02-07-12, 12:12 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | المشرف العام عضو مجلس الإدارة
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Jul 2010 | العضوية: | 3075 | الاقامة: | القصيم بريده | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 952 | الردود: | 7757 | جميع المشاركات: | 8,709 [+] | بمعدل : | 1.66 يوميا | تلقى » 102 اعجاب | ارسل » 131 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 107 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مكتبة المجالس تموينات مبارك تموينات مبارك مبارك مواطن "سعودي"، قرَّر في يوم من الأيام العمل لحسابه في سوبر ماركت؛ فافتتح محلاً جديداً لبيع الجُبْن والخُبْز والحليب وكل المستلزمات التي توفرها مثل هذه التموينات، واختار موقعاً يتوسط محلَّيْن بالنشاط نفسه، لا يفصلهما عن بعضهما بعضاً من حيث المساحة سوى أمتار معدودات، يديرهما شخصان من العمالة الأجنبية. لكن مشكلة مبارك ليس في الموقع وظروف المكان، وإنما في الموزعين الأجانب؛ فموزع الخبر المفرود والصامولي والكيكات لا يأتيه قبل العاشرة ليلاً، بعد أن يقل الطلب على الخبز، ويتناول الناس غالباً عشاءهم؛ ما يجعله يعاني الرجيع..!! كما أن الزبون حينما يدخل المحل ويسأل عن الخبز ولا يجده في وقت مبكر يذهب لمحل آخر؛ وبالتالي يشترى الجبن والمربى والقشطة والحلاوة الطحينية وطبقاً من البيض ومعلبات الفول، فضلاً عن الحمضيات أو بيبسي العائلة.. الأمر الآخر أن عدم توفير الخبز في كل مرة يجعل هذا الزبون في المرات القادمة لا يدخل مثل هذا المحل، ولا يكلف نفسه مجرد السؤال؛ فيفضل خياراً آخر بالمحال المجاورة..!! والأدهى هنا والمثير للحنق أن مرور الموزعين يكون من أمام محله؛ ليوزعوا على جيرانه في الشارع نفسه من أبناء جلدتهم، رغم أن مبارك لطالما وقف في عرض الشارع ملوحاً بيده اليمنى لسيارة توزيع الخبز بشكل متسارع، بمعدل ثمانين إشارة باليد في الدقيقة، محاولاً إيقاف هؤلاء الموزعين وتنبيههم بأن لديه محلاً في الشارع نفسه، إلا أن شيئاً من ذلك لا يحدث؛ ربما لأن الموزع الأجنبي ألزم ما عليه بني عمومته، وليذهب مبارك للجحيم..!! معاناة مبارك لا تقتصر على موزِّع الخبز والكيك؛ فهي تمتد لموزعي الحليب والألبان والزبـادي والعصيرات بمختلف أنواعها؛ فهم أيضاً يتعاملون معه بعنصرية بغيضة؛ فكل موزِّع على اختلاف جنسيته لا يتعامل سوى مع بني جنسيته، وحسب الأوليات؛ حيث تكون الأولوية للمقربين منه، هذا بخلاف التسهيلات والعروض المميزة والخصومات المحروم منها مبارك، والهدايا التي تقدمها الشركات التابع لها الموزِّع الأجنبي..!! مبارك بعد إن نفد صبره، وضاق به الحال، ذهب لأصحاب محال التوزيع؛ ليشتكي الحال، لكنه عاد بخفَّيْ حنين؛ فكفيل الموزّع لا يهمه معاناة مبارك وأمثاله طالما الربح والعمل يسير على أحسن ما يرام. عندها وصل مبارك لقناعة ذاتية بأن العمل الحُرّ في أي مجال يتطلب مواصفات معينة، لا تتوافر فيه؛ لأنه باختصار لن يجد من ينصفه أو حتى من يهتم بشكواه ضد الموزعين؛ فقرر إلغاء فكرة الصمود بإعلانه بيع محله للمواد الغذائية والعودة لنقطة الصفر ومربع البدايات..!! محمد الصيعري
|
| |