كانت صفحة بيضاء ، ولكنها اصفرت مع طول الزمان ،
ظلت ناصعة حتى اعيتها صروف الدهر، وذهبت نظارتها وتاكلت جوانبها ، وبقيت كمحروقة بنار العابثين،
تلك هي من نسميها
صفحة الماضي،
اذا لم يعجبنا حاضرنا ،بكينا أطلالها،
واذا راق لنا ، (لعنا أولها وآخرها)،
لايروق لنا الحاضر، ولانستمتع به ، إلا بما يطيبه لنا،
ولانحن للماضي إلا عندما يتنكر لنا حاضرنا،
تلك هي أمزجتنا المعقدة ، غاب عنا لحن الحياة ، أو بالأحرى... نحن من صنعنا غيابه ،
وأصبحت الأشياء من حولنا متخمة بالكآبة ،
عندما لاندع فرصة لنستمع إلى معزوفاتها الجميلة ،
الحياة جميلة بطبيعتها ، الساعة هي الساعة واليوم هو اليوم والشهر هو كذلك والعام يدور دورته ،
الكل بإسمه يمشي ويمضي ، لم يتغير ، ياترى ! ماهو الذي تغير ؟ لماذا تعكر صفو الحياة ؟ لماذا تغيرت القلوب ؟ لماذا الحنين الى الماضي؟
تقول احدى النساء الخليجيات لقد تعلمت الحياة من خادمتي الهندية ،
كيف ذلك؟
تقول جاءت لنا فتاة هندية كخادمة للمنزل ،والتي جئت بها بعد إلحاح كبير على زوجي حتى تساعدني على ضروف الحياة!!!!
ومع ذلك حياتي في شقاء ، كنت دائمة التأفف والتذمر ، وكنت أردد (وينك يازماني الحلو) حتى ولو على كسر الكأس ، واراها تضحك دائماً في مثل هذه الضروف ،
وترمقني بنظرة ازدراء ، وأثارت فضولي وأمسكت بها بعنوة وعنف ، استغليت بذلك خروج زوجي ،
لماذا تضحين وأنا (طفشااااانة) ممايحدث فقالت :
يا أمي اريد أن أقول لك أمرا سيعافيك من شقاءك هذا ،
اتركي يدي واجلسي أحكي لك ما أريد ،
لماذا انت يا أمي (متنرفزة) ، لماذا أنتي مجهدة ، لماذا أنتي متشاكسة مع زوجك على أتفه الأسباب؟ ،
اسمعي يا أمي:
الحياة هذه ستعيشيها كما قدرها الله ولكن عليك بالاستمتاع بها ، اسمعي وانظري الى الجانب الحسن واتركي السيئ ، أتذكرين قبل قليل انكسار الكأس ، صحيح أنه انكسر وتناثرت أجزاءه ، ولكن هل استمتعتي بصوت انكساره كأجراس موسيقية جميلة ، هل استمتعتي بمنظر أجزاءه عندما تعكس الضوء ويتلألأ كعقد ألماس متناثر....
يا أمي نحن في بلادنا نستمتع بكل شيئ من حولنا ، فلانستطيع أن نغير واقعنا ، لأن الله أراد لنا ذلك ،
فقط نحن الذين نغير من حالنا ، ونغير نظرتنا للأشياء من حولنا،
تقول فكافأتها على نصيحتها بترحيلها،
فلم أعد بحاجتها ، أصبح بيتي مملكتي واستمتع بكل لحظة به،
اذاً ونحن أيضاً...
لسنا بحاجة الى صفحة الماضي ،،،،