آثار في صلاصل القوارة صلاصل :
تقع صلاصل جنوب القوارة على بعد 10كم تقريباً ، أرضها خصبة معطاء جيدة العشب والكلأ تنبت الغضا وبقاعها ينبت الطرفاء,,, وتعتبر منطقة صلاصل من أبرز المناطق الغنية بالأشكال الجيومورفولوجية بمنطقة القصيم.
قال ياقوت : صلاصل: بالفتح وهو جمع الصلصال مخففاً لأنه كان ينبغي أن يكون صلاصيل وهو الطين الحر بالرمل، فصار يتصلصل إذا جف أي يصوت، فإذا طبخ بالنار فهو الفخار، ويجوز أن يكون من التصويت، قال الأزهري: الصلاصل الفواخت، واحدتها صلصل والصلاصل : بقايا الماء واحدتها صلصلة: وهو ماء لبني أسمر من بني عمر بن حنضلة، قاله السكري في شرح قول جرير :
عفا قو وكان لنا محلا = إلى جوي صلاصل من لبيني
الرحالة : محمد بن ناصر العبودي وزيارته للقوارة :
وصف العبودي صلاصل بأنه : جو منخفض شديد الانخفاض ، بل إنك تنزل إليه إلى سهل، ثم تنزل مرة ثانية من ذلك السهل إلى روضة خصبة, وقد ذكر لي المعرف (يبلغ من العمر 70 سنة) أنه يذكر في أيام الصبا أن هذه المنطقة كانت مليئة بالأرانب ، وعند زيارتي للموقع لم أجد أرانبه التي ذكر.
لقد قمت بزيارة منطقة صلاصل بصحبة : عبدالعزيز الفريح، ومحمد سمير - من سكان المنطقة ، والأخ فهد الزيد, وأثناء زياراتي للمنطقة قمت بجولة ميدانية ، وزرت عدة مواقع أثرية هامة منها :
1 - آبار قديمة :
توجد في منطقة صلاصل عدة آبار قديمة بعضها في مجاري الأودية ، والبعض الآخر في الروضة ، وقد ذكر لي المعرف أنه يذكر في أيام الصبا ( قبل أكثر من خمسين سنة) ، أن بها عدة آبار فيها سواني, منها الزيدانية، والعودة ، وأخرى قريبة منها ، وعند زيارتي للمنطقة، وجدت جميع الآبار التي ذكرها مطمورة، وذلك بسبب وجود تعرية سيلية نشطة.
ويقول أحد كبار السن في منطقة القوارة أن بلدتهم كانت تعتمد في محاصيلها الزراعية على إنتاج منطقة صلاصل , يقول الشيخ العبودي: فيها آبار قديمة كانت تزرع قمحاً وهي قديمة العمارة.
2 - مساكن أبو غيران :
أبو غيران (جمع غار) يقع غرب صلاصل ، وهو شعيب يبدأ من المرتفعات الواقعة غرب صلاصل متجهاً نحو منخفض صلاصل، وقد سمي أبو غيران لوجود صخور رسوبية (رملية) ونظراً لكونها غير صلبة, فقد عملت المياه على حتها فأخذت شكلاً فطرياً (عيش الغراب).
وقد أخذت هذا الشكل نتيجة حت المياه لها من أسفل ومن المتوقع - مع مرور الوقت - أن تنهار الأجزاء العليا بسبب التجوية الكيميائية والميكانيكية، وتأخذ شكل مسلة.
وقد شاهدت آثاراً تدل على استغلال تلك الأشكال الفطرية في عمل مساكن، وذلك عن طريق تسويرها بحائط على شكل قوس وبالتالي أعطت شكل الغرفة أو الكهف، وأحياناً يتم سقف (الأجزاء المتبقية) بسقف مشابه للمنازل الطينية، إلا أن مكونات السقف في هذه الكهوف من البيئة المحلية، فقد سقفت بأخشاب الغضا ( عوضاً عن الأثل) يعلوها نبات الثمام (عوضاً عن سعف النخل) يعلوها صخور رسوبية ، ثم تربة طينية.
وتبلغ أعداد المساكن التي شاهدت نحو عشر غرف، وقد تم لكل غرفة أو مسكن وضع فتحة (باب) مرتفع عن سطح الأرض بنحو 80سم ، وأعتقد أن سبب ذلك حماية المسكن من الأمطار، وبعض الأبواب ذات شكل مستطيل أبعاده 1مx1,5م تقريباً, وبعضها دائرية بقطر 1م تقريباً، ويقدر متوسط مساحة المسكن الواحد ب 18م تقريباً, وعدد الغرف التي شاهدت سبع غرف في مساحة من الأرض تبلغ 90,000م2 تقريباً .
3 - مقبرة صلاصل :
تقع شرق مساكن (أبو غيران) على بعد 200م تقريباً، وتبلغ أبعادها - أي المقبرة - 60م x25م تقريباً , وقد ذكر لي أحد كبار السن : أن آباءهم ذكروا أنها قديمة، ولا يعرفون لها تاريخاً , ومن خلال المشاهدات الأولية اتضح لي أن معالم هذه المقبرة واضحة لم تؤثر فيها العوامل الجوية (توحي بأنها ليست قديمة), وقد يكون لموقعها دور في حمايتها من العوامل الجوية.
4 - منشآت حجرية :
شاهدت عدة آثار لمنشآت حجرية ( أعتقد أنها متاريس) في موقعين شرق صلاصل, هما :
أ - جنوب غرب
الأزرة,
ب - شرق
الرعن ,
ومن أهم المشاهدات الميدانية في هذه المنشآت :
دائرة حجرية بقطر 24,70م تقريباً وفي وسطها دائرة أخرى صغيرة بقطر 1,8م تقريباً ، وينطلق من الدائرة الكبيرة صف من الحجارة تمتد بخط انتشار لمسافة 40م تقريباً.
هذا الشكل : دائرة حجرية وفي وسطها دائرة أخرى صغيرة ، وينطلق من الدائرة الكبيرة صف من الحجارة , تذكرنا بدائرة ( قرب الأعمدة المنصوبة) في الشماسية والتي تم تشييدها برص الحجارة رصاً هندسياً، بنفس فكرة وارتفاع الأحجار بمنطقة صلاصل.
كتبه : تركي القهيدان في جريدة الجزيرة.