ستظل تايتانيك نموذجاً يجمع بين متناقضين هما قدرة الإنسان وضعفه .. فكانت سفينة تايتانيك
معجزة هندسية في وقتها حتى سُمّيت السفينة التي لا تغرق، لكن السفينة التي لا تغرق
“غرقت” لتأخذ معها 1,500 راكب إلى أعماق المحيط في أول إبحار لها!
وبفضل الله عز وجل ثم تكنولوجيا العصر المتطورة استطاعت الرحلات الاستكشافية لى مدار
السنوات الماضية دراسة السفينة القابعة على عمق 4 كيلومترات في قاع وكشفت لنا هذه
الصور التي تعرض لأول مرة:
ما تشاهدونه في هذه الصورة هو نموذج ثلاثي الأبعاد مبني بصور حقيقية عالية الجودة تم
التقاطها وجمعها لبناء هذا النموذج، وفيه تلاحظون مقدمة السفينة وهي قابعة في ظلمة القاع
بعد أن انشقت تايتانيك إلى نصفين وغاص النصف الأمامي أولاً بمقدمته حتى اصطدم بالقاع
ليستقر عليه. وهذه صورة جانبية توضح أثر اصطدام مقدمة السفينة بالقاع:
وهذه صورة أخرى تظهر أثر الاصطدام في مؤخرة السفينة:
أما لماذا كانت معجزة هندسية وقتها فهذه الصورة تظهر الإجابة:
تخيلوا أن ما تشاهدونه في هذه الصورة هو محركي السفينة العملاقين اللذان يصل طولهما
لارتفاع 4 طوابق، فكانت السفينة حينها أكبر جسم متحرك صنعه الإنسان على الإطلاق!
أما اللون البرتقالي على المحركين فهو بكتيريا دقيقة اسمها هالوموناس تايتانيكاي وهي بكتيريا
تأكل الحديد!
تخيلوا أن كل هذه السفينة العملاقة التي كانت فخراً لإنجازات الإنسان ستنتهي تماماً بواسطة
عدو من الصغر لدرجة أننا لا نستطيع رؤيته بالعين المجردة!!
وهذه صورة لمراوح المحركات حين صنعت السفينة:
وهذا حالها الآن:
أما عن فخامتها فهذه صورة من المقصورة الخارجية للدرجة الأولى: (مصنوعة في أوائل القرن
الماضي!)
وهذا حالها الآن!:
أراد الإنسان بهذه السفينة أن يصنع رمزاً لعظمته:
فأصبحت في دقائق رمزاً لعجزه:
وصدق الله عز وجل : ( وَلاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولاً ) ..