الغبار يخلي المدارس 100 % .. وخطة «التربية» تفشل في أول اختبار
فصل في مدرسة في الرياض خاويا من الطلاب كما يبدو أمس.
يبدو أن الخطة الإجرائية التي أعلنتها وزارة التربية والتعليم أخيراً، لمتابعة انتظام الطلاب والطالبات وضمان عدم تغيبهم لم يكتب لها النجاح في الاختبار الأول لها، حيث سجل عدد من المدارس في العاصمة الرياض خلال اليومين الماضيين نسبة غياب وصلت 100 في المائة. وعلى الرغم من الاجتماعات المتتالية التي جمعت مسؤولين في "التربية" مع مديري المدارس لتخفيض نسبة الغياب في الأيام التي تسبق الإجازات، ولهجة التهديد والوعيد التي لجأ إليها مديرو ومديرات المدارس مع الطلاب والطالبات في احتساب غياب اليوم الأخير قبل الإجازة بيومين، رغبة منهم السيطرة على ظاهرة الغياب إلا أن ذلك بات بالفشل، حيث قرر أولياء الأمور منح أبنائهم إجازة تسبق إجازة الربيع. ورصدت ''الاقتصادية'' خلال جولة لها على عدد من المدارس في مراحلها الثلاث خلال اليومين الماضيين خلو عدد من المدارس من الطلاب والطالبات، مما جعل عددا من المدارس تغلق أبوابها قبل نهاية الدوام المدرسي بما يقارب الساعة والنصف. وقال مديرو مدارس إنهم وقعوا بين المطرقة والسندان، "فالتربية" تطالب بحضور الطلاب وحساب غياب الطلاب المتغيبين وحسم الدرجات، وترسل المشرفين لمتابعة وحصر ذلك، بينما أولياء أمور الطلاب منحوا أبناءهم إجازة، خاصة مع تقلبات الأجواء وعدم استقرارها. ويرى مديرو المدارس أن نسبة الغياب المرتفعة أوقعتهم في حرج كبير، فالمعلمون يرون أن تأجيل شرح الدروس إلى ما بعد الإجازة هو الصحيح، نظرا للغياب الكبير، وحرصا منهم على عدم تفويت الشرح على المتغيبين، فيما "التربية" تطالب المعلمين بالشرح. من جانبه، قال عبد الله الفارس مشرف تربوي، إن التوعية يجب أن تكون مجتمعية وليست على مستوى المدرسة فحسب، وإن على وزارة التربية والتعليم أن تبدأ من الأسرة مرورا بالمدرسة وانتهاء بوسائل الإعلام، وذلك لغرس قيمة الوقت واحترامه، والرغبة في الإنجاز في نفس الطالب والطالبة. من جانبهم، يرجع أولياء أمور سبب تغيب أبنائهم لعدة ظروف، فالأيام الماضية شهدت تقلبات الأجواء، مما أثر في حضور الطلاب من بداية الأسبوع، إضافة إلى أن بعض المعلمين وإدارات المدارس توحي لأبنائهم بالسماح لهم بالغياب، بإخراج الطلاب في الساحات وقت الحصص، وإخراجهم قبل نهاية الدوام، بل إن بعض المعلمين يشتد غضبه حينما يحضر الطلاب في هذه الأيام. وبينت الخطة الإجرائية التي أعلنتها "التربية" لمتابعة انتظام الطلاب من بداية العام الدراسي إلى نهايته، أنها تهدف إلى ألا تتجاوز نسبة الغياب في مدارس التعليم العام 5 في المائة من مجموع الطلاب في كل مدرسة، مشددة على إدارات التعليم والأسر بالالتزام، واحترام اليوم الدراسي كإحدى استراتيجيات الأداء العام في المدارس. واعتبرت الوزارة أن الأداء العام في المدرسة، والأسرة سببان رئيسيان لتكرار غياب الطلاب والطالبات، إضافة إلى مجموعة من الأسباب التي أسهمت في تكريس مفاهيم مغلوطة لديهم.