* لكل منا مجاله الحيوي الخاص.. فيه جملة من الخصوصيات والأسرار التي لا يستحسن
أن يطلع عليها الآخرون أو يقتحموها.
وللأسف هناك الكثير من البشر من يطرب لسماع أدق التفاصيل اليومية للآخرين
وعنده هوس بالغ لمعرفة خصوصياتهم
ماذا فعلوا في يومهم؟! ، وماذا أكلوا؟! ، وأين ذهبوا ؟!
زوجتك هل تعمل؟! ، أين؟! ، وما هو تخصصها؟!
فضول مؤذٍ.. وتشتيت للاهتمام.. وانشغال بالآخرين ليس له مبرر.
آخرون قد شغفوا بمعرفة أحوال الآخرين المادية
تراهم يسألون عن الدقيق والجليل والكبير والصغير!
عن الراتب والعلاوة! ، وبمناسبة طفرة الأسهم ، الكثير يتوق لأن يسأل عن أسهمك بكم اشتريتها؟!
وبكم بعتها؟! ، وكم ربحت وكم خسرت ؟!
وغيرها من الأسئلة السامجة
ونفس هذا الشخص لو سئل عن شيء لتمعر وجهه وتكدر خاطره!
وهؤلاء إنما يتعاملون معنا بحسب ما يرونه من ردات فعلنا وبعد جس لنبضنا
فإن وجدوا فينا رقة لين واستجابة تمادوا .
وإن وقفنا وقفة جادة ارتدعوا وزاد احترامهم وتقديريهم لنا.
إنّ الشخص الذي يجد في نفسه ضعفاً تجاه مقاومة الآخرين والتصدي لسيل أسئلتهم
حيث إنهم قد ألفوا أن يجدوا عنده استجابة لكل أسئلتهم وإرواء لغليل فضولهم
إنما هو في شقاء دايم
إن تفاعل معهم لم تزل هواتف وجدانه في توبيخ دائم وجلد مستمر على كشف الأسرار وبيان الخوافي
وإن تجرأ عليهم ولم يتفاعل معهم قلبوا عليه ظهر المجن وأكثروا عليه اللوم وابتعدوا عنه!
* العاقل هو من يحافظ على مجاله الحيوي
لا يسمح لكائن من كان أن يتجاوزه أو حتى يقترب منه
رضي من رضي وسخط من سخط
وهنا سيكسب احترام الآخرين وقبلها احترام الذات
وستتضاعف القدرات وستتجلى المواهب ولن يخسر المجتمع عضواً فاعلاً
كما سنسهم في كبح جماح هؤلاء الفضوليين وتخليصهم من تلك العادة السيئة.