علمتني الحياة

منقول..

هي ثلاث ورقات خضراء قطفتها –قبل أن يأتي عليها
الخريف فيحيلها صفراء يابسة هشة لاحياة فيها.
وبعيدا عن المجاملة صغتها كلمات وكتبتها على هذه الورقات
بحروف لاتعرف للذبول طريقا..لأنها ستبقى في الذاكرة..
وعلى صفحات الحياة نهرا جاريا .لاتكدره كثرة الدلاء..

* * * *

أما الورقة الأولى ..
لما امتزجت روحي بنداوتها ..وهز خاطري
بريق خضرتها..تأملتها ..فتلمحت طيوف الحياة تشع منها...
الحياة بألوانها كيف تناغمت وعاشت كي تشترك بصنع هذا الجمال
فبين سهل أخضر ..وبحر أزرق ..وشمس بخيوط صفراء..
وقمرا بالبياض ساطعا..وليل بالسواد متلفعا..وسماء كساها اللون السماوي
جمالا وعذوبة..ووردة حمراء قد ازدهت ..وجبال دهم بعزتها شامخة..
ورمال ذهبية..تسرق لب العاقل اذا ما تأملها ..
فقلت لما لايعيش الإنسان داخل نفسه هذا الإنسجام البديع ..لينعكس جمال
الكون في نقسه ..ومن ثم على تلك النفوس ..لتحيا طاهرة مؤمنة تعيش
طيب العيش ببراءة الطفولة..
* * * *

والورقة الثانية
.
لكم تأملت هذا المثل السائر "الناس معادن كمعدني
الذهب والفضة..ولكم تردد علي قولا"الناس كاصابع اليد ليس
بينها تشابه..ولكم عطرمسمعي حديث الحبيب صلى الله عليه وسلم..
"الأرواح جنود مجندة ماتعارف منها أئتلف وما تناكر منها أختلف
"فعلمت سر بقاء اللقاء بين الارواح ..وهو ان الشبه الحقيقي وهذا
الأئتلاف ليس بتاشبه صور وأشكال..ولا بنسب زيد إلى عمرو..
ولا باجتماع في حرفة أو شيء من أمور الحياة..
بل سما ذلك الإمتزاج إلى فضاءات روحانية صادقة وإلى أنوار الله
حينما تباشر تلك القلوب فكان اللقاءالذي غرسه حب الله ورسوله والسير
على منهاج السلف أبر الناس وأكرمهم.علت نفوسهم حتى عانقت الجوزاء
"نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ ....}النور35

* * * *

وأما الورقة الثالثة..
مددت يدي..فمد الوفاء لي يدا"
بستان أخضر جميل ..فيه من الثمار أطيبها ..وعلى جوانبه
جداول المحبة الصادقة..وفي وسطه ورود تعبق بشذى ابتسامة علت
فارتسمت على وجه الأرض بعد طول انتظار ..
الوفاء ميزان المخلصين ..وحداء الصادقين ....ومن تلمح وفاء أبديا"
فليتأسى بأم المؤمنين خديجة رضي الله عنها ووفائها الجم لرسول الله
صلى الله عليه وسلم..فهي صانعة العظمة ..
وإن أردت مثلا لرجل فهذ صاحب رسول الله أبو بكر الصديق رضي الله عنه
الصاحب الوفي لأوفى مخلوق صلى الله عليه وسلم..
ما أجمل هذا الخلق وهذا المعنى السامي ..عطاء بلا حدود ومضي
وإقدام في طريق النور..وسلام وأمان في دروب الحياة..ورغم المنحدرات..* * * *


ولازالت الأوراق كثيرة..ولكن حسبي أن أقول أننا في وقت.."بعيدا عن المجاملة"
لترقى الارواح في سلم النجاحات لنعيش هذه الورقات ولنقطف أمثالها من المعاني
التي شاخت دون أن تروى فترة شبابها..لتحيا تلك الاشجار داخل كل انسان ..
فتثمر ثمارا يانعة طيبة يقطفها الأخرون بأمان...

معلا ... سلمت يداك على هذا الاختيار

وفعلا هذه الحياه مدرسه فهل من متعلم ومستفيد

وشكرا لك

معلا العنيزان

كلمات رائعة سلمت يمينك على

اقتطاف هذه الورقات الجميلة

مشكور يبو بندر

يا .... الله كم انا .... اعشق هذه المواضيع
لا تحرمنا من كتاباتك الجميلة

شكرا.. معلا العنيزان