09-11-11, 03:21 PM
|
المشاركة رقم: 9 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | إداري سابق
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Aug 2009 | العضوية: | 2301 | الاقامة: | مملكتنا | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 163 | الردود: | 1664 | جميع المشاركات: | 1,827 [+] | بمعدل : | 0.33 يوميا | تلقى » 30 اعجاب | ارسل » 6 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 51 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | كاتب الموضوع :
ريم المنتدى :
أصـيل الــقـــوافي رد: جولة ريم في حياة الادباء والشعراء
موضوع مكتمل الأدوات , ومتعدد الاتجاهات , في جميع المجالات ,
على ضفاف الأدب والشعر ..
ويسمح للكاتب أن يبحر في محيطات التاريخ الأدبي , ويطير بجناحي الأدب والشعر في فضاءاته .
فدمتِ بهذا الابداع ,, أختي القديرة / ريـــم .
وأبتدأ بهذه المشاركة مختصرة , وقد كانت موضوع رسالة بحثي في مادة الأدب في السنوات الأكاديمية من دراسة البكالوريوس . وهي : * قصة وقصيدة ابن زريق البغدادي * ناظم القصيدة هو :- الشاعر العباسي أبو الحسن علي بن زريق البغدادي, وكان له ابنة عم أحبها حبًا عميقًا صادقًا, ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش, فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبًا للغنى, وذلك بمدح أمرائها وعظمائها،ولكن صاحبته تشبثتْ به, ودعته إلى البقاء حبًا له, وخوفًا عليه من الأخطار, فلم ينصت لها, ونفَّذ ما عَزم عليه، وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس, ومدحه بقصيدةٍ بليغة جدًا, فأعطاه عطاءً قليلاً، فقال ابن زريق- والحزن يحرقه : "إنا لله وإنا إليه راجعون, سلكت القفار والبحار إلى هذا الرجل, فأعطاني هذا العطاء القليل؟!". ثم تذكَّر ما اقترفه في حق بنت عمه من تركها, وما تحمَّله من مشاقٍ ومتاعب, مع لزوم الفقر, وضيقِ ذات اليد، فاعتلَّ غمًّا ومات. والأمر الحزين في هذه القصة إنَّ عبد الرحمن الأندلسي أراد أن يختبره بهذا العطاء القليل ليعرف هل هو من المتعففين أم الطامعين الجشعين, فلما تبيَّنت له الأولى سأل عنه ليجزل له العطاء, فتفقدوه في الخان الذي نزل به, فوجدوه ميتًا, وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه العينية. فبكاه عبد الرحمن الاندلسي بكاءً حاراً. وكانت قصيدته موجهه إلى ابنة عمه يطلب منها أن لا تلومه وأن تسامحه ويلوم هو نفسه ويندم أشدّ الندم ... وسميت يتيمة لأنها لا يوجد لها قصيده في قوتها وجزالتها في نفس الموضوع,, يقـــــول ابن زريق البغدادي في قصيدته :
لا تعذليــهِ ، فـإن العــذلَ يولِـعُهُ=قد قُـلتِ حقـاًّ ولـكن ليس يسـمعهُ
جاوزتِ فـي لـومـهِ حـدّاً أضرَّ بهِ=مـن حيث قدرتِ أن اللـومَ ينـفعهُ
فاستعملي الرفقَ فـي تأنيبهِ بـدلاً=من عذلهِ فهو مضنى القلبِ موجعـهُ
قد كان مضطلعاً بالخـطبِ يحمــلهُ=فضُيِّـقتْ بخطـوبِ الدهرِ أضـلعُهُ
يكفيـهِ من لوعةِ التشتيـتِ أن لـهُ=من النَّـوى كلَّ يومٍ مــا يـروِّعهُ
مـا آبَ من سـفـرٍ إلاّ وأزعَجـهُ=رأيٌ إلى سَفَرٍ بالعــزمِ يزمـعـهُ
كـأنّمـا هو في حلٍّ ومرتـحـلٍ=مـوكَّـلٌ بقضـاءِ اللّـه يذرعـهُ
إنَّ الزمـانَ أراهُ فـي الرحيـلِ غنـىً=ولو إلى السنـدِّ أضحى وهو يزمـعـهُ
ومـا مجاهـدةُ الإنسـانِ توصـلـهُ=رزقاً ، ولا دعـةُ الإنسـانِ تقطـعـهُ
قد وزَّعَ اللّـهُ بيـن الخلقِ رزقـهـو=لم يخلـق اللـهُ منْ خلـقٍ يُضيّعـهُ
لكنهم كلفوا حرصاً ، فلـستُ تـرى=مسترزقــاً وسوى الـغاياتِ تقنعُـهُ
والحرصُ في الرزقِ ، والأرزاق قد قسمتْ=بغيٌ ؛ ألا إنَّ بغـيَ المـرءِ يصـرعــهُ
والدهـرُ يـعطي الفتى - من حيث يمنعهُ -=إرثـاً ، ويمنعُــهُ من حيث يطعمــهُ
أستـــودعُ الله في بغدادَ لي قـمراً=" بالكرخِ " من فلكِ الأزرارِ مطلعـهُ
ودّعـتُهُ وبـودّي لو يودعـــني =صفـوُ الحيـاةِ ، وأنـي لا أودعـهُ
وكم تشبَّث بي يـــومَ الرحيلِ ضحىً=وأدمعـي مسـتهلاتٌ ، وأدمعُـــهُ
لا أكذبَ اللهُ ، ثوبَ الصبرِ منخـرقٌ=عنّـي بفـرقـتـهِ ، لكـن أُرقِّعُـهُ
إنّي أُوسِّـعُ عـذري في جنــايتهِ=بالبيـْـنِ عنهُ ، وجـرْمي لا يوسِّـعُهُ
رُزِقْـتُ مُلكـاً فـلم أحسن سـياستهُ=وكلُّ من لا يسـوّسُ الـملكَ يــخلعُهُ
ومـن غدا لابســاً ثوبَ النعيمِ بلا=شكـرٍ عليـهِ ، فإنَّ اللـه ينزعـهُ
اعتضـتُ مـــن وجهِ خلّي بعدَ فرقـتهِ=كــأساً أُجــرَّعُ منهـا ما أُجـرّعــهُ
كـم قـائلِ لي : ذقت الـبين ، قلت لهُ=الذنبُ واللّـه ذنـبي ، لـستُ أدفعــهُ
ألا أقمت فـكان الرشـدُ أجمـعـهُ ؟=لو أنـني يـوم بـانَ الرشـدُ أتبـعهُ
إني لأقـطـعُ أيـامي ، وأنـفـدُهـا=بحسـرةٍ مـنه في قـلبي تــقطِّعــهُ
بمـن إذا هـجـعَ النُّـوامُ بِـتُّ لـهُ=- بلوعةٍ مـنهُ - ليلي لستُ أهجـعهُ
لا يطمـئنُّ لجـنبي مضجعٌ ، وكــذا=لا يطمـئنُّ لهُ مُذْ بِـنتُ مضجعــهُ
ما كنتُ أحسـبُ أن الدهـرَ يفجـعني=بــهِ ، ولا أنَّ بـيَ الأيـامَ تـفجعـهُ
حتى جـرى البيـْنُ فيمـا بيـننا بيدٍ=عسـراءَ ، تمــنعني حظـّي وتمنعهُ
قد كنتُ من ريبِ دهري جازعاً فزعاً=فلمْ أوقَّ الذي قـدْ كـنتُ أجزعـهُ
باللّهِ يا منـــزلَ العيشِ الذي درستْ=آثـارُهُ ، وعَــفَتْ مذْ بنتُ أربعـهُ
هل الـزمانُ معــيدٌ فيـــكَ لذتـنا =لم الليالـي الـــتي أمضـتهُ ترجعـهُ
في ذمــةِ الـلهِ من أصـبحتَ منزلهُ=وجـاد غـــيثٌ على مغناكَ يمرعُهُ
من عـندهُ ليّ عــهدٌ لا يـضـيِّعُهُ=كمـا لهُ عهـدُ صـدقٍ لا أضـيِّعُهُ
ومن يصـدِّعُ قـلبي ذكـرهُ ، وإذا=جرى على قلبهِ ذكــري يصـدِّعهُ
لأصـبرنَّ لـدهـرٍ لا يــمتعني =بــهِ ، ولا بـيَ في حالٍ يمتعـهُ
علماً بأن اصطباري معـقبٌ فرَجاً=فأضـيقُ الأمـرِ إن فكَّرتَ أوسعهُ
عسى الليالي التي أضنت بفرقتنا=جسمي ، ستجمعني يومـاً وتجمعهُ
وإن تـغلُ أحـداً منّــا منـيَّتهُ=فما الـذي بقـضاءِ اللهِ يصنعـهُ !
التعديل الأخير تم بواسطة نواف فارع ; 09-11-11 الساعة 03:31 PM |
| |