كان في زمن ابن تيمية بعض العلماء الذين يُعادونه ويحسدونه.. وفي أحد الأيام مات واحد منهم، فلما علم ابن القيم بذلك ذهب فرحاً إلى ابن تيمية لكي يبشره بهذا الخبر، فلما أخبره الخبر غضب ابن تيمية على ابن القيم وعاتبه.
ثم ذهب ابن تيمية إلى منزل ذلك الميت وقال لأهل الميت: أنا لكم مكانه، وإذا احتجتم إلى شيء فأخبروني.
فلما علم بعض أعداء ابن تيمية بهذا الموقف قال: يا ليتني لأصحابي مثل ابن تيمية لأعدائه.
قلـت: في هذه القصة فوائد:
1- أن الحسد مرض قديم ولا يسلم منه إلا القليل.
2- أن الحسد قد يوجد بين العلماء والدعاة المصلحين، وكما قيل: " ما خلا جسد من حسد ".
3- طهارة قلب ابن تيمية وعلو قدره وسلامة قلبه حتى على أعدائه، فانظر في موقفه في هذه القصة.
4- لا بد لطالب العلم أن يراجع " قلبه " وأن يطهره من كل الذنوب التي لا يراها إلا الله تعالى.