اسمه ونسبة: هو سلامة بن جندل بن عمرو بن عبيد بن الحارث بن مقاعس بن عمرو بن كعب بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر
قال يعقوب ابن السكيت عن عبدالله بن رستم: ( وكان كان سلامة بن جندل من فرسان العرب المعدودين وأشدائهم المذكورين).
توفي في مطلع القرن السابع الميلادي.
وهو شاعر مرموق ومن أشد أبطال العرب الأوائل وأخوه أحمر مثله في الفروسية والبسالة وكان سلامة بارعا في فنون مختلفة ولا سيما في وصف الخيل.
وهذه القصيدة من روائع شعره استرجع في مطلعها ذكرى الشباب وبكى على أيامه الخوالي ثم خلص إلى باب الفخر فاعتز بمكارمه واعتد بقومه وقبيلته وعدد مآثر قومه من بني سعد فنوه بهم في الكرم وقوة البأس ومواقف البلاغة والخطابة ووصف خيلهم وفرسانهم وندد ببني معد وكيف تصدى لهم بنو سعد بعزم وهمة.
والآن نبحر سويا في هذه القصيدة الرائعة التي عدت من عيون الشعر العربي
النص:
أودى الشباب حميدا ذو التعاجيب****أودى وذلك شأو غير مطلوب
ولى حثيثا وهذا الشيب يطلبه****لو كان يدركه ركض اليعاقيب
أودى الشباب الذي مجد عواقبه****فيه نلذ ولا لذات للشيب
واللشباب إذا دامت بشاشته****ود القلوب من البيض الرعابيب
إنا إذا غربت شمس أو ارتفعت****وفي مباركها بزل المصاعيب
قد يسعد الجار والضيف الغريب بنا****والسائلون، ونغلي ميسر النيب
وعندنا قينة بيضاء ناعمة****مثل المهاة من الحور الخراعيب
تُجري السواك على غر مفلجة****لم يغرها دنس تحت الجلابيب
دع ذا وقل لبني سعد لفضلهم****مدحا يسير به غادي الأراكيب
يومان يوم مقامات وأندية****ويومُ سير إلى الأعداء تأويب
وكرنا خلينا أدراجها رجعا****كُسَّ السنابك من بدء وتعقيب
والعاديات أسابيُّ الدماء بها****كأن أعناقها أنصاب ترجيب
من كل حتٍّ إذا ما ابتل ملبده****صافي الأديم أسيل الخد يعبوب
يهوي إذا الخيل جازته وثار لها****هويَّ سجل من العلياء مصبوب
ليس بأسفى ولا أقنى ولا سغل****يُعطي دواء قفي السكن مربوب
في كل قائمة منه إذا اندفعت****منه أساو كفرع الدلو أُثعوب
كأنه يرفئي نام عن غنم****مستنفر في سواد الليل مذؤوب
يرقى الدسيع إلى هاد له بتع****في جؤجؤٍ كمداك الطيب مخضوب
تظاهر النيُّ فيه فهو محتفل****يُعطي أساهيَّ من جري وتقريب
يحاضر الجون مخضرا جحافلها****ويسبق الألف عفوا غير مضروب
كم من فقير بإذن الله قد جبرت****وذي غنى بوَّأته دار محروب
مما تقدم في الهيجا إذا كرهت****عند الطعان وتنجي كل مكروب
همَّت معد بنا هما فنهنهها****عنا طعان وضرب غير تذبيب
بالمشرفيِّ ومصقولٍ أسنتها****صم العوامل صدقات الأنابيب
يجلو أسنتها فتيان عادية****لا مقرفين ولا سودٍ جعابيب
سوَّ الثقاف قناها فهي محكمة****قليلة الزيغ من سَنٍّ وتركيب
زرقا أسنتها حمرا مثقفة****أطرافهن مقيل لليعاسيب
كأنها بأكف القوم إذ لحقوا****مواتح البئر أو أشطان مطلوب
كلا الفريقين أعلاهم وأسفلهم****يشقى بأرماحنا غير التكاذيب
إني وجدت بني سعد يفضلهم****كل شهاب على الأعداء مشبوب
إلى تميم حماة العز نسبتهم****وكل ذي حسب في الناس منسوب
قوم إذا صرَّحت كحل بيوتهم****عز الذليل ومأوى كل قُرضوب
ينجيهمُ من دواهي الشر إن أزمت****صبر عليها وقبص غير محسوب
كنا نحُل إذا هبت شآمية****بكل واد حطيب الجوف مجدوب
شيبِ المبارك مدروسٌ مدافعه****هابي المَراغ قليل الودق موظوب
كنا إذا ما أتانا صارخ فزع****كان الصراخ له قرعَ الظنابيب
وشد كورٍ على وجناء ناجية****وشد سرج على جرداء سُرحوب
يُقال محبسها أدنى لمرتعها****وإن تعادى بِبُكْءٍ كل محلوب
حتى تُركنا وما تُثنى ظعائننا****يأخذن بين سواد الخط فاللوب