يتجدد بي لقائـــكم حتى اضع بين ايديكم في هذا المكان الذي ينعم بروحانيتــه الايمانيـــه
ونتلذذ بجوه الاثيري ونسال الله القبول
يقول الله تعالى في محكم تنـزيله: {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [(180) سورة الأعراف]. وروى البخاري في صحيحه من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((إن لله تسعاً وتسعين اسماً مائة إلا واحدة من أحصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر)). قال ابن القيم -رحمه الله-: "وهو سبحانه يدعو عباده إلى أن يعرفوه بأسمائه وصفاته، ويثنوا عليه بها، ويأخذوا بحظهم من عبوديتها، وهو سبحانه يحب موجب أسمائه وصفاته، فهو عليم يحب كل عليم، جواد يحب كل جواد، وتر يحب الوتر، جميل يحب الجمال، عفوّ يحب العفو، وأهله حييّ يحب الحياء وأهله، بَرٌّ يحب الأبرار، شكور يحب الشاكرين، صبور يحب الصابرين، حليم يحب أهل الحلم". انتهى.. فهل لك أخي المسلم أن تتأمل معي بعض ما يسرد عليك بعد قليل وأن تتفكر فيه لتدرك شيئاً من أسماء الله تعالى وصفاته وأفعاله. إذا حل الهم، وخيم الغم، واشتد الكرب، وعظم الخطب، وضاقت السبل وبارت الحيل. نادى المنادي: يا اللهُ يا الله ((لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض ورب العرش الكريم)) فيفرّج الهم، وينفّس الكرب، ويذلل الصعب {فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ}[(88) سورة الأنبياء]. إنه الله -جل جلاله-.
إذا أجدبت الأرض، ومات الزرع، وجف الضرع، وذبلت الأزهار، وذوت الأشجار، وغار الماء، وقل الغذاء، واشتد البلاء. خرج المستغيثون بالشيوخ الركع، والأطفال الرضع، والبهائم الرتع، فنادوا: يا اللهُ يا الله، فينـزل المطر، وينهمر الغيث، ويذهب الظمأ، وترتوي الأرض
إنه الله -جل جلاله-. إذا انطلقت السفينة بعيداً في البحر اللجيّ، وهبّت الزوابع، وتسابقت الرياح، وتلبدّ الفضاء بالسحب، واكفر وجه السماء، وأبرق البرق، وأرعد الرعد، وكانت ظلمات بعضها فوق بعض، ولعبت الأمواج بالسفينة، وبلغت القلوب الحناجر، وأشرفت على الغرق، وتربص الموت بالركّاب. اتجهت الأفئدة، وجأرت الأصوات، يا اللهُ يا الله، فجاء عطفه، وأشرق ضياؤه في الظلام الحالك، فأزال المهالك