13-07-07, 05:33 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو مؤسس و اداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 16 | الاقامة: | مجــالس الفــردة | المواضيع: | 237 | الردود: | 2689 | جميع المشاركات: | 2,926 [+] | بمعدل : | 0.45 يوميا | تلقى » 7 اعجاب | ارسل » 12 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 120 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
مجلس حــديـث الــقــلـم مـن أوراقـــي الــقــديــمــــة وجدت في أوراقي القديمة رسالة كنت قد كتبتها لصديق عزيز في شوال عـــ 1418 ــــام
، أنقلها لكم كما هي دون تعديل ، جاء في متن تلك القطعة الأدبية ما نصة : (((( أخي الحبيب / ********... حباً صادقاً في الله وتقديراً
ثم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأعلم أخي رعاك الله أني في شوق لمسامرتك ساعة أطمئن
فيها على حالك وحال الأخوان جميعاً ، وساعة نستزيد فيها
أنساً وعلماً.
بلغ سلامي أخي الوالد القدير ، ـ والد الجميع ـ ، وبعد :
كنت قد سألتني يأخي الكريم أن أكتب لك بعضاً من
( خواطري )
كان ذلك في الرياض ، وأذكر أنه أنتهى النقاش وقد قنعتَ
بواحدة
.. ويعلم الله أني لم أبخل أو أجفل أو أنسى .. لكني خلوت إلى
أوراقي أقلبها وأتسأل : ( ترى أي شيء هنا جدير بالإطلاع
عليه؟.... أم أنها خبيئة نفسي ؟.) هل الأمر كذلك ؟ ..
هل الأحتفال بهذه النفس لأنها مجرد لاغية بين تلكم النفوس
العجماء ؟.. أم أن تلكم النفس المستقصية ، نفس شاعرة ؟.
تشعر ولا تفصح .. لذا تحب الفصاحة؟..
تحب الفصاحة ؛ لأنها تعلم منها أن هناك من تحت الركام
، نفس أخرى تشاركها الحياة ، فهي تشعر كما تشعر..
وتتألم كما تتألم.. وتصف مالا تصف ..
وهذا فيه أنس ..
ولا يبحث عن الأنس إلا من يعاني من الوحشة ..
فمما الوحشة؟
.. أ لأنها ترى الإنسان وسطاً في سمته بين الملائكة
الأطهار والشياطين الأشرار؟ ..
وترى أنفساً من الناس ترتفع دون سماء الملائكة ،
وطبقات من النفوس تنحط إلى عمق وادي الشياطين ؟
.. وهذا الكم المنتظر بين الوادي والسماء ،
لم يرى ولم يسمع ، يوشك أن يسعى إلى
فم الوادي ، سعياً مخزياً بهدوء بليد.
وهناك في السماء الأنفس طيفٌ من النور يومض
من بعيد ويوشك أن يتلاشى ؛ لأنها أشباح أموات.
وحينما تلتفت ـ هذه النفس ـ فترى إلى جوارها نفساً
مجسدة وليست طيفاً من النور ، تحتفل وتفرح ؛ لأنها
وجدت نفساً أخرى تشاركها الحياة ، وفي هذا أنسٌ
وغبطةٌ.
ولكن الحقيقة التي قد تفجع تلكم النفس ، أن هذه التي
إلى جوارها ما كبرت عن طور العجماء بعد..
فلا تزال عاجزةً عن وصف أكثر ما تشعر به ،
لا أقول أن ما تنمنم به ليس ترجمة صادقة للمشاعر،
بل ليست شاملة ولا دقيقة ،ولغوها هذا لا أسميه شعراً
ولا يرقى إلى أدناه ، أنما هي خواطر قد ترقى في همسة
وتتثاقل في بيت.
ومنذ أن نطقت هذه العجماء ما جادت ببنت شفة
لغير الحب أو عن عهد قديم أو حزنٍ دفين..
وعلى حين أن الحب نكير شائه لدى كثير
من النفوس التي لم تخالطها بشاشته ،
لنلقي الضوء على هذا الجانب من هذه
النفس ؛ لنستبين ما نحن بصدده :
لقد نما إلى علمي أن هذه النفس الباثة
قد ذاقت الحب الصادق .. لقد أحتست منه
حتى ثملت .. وهامت به حتى مرضت ..
وصدقت فيه حتى شفت ورفرفت .. فعاشت
حيناً من الدهر والحب ملء فضائها وملء سمعها
وبصرها ، بل هو سمعها وبصرها ..
لقد عرفت الحب وأستطابت نشواته..
كما أستلذت بسبحاته..
لقدعرفته حقاً فبات لا ينفك عنها ..
أنها تحب ..
أوا تدري من تحب؟ ..
تحب الرب الكريم ، وتحب الكون الجميل ، وتحب
الحياة والنسيم والرياض والمبدأ السامي والصديق
الصدوق ، وإن حبها ليمتد ليتسع لكل ساكنة في الكون ودارجة.
وهذا هو الحب في عقيدتها : ( شعور جميل مؤثر يسمو بالأخلاق
كما يسمو بالمشاعر عن قناعة وعن رضى تام وبسرعة متناهية
، إلى المثالية والمرتقى المحمود).
لقد عرفت هذا العالم ولم تجد فيه وحوشاً تظهر أن سطع البدر
وتختفي إن غاب القمـــر ، وليس خلف الظلام غول...
وهذا الكون أنيس ودود ، وما فيه من شر من الإنسان،
لا وحشٌ ولا غول ، بل شر من ذلك
شياطين الأنس والجن ممن تنكبوا الوادي السحيق.
عدى هذا متع فؤداك ما أستطعت فأنت في كونٍ من الحب
عذب كل ما فيه أما أن يهديك لفكرة أو يذكي لديك نشوة
، فما تلبث أن تحس بالإنتماء لكل مافيه، فهو كونٌ نشيط
يعمل ، كل ما فيه يعمل .. حتى الصخور تعمل مع الريح والمطر.
كتبه / عبدالله بن غنام
ابو عزام
نقلت لكم نزولاً عند رغبة أخي القدير / يوسف الطهيمي
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالله بن غنام ; 13-07-07 الساعة 07:12 AM |
| |