بداية الفرح .. بداية الحلم .. بداية الحب .. بداية الغيرة .. بداية أشياء كثيرة
أشياء بطعم السكر و أشياء بمرارة المرّ ..
و معهم ندخل في حالة من الحلم الجميل
حالة تشبه الذهول .. حالة من الهذيان الدافيء
فيخيل إلينا أن الشر غادر الكرة الأرضية للأبد و أن الأرض أصبحت ملكنا وحدنا و نتمادى في الخيال بهم و معهم
و فجأة نستيقظ
قد توقظنا صرخة واقعية أو صفعة قاسية على وجه أحلامنا
فنتوقف كل الأحلام و نتوقف عن الخيال و يصبح حجم الدهشة بـ إتساع الأرض و يصبح حجم الخوف بـ إتساع الدهشة
و عندها نعود إلى وعينا .. نعود إلى أنفسنا
إلى حقيقة طال هروبنا منها حقيقة تنص على
أن العهد الجميل إنتهى و أن النبض الحي توقف عن الحياة
و نتلفتّ حولنا
نحاول إلتقاط أنفاسنا المرهقة
و نحاول إحصاء عدد البقايا الجميلة فينا فلا تصافح قلوبنا سوى الألم و لا تلمح أعيننا سوى الندم و نحاول عندها أن نجمع بقايا إنكساراتنا و المؤلم أن نكتشف أن ليس كل تبعثر يمكن جمعه
و لا نعلم عندها كم سنحتاج من الوقت كي نتخلص من
إحساسنا بالندم .. على إحساس خطأ
كان يجب أن لا نفتح أبوابنا له و لا نعلم كم سنحتاج من العمر كي نطوي مرحلة قديمة و نستقبل أخرى جديدة ..
فمتى سنتعلم أن لا نندم !!
متى سنتعلم أن نعطي مراحلنا القديمة حقها من الذكرى !!
متى سنتعلم أن لا نعطي الجديد عند ميلاده فرحة أكبر من حجمه !! متى سنتعلم أن نبتسم لأحلامنا و نحن نلوح لها مودعين !! متى سنتعلم أن نعترف بـ أنه حتى أحاسيسنا الخاطئة تمنحنا بعض الفرح في فترة من العمر !!
_ الأحاسيس الخاطئة قد لا تكون خاطئة لو تغير الزمان والمكان