أفضل مائة بيت لأبي الطيب المتنبي"
أرى ذلك القرب صار ازورارا
وصار طويل السلام اختصارا
وإني إذا ما أردت اعتذارا
أراد اعتذاري إليك اعتذارا
سوى وجع الحساد داو فإنه
إذا حل في فؤاد فليس يحول
إذا أنت أكرمت الكريم ملكته
وإن أنت أكرمت اللئيم تمردا
وما قتل الأحرار كالعفو عنهم
ومن لك بالحر الذي يحفظ اليدا
شر البلاد بلاد لا صديق بها
وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
لا خيل عندك تهديها ولا مال
فليسعد النطق إذ لم تسعد الحال
أطال ثنائي عليه طول لابسه
إن الثناء على التنبال تنبال
(التنبال: القصير)
أعيذكم من صروف دهركم
فإنه في الكرام متهم
وكيف تعلك الدنيا بشيء
وأنت لعلة الدنيا طبيب
إذا كان ما تنويه فعلا مضارعا
مضى قبل أن تلقى عليه الجوازم
أرق على أرق ومثلي يأرق
وجوى يزيد وعبرة تترقرق
فصرت إذا أصابتني سهام
تكسرت النصال على النصال
فصرت لا أبالي بالرزايا
لأني ما انتفعت بأن أبالي
وأتعب خلق الله من زاد همه
وقصر عما تشتهي النفس وجده
ذكر الفتى عمره الثاني وحاجته
ما قاته وفضول العيش أشغال
من لو رآني ماء مات من ظمأ
ولو عرضت له في النوم لم ينم
وما كمد الحساد شيء قصدته
ولكنه من يزحم البحر يغرق
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
فهي الشهادة لي بأني كامل
تصفو الحياة لجاهل أو غافل
عما مضى منها وما يتوقع
تلذ له المروءة وهي تؤذي
ومن يعشق يلذ له الغرام
أعطى الزمان فما قبلت عطاءه
وأراد لي فأردت أن أتخيرا
الحزن يقلق والتجمل يردع
والدمع بينهما عصي طيع
يتنازعان دموع عين مسهد
هذا يجيء بها وهذا يرجع
وإذا كانت النفوس كبارا
تعبت في مرادها الأجسام
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى
حتى يراق على جوانبه الدم
إذا غامرت في شرف مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
كطعم الموت في أمر عظيم
الأمر أمرك والقلوب خوافق
في موقف بين المنية والمنى
الناس ما لم يروك أشباه
والعز لفظ وأنت معناه
والجود عين أنت ناظرها
والبأس باع وأنت يمناه
سلام الذي فوق السماوات عرشه
تخص به يا خير ماش على الأرض
ولابد من شكوى إلى ذي قرابة
يواسيك أو يسليك أو يتوجع
ولكم تحيات ,,,,, الحكيم