يروى أنه كان في قديم الزمان وسالف العصر والأوان مجموعة من الكلاب قد ضاقت ذرعاً بسهر الليالي وكثرة النباح على المخلوقات فقررت فيما بينها التنادي إلى عقد جلسة طارئة لمناقشة الأمر .
اجتمع الكِلاب في المكان المخصص للاجتماعات وقرروا جميعاً عدم النباح أو الجهر بالأصوات مهما كانت الأسباب .
تفرق الكلاب كلا إلى بينه ونام كل واحد بجانب الحظيرة التي موكول إليه حراستها دونما أي صوت وفي صمت رهيب .
وبينما أحد الكلاب مستغرق في نوم عميق بجانب أحدى الحظائر ، وفي ظلمة من الليل البهيم إذ بسارق يهم باقتحام الحظيرة وخطف إحدى الأغنام ، ولكنه لمح الكلاب مستغرق في نومه العميق دونما حس أو حركة فاختصر الطريق إلى الحظيرة واختطف الكلب ظناً منه إنها أحدى الأغنام نامت خارج الحظيرة ورجع به هارباً ، إلا أن الكلب آثر عدم النباح حتى لا يخرق القرار ويكون عُرضة للمساءلة القانونية .
أسرع اللص بالنعجة الكلب إلى مكان بعيد ، وطرحها على الأرض وأخرج من جيبه سكيناً يريد ذبحها ، فلم يستطع الكلب بعد ذلك صبراً وأطلق صوته بالنباح الذي جعله ينجو من سكين اللص .
سمعت مجموعة الكلاب الصوت المنطلق بالنباح الغريب فألقوا على صاحبه باللوم الشديد ، بل وطالبوا بتوقيع عقوبة عليه نتيجة لإظهار صوته ، ولكنه لم يتردد في قوله لهم أن (( نبيح الكَلبْ هذه المَّرة على روحه وليس على أحد )).