*محدى الهبداني*
هو محدى بن فيصل الهبداني عاش إلى تاريخ 1300هجريه،وهو من قبيلة آل فضيل التي يرأسها الشيخ ابن رشدان، وهو من أفخاذ قبيلة الجعافره من ولد سليمان من بشر من عناز بن وايل..
له موقف عجيب عندما أجاره الشيخ عبد الكريم الجربا !!!
ويتلخص الموقف أنه ذات يوم وهو جالس في مجلس الشيخ عبد الكريم وأهدي (بضم الألف )إلى الشيخ عبد الكريم جواد من الخيل أصيل وقبلها،وفي الحال قدمها إلى محدى الهبداني (الذي هو في جواره)وكانت جوادا من أحسن جياد العرب فقام أحد الجالسين من شمر إلى محدى وقال له:أسألك بالله يا محدىأن تخبرني أيهما أحب إلى نفسك...عبد الكريم الجربا!!!أم جدعان بن مهيد؛؟؟؟(وهذا الأخير شيخ قبيلة الولدآل فدعان من عنزه-قبيلة محدى)..
فقال محدى :ويحك!!!لا تسألني بالله،فكرر عليه الشمري ثلاث مرات السؤال..ومحدى يتهرب منه..وبعد أن أكمل السؤال الثالث ،قال محدى:أقسم لك بما سألتني به أن( غليون) جدعان بن مهيد عندما ينفث منه الدخان..ويعطيني وأمزه يسوى عندي عبد الكريم الجربا وقبيلة شمر،
وعندما سمع ذلك الشيخ عبد الكريم ثارت ثائرته وقال للشمري الذي سأل محدى :أنا أحرم عليك أن تسكن منازل شمر وإن علمت أنك تسكن منازل شمر..سوف أقطع رأسك وطرده من مجلسه ،والتفت إلى محدى وقال له أشكرك على ما قلت ولو قلت غير ذلك لأستهجنتك!!!!
وأمر رجاله أن يحضروا خمسة عشر ناقه من الإبل الوضح هديه لمحدى مع الجواد تقديرا لموقفه من شيخه جدعان بن مهيد،الذي هو شيخ الفدعان من عنزه؛؛؛؛
ولمحدى قصيده رائعه في الشيخ عبد الكريم الجربا:
وأختصر لكم منها هذه الأبيات:
يا دارنا عفناك من زايد الميل ****عيفة عديم شاف نقص الجلاله
يا دار يا دار الخطا والتهاويل****حقك لمقلول الرفاقه نوالــــــــــــه
يا دار ما يسكن بك إلا قوي حيل**** يقضي لحاجاته بسيفه لحاله
يا ربعنا هيا نوينا المحاويل ****نروح عن دار العيا والضلالــــــــــــــه
سموا وطيعوني على الزمل ونشيل****لعبد الكريم اللي تذكر أفعاله
للشيخ نطاح الوجيه المقابيل **** ومن صكته غبر الليالي عنالـــــــه
في ذات يوم كان الشيخ عبد الكريم الجربا غازيا قبيلة عنزه التي هي قبيلة محدى الهبداني، وكان محدى برفقته ؛ وأثناء سيرهم لحق بهم شخص من شمر على قلوصه مبشرا عبد الكريم الجربا أنه رزق بمولود فقال له بعض أصحاب عبدالكريم اذهب وبشر محدى الهبداني، صديق الشيخ عبدالكريم بشره بأبنه، وكان محدى منتحيا في طرف القوم، وعندما بشره الرسول ، أجابه قائلا:لا بشرك الله...بخير!!!
وأسأل الله أن المولود الذي بشرتني به لا يبلغ سن الفطام
فقال البشير :ويحك!!!يا محدى لماذا تقول هذا بأبن الشيخ؟؟
فقال نعم أقول هذا لأنني أخشى أن يترعرع وينمو وتكمل رجولته..ثم يكون مثل أبيه فيقضي على البقيه الباقيه من قبيلة عنزه..
....فضحك القوم من قول محدى الهبداني..ففي الكلمه (نكته وإعجاب)..وعندما سمع الشيخ عبدالكريم كلام محدى..ضحك كثيرا وقال: ما يقوله محدى مقبول عندي..وقد دار هذاالحديث وهم في مواطن عنزه..وكانت قبائل عنزه قبل سنه تقطن هذه الأماكن، وصدفه أمر عبدالكريم الجربا على القوم أن يحطوا الرحال ويناموا ليلتهم لأنهم كانوا آخر النهار،وعندما نزلوا الشيخ عبدالكريم أن محدى لم يقر له قرار، وكان يسير على قدميه من حول القوم كأنه يبحث عن ظاله!!!
فدعاه الشيخ عبدالكريم قلئلا: تفضل يا محدى لأن القهوه والشاي قد حضرا فأتى محدى عابس الوجه ، تبدو عليه علامات التفكير والذهول، لاحظ الشيخ عبد الكريم ذلك فقال له:ما بك يا محدى؟؟
فقال له لا شيء ياسكران المجانين!!
وكان هذا الإسم يطلق على الشيخ عبد الكريم عند قبيلة شمر،وقبيلة عنزه..وكرر الشيخ السؤال على محدى..
فقال: يا سيدي هل تعرف هذه الأماكن التي نحن بها الآن؟؟
فقال نعم أعرفها.. فقال محدى:إنها منازل عنزه..بالعام الماضي..وهذه حدودهم.وكنت أقطنها معهم..وقد عرفت منزل كل شيخ منهم حولنا فقال الشيخ عبدالكريم:وهل قلت شيئا يا محدى بذلك، فقال نعم لقد قلت ..فقال ما قلت؟؟
فأنشد هذه الأبيات:
يا دار وين اللي بك العام كاليوم***** ما تقل مرك عقب خبري نجوعي
خال جنابك بس يلعى بك البوم **** ما كن وقف بك من الناس دوعي
شفت الرسوم وصار بالقلب مثلوم **** وهلت من العبره غرايب دموعي
وين الجهام اللي بك العام مردوم**** وظعون مع قدوه سلفها تزوعي
أهل الرباع مزبنة كل مضيوم ****وأهل الرماح مظافرين الدروعي
راحوا لنا عدوان وحنا لهم قوم****ولا ظنتي عقب التفرق رجوعي
وإن صاح صياح من الضد مزحوم**** تجيك دقلات السبايا نزوحي
صفرن يكاظمن الأعنه بهن زوم**** يخلن سكران المجانين يوعي
يركب عليهن باللقا كل شغموم ****فريس والله ما تهاب الجموعي
خيالهم ينطح من الخيل خثلوم **** يوم الأسنه بالنشامى شروعي
ويا شيخ أنا عندك معزز ومحشوم**** ويمضي علي العام كنه سبوعي!!
لاشك قلبي بالوفا صار ما سوم **** لربعي ونا يا شيخ منهم جزوعي
وعيني لشوف الحيف ما تقبل النوم**** والقلب يجزع بين هدف الضلوعي
ويا شيخ أبا وصفك يا مفني الكوم **** يالصاطي القطاع حسن الطبوعي
حلياك حرن يفني الصيد ملحوم**** متفهق الجنحان حر ن قطوعي
حرن علم بالصيد من غير تعلوم **** يودع بداد الريش شتن مزوعي
وعندما أكمل الهبداني قصيدته...قال الشيخ عبدالكريم:إطمئن يا صديقي...إننا في الصباح راجعون إلى ديارنا لأنني لا أحب أن أجد قبيلة عنزه..ويحصل بيننا وبينهم إصطدام..وأنت معي لأنك منهم..ولأنك جار عزيز عندنا..وإنني أقدر هذه الحميه فيك..ولا ألومك بما قلت بقومك..
وعندما بلغ الشيخ ((جدعان بن مهيد)) ما حصل لمحدى من مواقف....
أرسل لمحدى وفدا يدعونه ليرجع لقومه وإن له كل ما يطلبه وأنه سيبقى معزازا مكرما ولن يعصوا له أمرا ولا توجه له إهانه..فأعتذر محدى من الشيخ عبدالكريم وأستأذنه بالرحيل..وبقى عند جدعان بن مهيد طويلا...إلى أن تذكر بلاده نجد وحن إليها ...ورجع إلى موطنه ومسقط رأسه..نجد العزيزه؛؛؛؛؛؛
طبعا"نستغرب من الاثنين ماحصل منهم فمحدى رغم حاجته وكونه بجوار عبدالكريم لم ينافق او يداهن وعبد الكريم رغم مقدرته على محدى اقل شي ان يقوم بطرده لم يفعل ذلك بل اكرمه غاية الاكرام انها المروءه والرجوله فيهما رحمهما الله
نشأت الشاعر محدى الهبداني
شيخ القبيلة التي كان مقيما فيها الشاعر محدى الهبداني هو العواجي وعائلته وامه ذكر(بالكسر وليس بالفتح ) بنت مشل العواجي الفارس المشهور ووالده فيصل الهبداني ليس مرموقا بين افراد هذه القبيلة ولكن محدى ابنه نشأ ثائراً وذكيا وطموحاّ يطمع بالزعامة ولكنه لم يلق مجالا لزعامته مع وجود اخواله الأبطال وبعد ان لاحظ اخواله طموحه وتدخله بالقبيلة وتحريضه لهم وترفعه عن مسلك ابيه ضغطوا عليه لهذا لم يستطيع لن يبرز بينهم وضاقت بهم الارض بما رحبت وأخذ يتألم ويقول الشعر محرضا ً اقاربه من آل فضيل وهاجياً لهم أحياناً
.................................................. .................................................. .................................................. ......................
قرر محدى ان يبتعد عن اخواله وعن قبيلة ولد سليمان ورحل من نجد مع قسم من قبيلة آل فضيل الذين التفوا حوله واتجه الى قبيلة الفدعان من عنزة لأن الفدعان اقرب قبائل عنزة لولد سليمان ولما دخل الأراضي السوريه قاصداً آل غبين قال هذه القصيدة
الله من قلب بدا فيه عمسي
يميع لو باسه حجر قرطياني
يميع ميعة شمع من حر شمسي
والا الشحم من فو ق جمر اضهياني
نصبح مكاضيم وبالهم نمسي
وكن الطعام ملوث ديدماني
ياراكب من عندنا فوق عنسي
سحوان قطاع الفيافي عماني
عنس سبرس بالسواد الوغطسي
قطاع دو هوذلي سوسحاني
هزته بعود اللوز من غير لمس
وياما قطع من نازح السهمداني
قطعى قطا ومذيرة حس ونسي
من اللال ورد ديرة الريهجاني
فوقه دلال نسج من كل جنسي
القرمزان مخالــــــط بازرقاني
يمد من حفرة خنيصر ويمسي
لاهل بيوت شيدت بالبياني
ياما عطوا من سابق خمسي
غبينات يعطونه ولا به مثاني
وان صار بالفرسان طعن وغمسي
مامثلهم يركب بنات الحصاني
وفي أثناء طريقه هوومن معه من قبيلة آل فضيل صادفوا قبائل من الشوايا الذين يربون الأغنام في حماية الشيخ ابن قعيشيش يأخذ على هذه القبائل الأتاوة ويتكفل بحمايتهم من نائبات الزمن وعندما رآهم محدى الهبداني وجماعته أرادوا نهب أموالهم فأغاروا عليهم وأخذوا اموالهم ومواشيهم وعندما علم الشيخ بن قعيشيش شيخ الخرضة من الفدعان ثارت ثائرته وأغار على محدى الهبداني وجماعته بفرسانه ورجاله وقصدهم تخليص الغنائم التي اخذوها من الشويان ولكن محدى وجماعته أبو ان يسلموا ماغنموا فحصلت معركة بينهم وبين ابن قعيشيش هزم فيها ابن قعيشيش هو وقومه ثم انحرف محدى الهبداني وقبيلته عن ابن غبين لأن قبيلة الغبين اقارب قبيلة ابن قعيشيش والجميع من قبيلة الفدعان واتجه محدى وقومه الى الشيخ محمد بن سمير وقبل ان يصل الى الشيخ ابن سمير ارسل اليه هذه القصيدة موضحا فيها المعركة التي حصلت
ياركبين مقولمات الخفافي
مادنقوا عن الحفا يرقعونه
يلفن أخو خزنه زبون المقافي
اللي بوقت العسر تندى صحونه
الروم جتنا جردة يا السنافي
يبون ستر بيوتنا ينهبونه
صاح الصياح وقال :ما من عوافي
وحتي جواب المنع مايدركونه
صكوا علينا ناهضين الشلافي
فزعة وكل مجرب يزهمونه
وصحنا عليهم صيحة مع كشافي
ولعيون صيته جيشهم يسهجونه
الشيخ ثامر مرتك تقل غافي
ياحيف سليت جوخنه مع زبونه
جعافرة ما يشتهون العوافي
والشر لو هو غايب يحضرونه
وردوا علينا مار صرنا عيافي
مانا هماج وربعنا يملحونه
لاعاد ماناخذ من الحق وافي
أللي تحلوى الناس مايرحمونه
فاجاره محمد بن سمير هو وقبيلة آل فضيل وحماه من ابن قعيشيش
وحماه من ابن قعيشيش ومكث فترة طويلة في جوار بن سمير الى ان عفت عنه قبيلة الفدعان بما فيهم آل قعيشيش والغبين بعد ان ارسل هذه القصيدة لجدعان بن مهيد شيخ قبيلة الولد من الفدعان
ياراكب حمرا كتوم رغاها
ممشي ثمان ايام تطويه مشوار
جدعية قطع الفيافي مناها
تشدي لشاحوف مع الشط عبار
يارسل ياللي لايذ في قراها
خلك مع اول فجة الصبح نشار
والعصر ابو تركي محاري مساها
لغضي البخيل لغالي الزاد دمار
عيني قزت من نومها وش بلاها
كن الويفج لايفة عقب ذرار
((المصدر قوافل الوتين ))
منقوووول ,