هنا .. يطيب لنا المقام بين آي الرحمن .. وبين تلك العِبرُ الفواحه ~
..
هُنا ../ سنجمع فوائد وعبارات منتقاة من كتب أو محاضرات أو أشرطة وغيرها
لعل الله ينفع بها
..
قال عبدالسلام هارون - رحمه الله - : "كثيراً ما يقرأ الإنسان شيئاً فيعجبه، و يظن أن قد عَلِقَ بذاكرته،
فإذا هو في الغد قد ضاع منه العلم،
وضاع معه مفتاحه،
فانتهى إلى حيرةٍ في استعادته و استرجاعه"
.. لنبدأ معًا وندون مما لدينا ..
على قدر رغبة العبد في الدنيا ورضاه بها يكون تثاقله عن طاعة الله وطلب الآخرة . ويكفي في الزهد في الدنيا قوله تعالى : " أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ " .
قال رسول الله: ( إن المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة، ويأتي قد شتم هذا، وقذف هذا، وأكل مال هذا، وسفك دم هذا، وضرب هذا، فيعطى هذا من حسناته، وهذا من حسناته، فإن فنيت حسناته قبل أن يقضى ما عليه أخذ من خطاياهم فطرحت عليه، ثم طرح في النار! ) صحيح مسلم
لعل الكثير منا يعتقد أن بظنه بالناس يصير ذكيا وقارئا لأفكار الآخرين وأنه بذلك سيكشف كذبهم ونواياهم السيئة، في حين أن هذا لا يصدق في أغلب الأحيان، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إياكم والظن فإن الظن أكذب الحديث ولا تجسسوا ولا تحسسوا ولا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا"
والأمر هنا صريح من أعز خلق الله، فلهذا وجب علينا أن نطيعه باجتناب سوء الظن بالآخرين، لأن هذا سيعود بالخير على الأمة كلها، فأعداؤنا لن يطمعوا فينا ولن يتمكنوا من تطبيقهم لسياسة "فرق تسد" فلا مَنْفَذ لهم بيننا إذا كانت النفوس صافية ولا تباغض بينها.
ومن الأمور التي تساعد على حسن الظن بالآخرين: إنزال النفس منزلة الآخرين، حمل الكلام على أحسن المحامل، التماس الأعذار للآخرين، تجنب الحكم على النيات فلا يعرف ما بالنيات إلا الله فلندعها له سبحانه وتعالى ولنرح أنفسنا من تأويلها
وأنا أجد أن أهم نقطة من النقاط السابقة هي التماس الأعذار للآخرين، [فعند صدور قول أو فعل يسبب لك ضيقًا أو حزنًا حاول التماس الأعذار، واستحضر حال الصالحين الذين كانوا يحسنون الظن ويلتمسون المعاذير حتى قالوا: التمس لأخيك سبعين عذراً.
وقال ابن سيرين رحمه الله: إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرًا ، فإن لم تجد فقل: لعل له عذرًا لا أعرفه.
إنك حين تجتهد في التماس الأعذار ستريح نفسك من عناء الظن السيئ وستتجنب الإكثار من اللوم لإخوانك:
تأن ولا تعجل بلومك صاحبًا .. ... .. لعل له عذرًا وأنت تلوم]"الشبكة الإسلامية"
ثم إن سوء الظن بالآخرين يفتح أبوابا كثيرة للشيطان ليدخل منها وليعبث بنفس الإنسان كما يشاء
وأنا أقول، حتى وإن استحكم سوء الظن بالإنسان ولم يستطع التخلص منه، فليحاول أن يتخلص من تبعاته، بأن لا يطيل التفكير بالأمر وبأن يحاول تجاوزه بأي طريقة كانت، وبهذا يستطيع أن يريح نفسه من كل سوء لأنه هو الوحيد الذي سيتعرض للضرر.
اللهم أرح نفوسنا واشرح صدورنا وانفعنا وانفع بنا اللهم ولا تجعلنا من الذين يسيئون الظن، وإن كنا على هذا الحال فاصرفه عنا، اللهم لا تجعلنا من الذين يساء الظن بهم وآلف بين قلوبنا وارحمنا يا أرحم الراحمين والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله. وبعد:
فإن حسن الظن بالله عمل قلبي عظيم المنزلة والأثر في الدين وله عاقبة حسنة. والعبد مفتقر إليه في سيره لربه ومكابدته لأمور معاشه وتعامله مع صنوف الخلق. قال الله تعالى: (وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِين). قال سفيان الثوري: (أي أحسنوا بالله تعالى الظن). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: (أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله وإن ظن شرا فله). رواه أحمد. وكان سعيد بن جبير يقول : (اللهم إني أسألك صدق التوكل عليك وحسن الظن بك). ويروى في مسند البزار: (إن أفضل العبادة انتظار الفرج).