في كثير من الاحيان نقسو على انفسنا ونحملها ما لا تطيق ..
فقط للحصول على شيء ما قد لا يتحقق وان تحقق فلفترة بسيطة جدا لا تساوي الجهد الذي بذلناه من اجله ..
هكذا نحن
ننسى كلام من يحبنا بحق .. ونضعه خلف ظهرنا .. نتجاهل نصيحة من يحرص على مصلحتنا .. ويخاف علينا ..
من يهمه امرنا .. ويتمنى ان يرانا افضل الناس وأريحهُم بالاً .. وأمتعهم صحة!!
ننسى كل ذلك ولا نتذكره إلاّ حينما نتعب فعلاً ونتضايق لدرجة .. لا تعود لدينا معها القدرة على عمل شيء او وجود النفس المفتوحة التي كانت لدينا من قبل ..
ان الانسان منا قلق بطبعه وحساس يتأثر باي شيء حتى لو كان ( مزاح ) ويتبدل لأي شيء مهما كان تافهاً .. بل انه في احيان كثيرة .. يقرر اشياء حاسمة في حياته .. وبالتالي يحرم نفسه من أمور كثيرة .. ومهمة جداً وأبسطها الابتسامة وكل هذا وهو لم يتأكد .. من تلك الاشياء التي دعته للتصرف بهذه الطريقة واتخاذ هذا القرار فأحيانا نتعب كثيراً وأكثر مما يتصوره الآخرون حينما نفكر في أمور .. لم تحدث بعد!!
امور في علم الغيب ..
صحيح انها قد تحدث ولا شك .. ولكن لم يحن وقتها بعد .. وربما لن تمسّنا من قريب او بعيد .. ولكن مجرد احساسنا .. ان هذا قد يحدث قريباً .. وقد يغّير مكاننا ويبعدنا عمن نريد.. مجرد احساسنا .. اننا سوف نضيع في الرِّجلين كما يقولون ..
تتبدل حالنا وتتعب نفسياتنا ونتعب من حولنا معنا دون ذنب يذكر سوى ان المنا هو المهم ومرضنا هو مرضهم ..
وَوِفق هذه الصورة ..
فأنت قد تحاول اخفاء ذلك الضيق عن نفسك وعن الآخرين ولكنك لا تنظر الى نفسك في المرآة .. لا تشاهد ذلك التغير الواضح الكبير الذي طرأ عليك .. لا ترى كمية الحزن الكبيرة في عينيك .. او عُمق الألم الذي يكشفه صوتك المتعب للآخرين حينما تتحدث معهم حينما ترى منهم نظرات الشفقة موجهة اليك..
نعم أمور كثيرة وكثيرة تجلب لنا الضِّيق والتعب النفسي .. ومع ذلك نجري خلفها .. نحاول معرفتها بل معرفة ادق تفاصيلها
خذ مثلاً اصرارك على معرفة امور انت في غنى عنها اصلاً .. صحيح انها تهمك ومن حقك ان تعرفها .. ولكن ماذا سوف تجني .. سوى الضِّيق والنكد والنرفزة؟
وبعبارة اخرى نحن ننكد على انفسنا بأنفسنا وكأننا بحاجة لنكد .. نجلب لأنفسنا التعاسة والكآبة وكأننا بحاجة للمزيد منهما!! نراكم كمية الاحباطات لدينا وبأنفسنا وكأننا في سباق محموم .. لزيادة رصيد تلك الاحباطات في بنوك حياتنا أليس هذا ظلماً بحق نفسك؟
انني اقدر الظروف الصعبة ..
التي تستدعيك لمثل هذه التصرفات المجحفة بحق نفسك وتلك المواقف التي تتعرض لها فتجبرك على اتخاذ مثل تلك التصرفات .. ولكنك حينما تقوم بذلك .. فتذكر ان هناك مرآة صادقة يمكنك .. ان تنظر اليها لترى انفعالاتك .. ومدى تاثيرها عليك
تذكر ان هناك انساناً يهمه ان تكون في منأى عن كل المشاكل والمنغصات والضيق .. الذي قد تشعر به!!
الا يكفي هذا سبباً ?? ..
فقط فكر فيمن يدخل السعادة على قلبك .. وتذكر من هو قلبه مفتوح دوماً لك ولا تنسَ تلك الايادي .. الممدودة لك في كل وقت تحتاج اليها .. والأهم من ذلك كله ..
تذكر ان الله معك طالما ذكرته بداخلك..
اعرف ان الدعوة للبعد عن الواقع المزعج امر قد يكون فيه نوع من المثالية كما قد يعتقد البعض .. وإعرف ان هذا كلام سهل قوله صعب تطبيقه في ظل ظروف قاسية لا ترحم .. وأناس لا تقدر ..
ولكن دعني اسألك بصراحة ..
ماذا تبقى لنا غير الكلام في زمن اصبح هو زمن الكلام؟ وماذا نملك غير الكلام .. في وقت اصبح فيه الكلام هو كل شيء .. سواء اعترفنا بذلك ام لم نعترف .. رضينا به ام لم نرضى .. ولكنه الواقع الذي نرفضه ونقره في آن واحد؟
أليست حياتنا جزءاً من مجموعة تناقضات عفواً لا تكترث انه مجرد كلام؟ وان لم تقتنع به فما عليك سوى ان تطنش .. ولكن قبل ان تفعل ذلك تذكر انه حتى التطنيش نفسه يعتبر قدرة لا يجيدها اي شخص .. ومع ذلك حاول وكرر أكثر من مرة ..