أثناء إنشغالي بهذه الدنيا يتكيف طبعي الهادئ مع المتغيرات لاسيما ضوضاء البشر المتواصل وتكالب الأخبار من جهة ودخول مجتمع جديد من جهة أخرى وكذلك الإنغماس في وظيفة جديدة ، والتعرف على أناس جدد ،والإهتمام لمتغيرات الجو وكل مايدرو حولي أمارسه بروح ، الحاصل أني أرى وجوهآ جديدة وثقافات متنوعة ولهجات لطيفة بل ربما مضحكة لغرابتها لورودها لأول مرة تشنف أذني لذكرها ؛ أصبحت أتعايش وأفكر في الحاضر وضياء المستقبل بل كلما زادت خبرتي لرؤية الأشياء الجديدة سواءآ من بشر أو ثقافة أو بلد إلخ أرى ذاكرتي تتبخر وتضمحل من بحيرة الأشياء القديمة وكأن ذاكرتي مثل غاز النتروجين الذي يطرد الحيز من الفراغ ليمتلئ شيئآ أخر بجوفه ، فأمست يد الحاضر الأن تمسح ماكتبت في لوح ذاكرتي من .... ذكرياتي الماضيه ؛
فأجد نفسي أحيانا تحن وتتشوق للرجوع إلى الوراء ؛؛ فأظن إذا عدت للخلف مليآ بالتفكير ترتاح نفسي أكثر فكلما تذكرت سنة أقدم من السنة التي قبلها سعدت ؛ فكأن المعادلة تطاردية ؛ إذا رجعت للوراء أكثر زادت سعادتي أكثر ؛
فأتوقع السر بذلك الامر لوجود البساطة سابقا ومواقفي العفوية مع هذه الحياة -والله اعلم - ولكن فسرت ذلك الامر لإحتماليتة القصوى ؛
-ولكن لا أجحد التفاؤل للمستقبل وما سيمدنا الله من الفرح والنصر والانجازات-
هذه الايام دون إلزامي لحصر المواقف والاصدقاء القدامى رجعت حياتي ماكانت عليه سابقا؛ فوجدت أني أقابل واسمر مع الزملاء السابقين دون أشعر بل ارى أشخاصآ قدامى - ليس لهم علاقة معي إطلاقا - فاشاهدهم في كل مكان اذهب اليه وأما الاشخاص الجدد فكأنما إنتهى مشهد مسرحيتهم وأختفوا فجاءة وبدأ مشهد أهل الماضي ، وأرى أناس مثل حالي في هذه الأيام يعيشون ما أعيشه
؛ فعادت الحياة لمجراها الاول ؛ بل الغريب أني أمارس أشياء قديمة بالصدفة الان دون التكلف لإحضارها
سبحان الله !! من يخبرني لجواب هذا السر !!؟ وهل أنا في أضغاث أحلامٍ حينما ارى الناس من حولي رجعوا لطباعهم ومقتنياتهم الماضية !!؟ صراحةً لا أعلم
بعئذ حدثت نفسي لأجد الجواب فقلت لابد ان ترجع الايام الماضية مدة يسيرة إلزاما علينا ،
ومن تكلف الطبع حتما سيرجع على طبعه ،
وعزز قناعتي ما أراه من السنن الألهية والكونية حيث تعود الشمس للشروق ليوم جديد ؛وكذلك الانسان يرجع لأصله حتى لو عُمّر ؛ولابد مصير الغائب العودة لموطنه وأهله إذا أراد ربنا ذلك
فارتحت من إنقطاعي عن بعض المقربين لقلبي بعدما أُصبت بهاجس القلق لغيابهم الحتمي وعلِمت أنهم سيعودا فقط (الغالين ) مادامت أنفاسهم لها .... شهيقُ وزفير
هل عادت المياه لمجاريها ؟؟ 
العرض الشجري
