تأبط أخي الأكبر (المركاة) , ومال بجلسته وهو يداعب مسبحته
فهو لا يمل من عد خرزها , ولو كان تسبيحا .. لثقلت موازينه
وكعادته رفع حاجبه الأيمن , وعقد الأيسر..
يفعلها لا إراديا , عندما يكون واثقا مما يقول .
كنت أستمع إليه بشغف , فاليلة موعد رؤيتي لخطيبتي
قال لي كلاما راسخا في اجتياز اللحظات الأولى
بدأ أخي يروي تجربته الناجحة .. (على الأقل في نظره)
وقد مر على تجربته ستة عشر عاما .
وهي مدة زمنية كفيلة بأن تتغير فيها أشياء كثيرة
قال لي كلاما جميلا عن تلك اللحظة , وكيف أنه سيد الموقف
حثني أن أكون واثقا بنفسي ..
فهم لم يوافقوا على الرؤية إلا بعد أن تأكدوا أني .. الرجل المناسب
إنهم لم يألوا جهدا في السؤال عني , حتى عامل الاستراحة لم يسلم
كان يقول بثقة وهمس :
اعلم أنك ستشاهد هذه الفتاة بقلبك .. لا بعينيك
فأنت في لحظة سامية الهدف , ونبيلة المقصد ..
ولست متسكعا في أحد المولات
سترى كل الألوان في وجنتيها , وارتعاشة في أناملها
وهذا ما سيجعلها تقتحم قلبك .. إنه الحياء , أجمل ما في المرأة
وحتما سيمنعها من رفع طرفها
لذا غض طرفك عنها قليلا , وأعطها فرصة لتنظر إليك
أخي .. ستتخطى الموقف ولديك انطباع .. لا صورة ..
وعندها سيكون اتخاذ القرار , لا تتسرع في الرد بالقبول .. فقط ابتسم لهم
وعد إلى فراشك , واستخر .. واتخذ قرارك بهدوء
لأول مرة أرى أخي الأكبر فيلسوفا !
ببدو أنها المرة الأولى التي أنصت إليه جيدا
عند عودتي كان أخي بانتظاري
قال لي : هااه
قلت له وأنا متوجها إلى غرفتي : لم تعطني فرصة لأنظر إليها !
وقالت : أنها ستستخير .