يسرك ما أسرني ، ويُحزنك ما يُحزنني وأمّا كلمتي فجزءٌ منِّي خرجت من قلبي أحرقت بعضي ورضيتُ بهذا لأنك عزيزٌ عليّ كلمتي قبل أن أقولها نارٌ في صدري ! إنها تحرقني إنها تؤرقني إنها تتعبني حتى أقولها لك صادقاً. إنها نصحي ونصيحتي لك أيها العزيز إنها كلمةٌ دفعتُ ثمنها راضياً! أتدري ما ثمنها ؟ إنه موتُ بعضي! موتُ بعض وقتي! موت بعض خلايا جسمي! لكن رضيتُ واخترتُ أن أقولها لك قلتها لك ولسانُ حالي يقول: لا بأس أن يموت بعضي ليحيا بعضي! فأمّا بعضي الذي يموت فهو وقتي وخلايا جسمي ! وأمّا بعضي الذي يحيا فهو أنت إنْ قبلت كلمتي وإن لم تقبل ، فإنني ألتمس من ورائها أجراً ، ولست آسفاً ؛ لإن الموت لابدّ منه؛ فليكن في طريق ٍ واضح. فهل تقبل أيها العزيز ؛ فتعوّضني عن موت بعضي بحياة بعضي أم تزيدني موتاً بموت؟! وقيمة الكلمة في صدقها وقيمة الكلمة في الإخلاص من ورائها وكم كلمة أحيت ، وكم كلمة أماتت ! وكم كلمة هَدتْ ، وكم كلمة أضلَّت ! ورُبَّ كلمةٍ تبلُغُ ما تبلُغُ من رضوان الله ، ورُبَّ كلمة ٍ تبْلُغُ ما تبْلُغُ من سخط الله؛ وقد جاء في الحديث إِنَّ العبْدَ ليتكلَّمُ بالكلمةِ من رضْوانِ اللهِ ، لا يُلْقِي لها بالاً ، يرفعه اللهُ بها درجاتٍ، وإِنَّ العبْدَ ليَتكلَّمُ بالكلمةٍ من سَخَطِ اللهِ ، لا يُلْقِي لها بالاً ، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ). فتعالَ معي - أيّها القارئ العزيز - نتوخَّى كلمة ً صادقةً ، وكلمةً مخلصةً ، أو كلمة مروِّحة عن النفس من غير إثم ، بإذن الله تعالى . والله هو الهادي إلى سواء السبيل
كلمات منتقاة من كتاب " كلمات في مناسبات " للدكتور الفاضل عبدالله بن ضيف الله الرّحيلي