شاعر وقصيدة من تراث الأحساء
بقلم: إبراهيم بن عبداللطيف الحداد
هو شاعر الأحساء الكبير المعروف/ سليم بن عبدالحي بن محمد آل عبدالحي- رحمه الله- المعروف بــ (سليم بن عبدالحى) من مواليد محافظة الأحساء عام 1230هــ تقريباً بمدينة المبرز من سكان حي (السياسب)، بعدها أنتقل إلى حي النعاثل بالهفوف. إلاّ إنه من كبار مشاهير شعراء الأحساء المعروفين وكان أسمر اللون وعمّر طويلاً إذ مات في التسعين من العمر. ولقد تزوج سليم العبدالحي من عائلة الصفيان واسم زوجته (نوره الصفيان) ولديه منها من الأولاد أربعة وهم (محمد) كان شاعراً ولكن لم تذكر قصائده، حيث إنه توفي قبل والده (سليم). والثاني (عبدالرحمن) والثالث (سلمان) وليس بــ (سليمان) حسب ما تداولته كتب الباحثين والرابع (محمد) الذي سماه باسم جدّه وابنه الأول. ولديه من البنات ابنه واحده اسمها (سلمى العبدالحي) ورحمهم الله جميعاً، ولقد ورد اسم جدّ سليم في بعض الكتب بــ (خليفة) وحسب إفادة أحد أحفاده أن الصحيح (محمد) وليس خليفه، ودرس القرآن الكريم حتى تعلم القراءة والكتابة إلا أنه يكتب قصائده بقلم الريشة آنذاك حيث قال في هذا البيت(الزّاج والمشلوخ خطيت الامثال). وكان يمتلك عدد من المزارع (النخيل) في مدينة المبرز، وكان يعمل لدى أسرة (آل مرير) من تجار أهل المبرز، ومن بين أحفاده شاعر نبطي وفصيح هو خليفه بن سلمان العبدالحي الذي تأثر بأشعار جدّه (سليم).
ولقد انتقل مع أسرته إلى مدينة الهفوف وسكن في حي النعاثل (البدع) بسبب خلافات مع ابن أخيه صالح بن عبدالعزيز العبدالحي الذي طلب زواج ابنته ورفض زواجها لعدم بلوغها آنذاك حتى تفارقوا عن بعضهم انتقل أخوة عبدالعزيز وأسرته قرية (الكلابية) ومنهم الذي ما زالوا في مدينة المبرز إلى هذا التاريخ. وكان شاعرنا يتنقل في سفره من الأحساء إلى البحرين والكويت وإيران وله علاقات وصداقة حميمة مع شعراء عصره داخل وخارج الأحساء ولديه العديد من المساجلات والمبارزات الشعرية النبطيه مع أصداقائه وهو.. محمد بن مسلم، وحمد بن عبداللطيف المغلوث من شعراء الأحساء، وعبدالله بن محمد الفرج من شعراء الكويت، ومحمد العبدالله القاضي من شعراء نجد وغيرهم الكثير من شعراء عصره.
ويعتبر شاعرنا الأحسائي الكبير سليم بن عبدالحي من شعراء الفحول الأوائل الذين أشتهروا شهرة واسعة على مستوى المملكة والجزيرة العربية والخليج العربي، لقد نظم الشعر في جميع أغراضه وخاصة في الشعر النبطي، وأكثر قصائده في الألغاز والحكم والأمثال والنصائح والاجتماعيات والغزل والألفيات، وكان شاعراً بارزاً منافساً في ميدان الشعر أمام شعراء عصره، وحذر أبناءه وأحفاده من ضياع قصائده، حيث قال في وصيته (حافظوا على هذه القصائد التي نظمتها؛ هذا الشعر ينفعكم يوم من الأيام وتحتاجونه في المستقبل إلخ) إلا أن أبناءه آنذاك لم يهتموا بأشعاره حتى ضاع الكثير من شعره، رغم انشغالهم في أعمالهم في الغوص والفلاحه.
وشاعرنا (سليم بن عبدالحي) توفي ودفن في البحرين عام 1320هــ وليس في الأحساء. ويسعدني أن أهدي أحبّائي القراء هذه القصيدة الوجدانية، وهي من روائع قصائد سليم العبدالحي التي أوضح في بعض أبياتها التحية والسلام وذكر وصفاً لمحبوبته، وقد بث نحوها شكواه ونوّه لموطنه الأصلي (مدينة المبرز) بعد انتقاله إلى حي النعاثل (بمدينة الهفوف) إليكم هذه القصيدة المعبرة الصادقة حيث قال فيها: