أنصت إليه يقول :
عودت نفسي منذ زمن بعيد الا أنتظر التشجيع من أحد ، وألا يؤثر في النقد من أحد
، فآليت على نفسي أن يكون حافزي سمو هدفي وطبيعة هدفي ، وإن يكون نقدي
ذاتياً ، والتعديل تطور تلقائي ، والإنتقال من الخطأ إلى الصواب بكل إنسيابية.
لقد حرصت عمراً على مد أفق الفكر ، وعلى بسط المجال العريض للمفاهيم ،
والإنفتاح على كل مفهوم وكل ثقافة ، والإنصات لكل توجيه وكل حكمة وكل مثل.
لقد فعّلت كل الألوان الأربع والعشرين ولم أقتصر على اللونين السيدين ؛ كي
أرى الدنيا بالألوان وبكل وضوح الألوان ، زاهية.. براقة.. جميلة ، إن أنصفت أعين الناظرين.
ولكن ثمة مشكلة في أعين الناظرين : فشريحة منهم تراها باللون الأصفر فقط ، وآخرون
لا يرونها إلا حمراء ، وغيرهم من يراها باللون الوردي ، وثلة محبطون يرونها أسود من
لون الغراب.
وقليل هم الذين أكتمل لديهم نصاب الألوان.
وأنا أعتقد أني أراها بالألوان والفضل لله ، بل أذهب لأبعد من ذلك إذ أراها مجرد صورة بالألوان
، تشبه الواقع ـ هي ليست في نظري واقعاً ـ بل هي أشبه شي بالواقع وأشده محاكاة له.
قال صلى الله عليه وسلم : " أن الدنيا حلوة نظرة ، وإن الله مستخلفكم فيها ، فناظر ما تفعلون ".
أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
هكذا أنهى حديثه لي ، وهكذا خرجت من عنده ، بتصور جديد وأفق بعيد
ابو عزام