30-07-12, 07:46 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | مسؤول المسابقة الرمضانية
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Aug 2009 | العضوية: | 2312 | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 104 | الردود: | 199 | جميع المشاركات: | 303 [+] | بمعدل : | 0.05 يوميا | ارسل » 1 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس المسابقات كتاب المسابقة : الجزء الثاني
مقدمـة أخي المسلم.. أختي المسلمة سلام الله عليكم ورحمته وبركاته وبعد: أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفُّها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته، وبمناسبة قدوم شهر رمضان أُقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة، أرجو أن تتقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح، حفظكم الله ورعاكم. * كيف نستقبل شهر رمضان المبارك: قال تعالى: }شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ{ [البقرة: 185]. أخي الكـريم: خص الله شهر رمضان عن غير من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها: * خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. * تستغفرُ الملائكة للصائمين حتى يفطروا. * يُزين الله في كل يوم جنته ويقول: (يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونة والأذى ثم يصيروا إليك). * تُصفد فيه الشياطين. * تُفتح فيه أبواب الجنة وتُغلق أبواب النار. * فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حُرِمَ خيرها فقد حُرِمَ الخير كله. * يُغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان. * لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان. فيا أخي الكريم: شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقبله؟ بالانشغال باللهو وطول السهر؟ أو نتضجر من قدومه ويثقل علينا، نعوذ بالله من ذلك كله. ولكن، العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته. وإليك أخي الكريم أقدم هذه الصفحات. الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان 1- الصوم: * قال صلى الله وسلم: «كل عمل ابن آدم له، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف. يقول الله عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان؛ فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك». [أخرجه البخاري ومسلم]. * وقال: «من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه». [أخرجه البخاري ومسلم]. لا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي r: «من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» [أخرجه البخاري]. وقال r: «الصوم جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابّه أحد فليقل إني امرؤ صائم» [أخرجه البخاري ومسلم]. فإذا صُمت –يا عبد الله- فليصم سمعك وبصرك ولسانك وجميع جوارحك، ولا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء. 2- القيام: * قال r: «من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غُفر له ما تقدم من ذنبه» [أخرجه البخاري ومسلم]. * وقال تعالى: }وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا{ [الفرقان 63-64]. * وقد كان قيام الليل دأب النبي r وأصحابه، قالت عائشة رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله r لا يدعه، وكان إذا مرض أو كَسِلَ صلى قاعدا). * وكان عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يُصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة.. ويتلو هذه الآية: }وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى{ [طه: 132]. * وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: }أَمْ مَنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ{ [الزمر: 9]. قال: ذاك عثمان بن عفان رضي الله عنه، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة. * وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- ليلة فقام أول الليل، ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حيه يرتل ولا يُرجِّع يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين أذان المغرب إلا الانصراف منها ثم أوتر. * وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين –يعني بمئات الآيات- حتى كنا نعتمد على العِصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر. تنبيه: ينبغي لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال r: «من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة» [رواه أهل السنن]. 3- الصدقة: * كان رسول الله r أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة.. وقد قال r: «أفضل الصدقة صدقة في رمضان» [أخرجه الترمذي عن أنس]. * روى زيد بن أسلم عن أبيه، قال سمعت عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- يقول: أمرنا رسول الله r أن نتصدق ووافق ذلك مالا عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال فجئت بنصف مالي- قال: فقال لي رسول الله r: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله r: «ما أبقيت لأهلك؟» قال: لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبدا. * وعن طلحة بن يحيى بن طلحة، قال: حدثتني جدتي سُعدى بنت عوف المرية، وكانت محل إزار طلحة بن عبيد الله قالت: دخل عليّ طلحة ذات يوم وهو خائر النفس فقلت: ما لي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك: أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا، ولنعم حيلة المرء المسلم أنت، قلت: فما شأنك؟ قال: المال الذي عندي قد كثر وأكربني، قلت: ما عليك اقسمه، قالت: فقسمه حتى ما بقي منه درهم واحد. قال طلحة بن يحيى فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال: أربعمائة ألف. فيا أخي: للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها واحرص على أدائها بحسب حالك ولها صور كثيرة منها: أ- إطعام الطعام: قال الله تعالى: }وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا * إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا * فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا * وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا{ [الإنسان: 8-12]. فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواء كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يُشترط في المُطعم الفقر، فقد قال رسول الله r: «أيما مؤمن أطعم مؤمنا على جوع، أطعمه الله من ثمار الجنة، ومن سقى مؤمنا على ظمأ، سقاه الله من الرحيق المختوم» [الترمذي بسند حسن]. وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأُطعمهم طعاما يشتهونه أحب إليّ من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل!! وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يُفطر إلا مع اليتامى المساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه فلم يُفطر في تلك الليلة. وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم، ويجلس يخدمهم ويروحهم.. منهم الحسن وابن المبارك. قال أبو السوار العدوي: كان رجال من بني عدي يصلون في هذا المسجد ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، و إلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه. * وعبادة إطعام الطعام، ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم فيكون ذلك سببا في دخول الجنة: «لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولن تؤمنوا حتى تحابوا». كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر في معونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك. ب- تفطير الصائمين: قال r: «من فطر صائما كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء». [أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني]. وفي حديث سلمان: «ومن فطر فيه صائما كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء» قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يُفطر به الصائم، فقال رسول الله r: «يُعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائما على مذقة لبن، أو تمرة، أو شربة ماء، ومن سقى صائما سقاه الله من حوضي شربه لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة». 4- الاجتهاد في قراءة القرآن: سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح: - كثرة قراءة القرآن. شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يُكثر العبد المسلم من قراءته وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل –عليه السلام- يدارس النبي r القرآن في رمضان، وكان عثمان بن عفان –رضي الله عنه- يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرؤون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن كل ليلتين في رمضان، وكان قتادة يختم في كل سبع دائما، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويُقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن. قال ابن رجب: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يُطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها، فيُستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناما لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم، كما سبق ذكره. ب- البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعه: لم يكن من هدي السلف هذُّ القرآن هذَّ الشعر دون تدبر وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب. * ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله r: «اقرأ عليَّ» فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال: «إني أحب أن أسمعه من غيري» قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت }فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا{ قال: «حسبك»، فالتفت فإذا عيناه تذرفان. * وأخرج البيهقي عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: لما نزلت }أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَتَضْحَكُونَ وَلَا تَبْكُونَ{ بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله r حسّهم بكى معهم، فبكينا ببكائه، فقال رسول الله r: «لا يلج النار من بكى من خشية الله». وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى بلغ }يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ{، فبكى حتى خرّ، وامتنع من قراءة ما بعدها. وعن مزاحم بن زفر قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب، فقرأ حتى بلغ }إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ{ بكى حتى انقطعت قراءته ثم عاد فقرأ الحمد. وعن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيلا يقول ذات ليلة – وهو يقرأ سورة محمد، وهو يبكي ويردد هذه الآية: }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ{، وجعل يقول: ونبلو أخباركم، ويردد: وتبلو أخبارنا؟ إن بلوت أخبارنا فضحتنا، وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكتنا وعذبتنا، ويبكي. 5- الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس: كان النبي r إذا الغداة – أي الفجر- جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس.. [أخرجه مسلم]. وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي r أنه قال: «من صلى الفجر في جماعة، ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة» [صححه الألباني]. هذا في كل الأيام فكيف بأيام رمضان؟ فيا أخي.. رعاك الله استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل، والاقتداء بالصالحين، ومجاهدة النفس في ذات الله وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة.
|
| |