛ بل لو تأملنا أعمارنا على اختلاف فيما بيننا لوجدنا أن عمرنا المنصرم سواءً أكان أربعين سنة أم ثلاثين أم عشرين؛ أشبه بدقائق مرت مرور الكرام، وهكذا الحياة الدنيا قصيرة؛ فالحذر من التقصير يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((ما لي وللدنيا، إنما مَثَلي وَمَثَلُ الدنيا كمثل راكبٍ قَالَ في ظِلِّ شجرةٍ، ثم راحَ وتَرَكَهَا))6، وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال: أخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمنكبي فقال: ((كن في الدنيا كأنك غريب، أو عابرُ سبيل))، وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيتَ فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحتَ فلا تنتظر المساءَ، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك"7، وزاد فيه: "وعُدَّ نَفْسَكَ من أصحاب القبور"8. فالحذر الحذر من الاغترار بالدنيا، والانغماس في شهواتها قال أحد السلف: "لو فارق ذكر الموت قلبي ساعة لفسد"، فالإنسان المسلم يُؤمن بما بعد هذه الحياة الدنيا فيُدرك قيمة الزمن، ويُسخر ساعات هذه الحياة للبِرِّ والتقوى، وللعمل بما يُرضى الله - تعالى -: {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ}9. كيف نتعامل مع الزمان أيها الكرام: إذا كان من علامات الساعة تقارب الزمان؛ فيحسن بالمرء المسلم أن يكون ضنيناً بوقته، فالزمان من أبرز خصائصه سرعة انقضاء وقته، فهو يمر مر السحاب، ويجري جري الرياح، وفي هذا يقول أحد الشعراء: مرت سنين بالوصــال وبالهنا فكأنها من قصرها أيام ثم انثنت أيامُ هجــرٍ بعـدها فكأنها من طولها أعوام ثم انقضت تِلك السنونُ وأهلُها فكأنها وكأنهم أحلام فالواجب استغلال تلك الأنفاس التي لا تعود، واغتنام ساعات العمر ولحظات الحياة بما ينفع العبد يوم الوقوف بين يدي ربه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ))10، وليكن لك في استغلال الوقت مثل ابن عقيل الحنبلي؛ إذ كان إذا أراد أن ينام جمع عنده رزمة من أوراق، فيكتب أفكاره، وعصارة عقله قبل أن ينام، هذا فقط الوقت الفارغ، وللوقت الذي ليس فيه كدٌ وتعب، وقد ترك من هذا الوقت قبل النوم وبعد النوم سبعمائة مجلد اسمه كتاب الفنون. واستغلال الوقت أن تكون كالخطيب البغدادي الذي كان يذهب إلى المسجد وكتابه في يده، ويعود من المسجد وكتابه في يده، وسواءً أكان كتاباً، أو تسبيحاً بأصابعك، أو قراءة شيء من القرآن؛ المهم أن دقيقة واحدة لا تفوت من عمرك هباء منثوراً. استغلال الوقت أن تكون مثل جد شيخ الإسلام أحمد بن تيمية؛ إذ كان حينما يدخل المرحاض يقول لابنه: اقرأ وارفع صوتك حتى أسمعك وأنا هناك لئلا يضيع الوقت. واستغلال الوقت يكون مثل الإمام البخاري الذي كان يقول: أنام فأتذكر الحديث فأقوم خمس مرات، أو ست مرات، فأضيء السراج في الليل، وأكتب شيئاً من الحديث وأنام، فيتذكر فيضيء السراج فيكتب، ويتذكر ويضيء السراج فيكتب، فلا يزال كذلك طول الليل. استغلال الوقت يكون كما كان الإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله - يحمل المحبرة وعمره سبعين سنة؛ قد شَاخ، ودنا أجله، ورقَّ عظمه، فقيل له: تحمل المحبرة وأنت في السبعين!! قال: مع المحبرة إلى المقبرة. وهكذا هو السمو: همةٌ تنطح الثريا وعزمٌ نبويٌ يزعزع الجبالَ خذ العبرة: فلنا في الراحلين آية وأي آية، كانوا بالأمس معنا، نآكلهم، نشاربهم، نضاحكهم، نمازحهم، وسبحان الله ها نحن اليوم نودعهم، وفي باطن الأرض نواريهم، فارقوا الأهل والأحباب، واستبدلوا بالقصر المنيف، والمسكن الهانئ؛ بيت الدود والتراب، وأنت يا عبد الله اليوم على ظهر هذه الدنيا، وغداً أنت في جوفها، فماذا أعددت للرحيل، نسأل من الله لنا ولك النجاة يوم الدين، وأن يجعلنا ممن طالت أعمارهم، وحسنت أعمالهم، وأن لا يقبضنا إليه إلا وقد رضي عنا، إنه على ما يشاء قدير، وبالإجابة جدير، وصلى الله وبارك على النبي والنذير البشير. نقل: من أروع ماقرأت في هذا اليوم و أسأل الله العظيم الكريم أن ينفعنا وإياكم بما نقرأ ونسمع انه سميع مجيب .
|
| |