10-06-11, 05:51 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Oct 2008 | العضوية: | 1734 | الاقامة: | بريده | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 18 | الردود: | 447 | جميع المشاركات: | 465 [+] | بمعدل : | 0.08 يوميا | ارسل » 1 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام كلام خطير لأول مرة أقرأ كلام منطقي واقعي وعلمي عن موضوع قيادة المرأة في السعودية يستحق ان نقف له احتراما للمجهود الجبار الذي قام به ونسأل الله ان يجعله في ميزان حسناته بقلم: الاستشاري الدكتور كمال بن محمد الصبحي بسم الله الرحمن الرحيم قبل بضعة سنوات كنت أتردد على دولة خليجية شقيقة بورش عمل لمشاريع كبرى خاصة بشركة النفط التابعة لحكومتهم، وعند عودتي على الطائرة جلس بجواري موظف كبير في الدولة.
تجاذبنا أطراف الحديث، ثم فجأة سألني: هل تزور دول الخليج كثيرًا؟ قلت: نعم. قال: إذن ربما تستطيع أن تساعدنا في معرفة ما إذا كان من مصلحة بلادنا أن تقود المرأة السيارة أم لا!!
إذا تحدث المتدينون قالوا عنهم كذا، وإذا تحدث غيرهم قالوا عنهم كذا. وبما أنك لا تنتمي لأي تيار، لأن الاستشاريين لهم طريقة تفكير مختلفة، لماذا لا تقوم بدراسة توضح فيها مصلحة الوطن، وتضع كافة المعايير التي ترغب بها. دراسة وطنية تحوي كافة المعايير والثوابت. بطبيعة الحال ما طلبه أخونا الموظف الكبير يكلف وقتًا ومالاً، ولكنني وضعت حلاًّ مقبولاً وغير مُكلِّف. مشكلة عدم القدرة على الحوار حول قيادة المرأة للسيارة:
أعتقد أن المشكلة الحقيقية لقيادة المرأة للسيارة هي أن المواطنين السعوديين لم يعرفوا كيف يتحاوروا - بمهنية - حول المشكلة بطريقة صحيحة تسمح لهم بحل المشكلة.
دعني أشرح، وأنصحك أن لا تقفز لنتائج قبل أن تقرأ تحليلي كاملاً.
أقسام المجتمع السعودي فيما يخص قيادة المرأة للسيارة:
أقول - وبالله التوفيق – أنه فيما يخص مشكلة قيادة المرأة للسيارة، ينقسم المجتمع السعودي إلى 5 أقسام:
القسم الأول: قسم مؤيد لقيادة المرأة للسيارة - مع استخدام وسائل الإعلام وإحداث ضوضاء حول الموضوع ورغبة في دفع الأمور بأي وسيلة ومهما كانت النتائج - بناءا على أنها تقود السيارة في كل دول العالم فلماذا لا تقودها لدينا؟!
وبطبيعة الحال، فإن هذا المعيار يمكن دحضه من باب أن العديد من بقية دول العالم تسمح بأمور كثيرة غير مسموح بها لدينا مثل الدعارة وبيع الخمور وزواج المثليين، فهل مطلوب من دولة تقول أنها تطبق الإسلام - مثل السعودية - أن تطبق كل ما تطبقه كل دول العالم؟!
ويأتي بعضهم ويقول أن المتدينين قاوموا التلفاز والفضائيات وتعليم المرأة في بداياتها، ولذلك اسمحوا للمرأة بالقيادة لأن المتدينين سيستسلمون أيضا عند قيادتها.
وهذا المعيار أيضا يمكن دحضه من باب أن السعودية تضررت أخلاقيًّا واجتماعيًّا كثيرًا من الفضائيات على سبيل المثال.
ألا تلاحظ ارتفاع نسب الطلاق في المملكة في السنوات الأخيرة؟!
ولذلك فإن تكبير الانحراف بإضافة متغيرات جديدة قد يخرجها من المنطقة الرمادية للانحراف إلى المنطقة الحمراء، مما يسمح لأعدائها بتصنيفها على أنها لم تعد تطبق الإسلام. وقد يضيف هذا القسم أسباب أخرى للحوار مثل التخلص من السائق وإعطاء المرأة دور أكبر في المجتمع وغير ذلك.
القسم الثاني: قسم يحرم قيادة المرأة للسيارة بناءا على فتوى المفتي. ومعظم هؤلاء من المتدينين الذين تسمع لهم الدولة اليوم لأنه لو لا قدر الله حصل انحراف كبير في المسيرة بسبب قيادة المرأة للسيارة، فسوف تخسرهم، وهم من الأسس الذين تقوم عليهم الدولة السعودية. القسم الثالث: قسم وسطي يقوده سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، والذي أدرك - كرجل الأمن الأول - أن فتوى المفتي قائمة على أوضاع المجتمع الحالي، ولذلك تحدث عن أن المجتمع غير جاهز. وبالتالي فلا بد للمفتي أن يقتنع، لأن دولتنا قائمة على الإسلام. ولابد أن تستمع لما يقوله.
والمهم أن يبقى الأمن مستتِبًّا والمجتمع متماسكًا لدى سمو النائب الثاني ووزير الداخلية، وهو في هذا محق. ولو لا سمح الله فقد المجتمع هويته أو فقد أمنه أو تفكك، فلن تنفعنا أي دولة تتحدث عن حقوق المرأة، ولن ينفعنا أي فرد. هذا رأي كبير من رجل بحجم الأمير نايف خبر الأيام ورأى من الأمور الأمنية الكثير.
القسم الرابع: قسم ليس له رأي خاص به، بل هو متأثر بمن حوله.
القسم الخامس: قسم أنتمي له شخصيا، حيث نعتقد أنه لا يوجد حوار حقيقي حول الموضوع، ولم يتم تحليل المشكلة تحليلا علميًّا صحيحًا.
ونيابة عن هذا القسم الخامس والأخير يسرُّني تقديم الورقة التالية:
أهمية استشراف المستقبل:
تعتبر المنطقة العربية واحدة من أضعف المناطق في استشراف المستقبل، ومعرفة نتائج القرارات التي تقوم بها. يمكنك أن ترى ذلك بسهولة من خلال بعض الأمثلة، مثل:
- رفض العرب السلام الذي قام به السادات سابقا، ليأتوا لاحقا يقدمون حلولا للسلام.
- تنويع مصادر الدخل لم يحقق النتيجة المطلوبة رغم مرور 35 سنة على بدء التفكير فيه. لذلك فإن أي حل لمشكلة قيادة السيارات ينبغي أن يقوم على استشراف المستقبل، ومعرفة نتيجة قرار القيادة من عدمه. فإذا ثبت أنه سينتج عن القرار نتائج وخيمة على المجتمع فإنه سيصبح من الغباء اتخاذ القرار. أما إذا كانت النتائج مقبولة فإن القرار يمكن اتخاذه.
وقد تتعجب أنني سأحل المشكلة بطريقة مختلفة تماما عن طريقة التفكير المعتادة.
أسس الحل:
لكي يمكن وضع حل للمشكلة، ينبغي أن أتعهد بما يلي:
1- أن أكون مهنيا، بمعنى أن أتجرد تماما من أي توجه عاطفي نحو أي حل للمشكلة، وأن أنقل لكم ما أجده دون أي تحيز.
2- أن أتقبلكم جميعا كما أنتم، بحيث لا أميل لطرف دون آخر. هذا عهد مني. ولكن بعضكم لن يرضى عن ما سأكتبه رغم أنه نتائج استطلاعات ميدانية قمت بها، ولا يمكنني تغييرها إرضاءً لخاطر أحد بسبب الأمانة العلمية.
مراحل حل المشكلة:
العالم من حولنا يتغير. وهناك العديد من القرارات والمشاريع التي لابد أن نتخذها. وسوف ينتج عن قراراتنا كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى القريب وعلى المدى البعيد.
كيف سيصبح المجتمع السعودي على لمدى القصير إذا قادت المرأة السيارة؟
(نتائج زيارة بعض دول الخليج)
في الأسابيع التالية للقائي بالموظف الكبير الذي طلب الدراسة، كانت لدي زيارات عديدة لدول الخليج العربي، وبالتالي فقد قمت بالاتصالات الضرورية لكي يزورني في الفنادق التي أسكن فيها شخصا مؤهلا يسمح لي بزيارة المواقع والأشخاص التي أرغب في زيارتهم.
اشترطت أن أزور كافة أنواع الطيف من البشر من مواطنيهم، الصالحين والطالحين، الرجال والنساء، حيث يكونوا.
كان لدي أسئلة بسيطة جدًّا: هل تعتقد أنه من مصلحة الحكومة السعودية أن تقود المرأة السيارة أم لا؟! (نعم/لا).
هل سينتج عن ذلك مفاسد قد تغير من طبيعة الدولة كـ (دولة تمارس الإسلام) إلى (وضعية أخرى) تفقدها هذا المظهر أم لا؟ وما هي هذه المفاسد؟
الإجــابـــات:
هذه هي الإجابات والتعليقات التي سمعتها من رجال وسيدات ذوي خلفيات دينية واجتماعية وأخلاقية مختلفة. وقد نقلتها لكم دون أي تغيير.
التعليق الأول: الدريول (السائق) سيبقى في حياتكم
قابلنا شخص لطيف متزوج عادي جدا في دينه، وقال: أنتم عجيبون يالسعوديين في تحليلاتكم لهذا الموضوع. قرأت في صحفكم من يقول بأن قيادة المرأة للسيارة سيؤدي للتخلص من السائقين الأجانب.
والله هذا عجيب يا دكتور، لأن المرأة عندنا كانت توعدنا بهذا الشيء في البداية. ثم أصبحت تقول: استقدم دريول لكي يخدم عيالك ويأخذهم للمدرسة ويحضر احتياجاتنا من السوبر ماركت. أنا مو سائقة عندك..
وهكذا ستقود المرأة لديكم، ومعظمكم سيبقى على السائق؛ لأن السائق يقوم بأدوار لا يمكن للمرأة القيام بها.
التعليق الثاني: الازدحام المروري سيكبر لديكم
إذا استمر السائق لديكم، فإن الإزدحام المروري سيكبر لديكم، فالرجل والمرأة والأولاد والبنات والسائق، كل واحد لديه سيارة. وهكذا ستكبر أعداد السيارات التي تجول الشوارع لديكم.
التعليق الثالث: اساءة استخدام البنات للسيارات:
أنتم بالسعودية بالكاد قادرون على السيطرة على الشباب، تجدهم عند مداخل مدارس البنات، وتجدهم يغازلون بالأسواق، وتجدهم يفحطون بالسيارات.
الوضع عندنا أصبح مثلكم بالنسبة للبنات:
البنت تقول لك: أبوي، أنا طفشانه، باروح البقالة. وتخرج، ولا تعلم أين تخرج.
البنت تقول: أمي، أنا مو مرتاحة وخلقي ضايق، وعدت زميلاتي نخرج نتمشى ونشرب قهوة في كوفي شوب، وتخرج دون رقيب.
أخذني مرافقي إلى ستاربكس قريب من أحد الفنادق. ودخلنا فوجدنا أعداد البنات أكثر بكثير من الشباب. وبمجرد دخولنا وجلوسنا، وجدت نفسي مع مرافقي محاطين بأنظار من كل جهة.
قال لي مرافقي مازحا: ما شاء الله عليك يا دكتور، طويل وسكسوكة، وجئت معي في سيارة فخمة، لابد يعتقدونك من شيوخ السعودية، شف ذيك البنت تطالع فيك، ابتسم يا دكتور. ثم ضحك.
لم أرد. بعد فترة، قامت امرأة وخرجت إلى المواقف التي أمام ستاربكس بجوار الفندق، ورفعت صوتها على الهندي الذي كان ينظف سيارتها، ولم يقم بعمل جيد. كانت لابسة بنطالاً لاصقًا لدرجة أن كل أعضاء جسدها الداخلية بارزة من خلاله، ومع ذلك وضعت يداها على ركبتيها، وانحنت لكي تشير إلى منطقة منخفضة في السيارة لم يتم تنظيفها جيِّدًا.
كان الشباب ينظرون من خلال الزجاج إلى ذلك المنظر الذي لاشك يثير شهوة أي شاب ورجل. المكان لم يكن عفيفًا، وكانت رائحة الفساد الأخلاقي موجودة فيه.
التعليق الرابع: ارتفاع مستوى الإيقاع بالبنات بسبب كثرة الاحتكاكات عند إشارات المرور وفي المواقع الأخرى:
زرنا مركزًا للشرطة، كان مرافقي على علاقة بضابط في ذلك المركز، تحدَّث معنا الرجل كثيرًا، ومما قاله بأن إشارات المرور ومحطات الوقود، أو عند تعطل سيارتها في الطريق، أو في ورش صيانة السيارات، أو في الحجز إذا نُقلت إليه بسبب مخالفة مرورية تعتبر أماكن طبيعية للقاء العيون مع الرجال، ومن ثم البلوتوثات، ومن ثم قد تتجه السيارات إلى أماكن معزولة ومعروفة لدينا أو تصبح هناك مواعيد لاحقاً.
ونحن لا نملك أن نفعل شيئاً، ولكنني أقولها لك بكل بساطة: الفساد مفتاحه البنات عندما يمتلكن حرية غير مسؤولة، وتكون البنت عقلها صغير أو تواجه مشكلة معينة.
سألت: ماذا تقصد الفساد مفتاحه البنات؟!
قال: شف يا خوي، البنت هي التي تفتح الباب أو تغلقه. نظرتها هي التي تحدد ما إذا كان ستكون هناك علاقة أم لا.. والرجل يبحث عن مكان يضع فيه شهوته.. وإذا كانت المرأة مرحبة، فلا يمكن إيقاف الفساد. أنتم زمان في السعودية ما تحسون بهذا لأن المرأة محاطة بأبيها وإخوانها، وعندكم ثقافة العيب والشرف، نحن هنا البنت لوحدها في الشارع بسيارتها، وقد تكون مراهقة، وقد تكون مطلقة، وقد تكون لديها مشكلة، فماذا تنتظر إذا التقت بعيون تتظاهر بأنها مهتمة بها؟
سألته مرة أخرى: ولكن لدينا من يقول: إن المرأة كائن حي قائم بذاته، وليست محتاجة إلى رعاية؟!
نظر الرجل لأحد زملائه، وقهقه ضاحكاً: كائن حي قائم بذاته، يا رجل أنت في عالم فيه ذئاب، والله التي ما تنتبه لنفسها وتحتمي بمن حولها يأخذونها أخذ، ويدورون وراءها حتى يجيبون رأسها.
نحن في مركز الشرطة نعاني من هذه الأمور، وأنت فتحت مواجعنا. الله يرضى عليك، كل ليلة عندنا هنا مشكلة أكبر من التي قبلها.
التعليق الخامس: إرتفاع نسبة انحراف رجال المرور فيما يخص الفتيات
أضاف الضابط: أنا عندي مشكلة كبيرة هنا. رجال المرور يوقفون السيارة التي فيها امرأة جميلة وجذابة، ويخوفونها بالمخالفة، ويكتب رقم جواله عليها. والنساء يشتكين، وما باليد حيلة، لأننا سننقل 80% من رجال المرور نقل تأديبي لو طاوعناهم. حسبي الله. خرجنا من عنده وذهبنا لزيارة شركة قال مرافقي: إن بها امرأة لديها قصة حول هذا الموضوع.
قالت المرأة: إن بيتها بجوار طريق رئيسي، وكلما خرجت كل صباح لعملها كانت تجد سيارة مرور توقفها، ويقول لها رجل المرور: ليه ما اتصلتي؟؟ هذا رقم جوالي. اتصلي، وهذه مخالفة لأنك ما اتصلتي.
تقول: جمعت المخالفات، وذهبت لمدير المرور، وقدمت شكوى، وكل الذي عمله أنه نقله لتقاطع آخر. ثم تقول: أعطى أوصاف سيارتي لرجل المرور الجديد عند تقاطع منزلي، ولا زالت المعاناة مستمرة.
التعليق السادس: أول من سيندم هن المتزوجات
هذا التعليق لفت نظري، فقد التقيت مع مرافقي بسيدة، وسألناها كالعادة أسئلتنا، فقالت: أنا والله أعاني يا دكتور من ها الموضوع. أنا زوجي عيونه طويلة، مثل معظم الرجال الذين دينهم على (قدهم). وهو أينما يروح يقابل النساء، في العمل، في السوق، بجانب إشارات المرور.
زمان، كنت شابة وأملأ عينه، اليوم، مثل ما أنت شايف، أنا في الثلاثينات، وعندي أولاد وبنات، ووقتي صار مشغول بهم، وأحاول قدر المستطاع أن أعطيه حقوقه.
لكن هيهات، كيف أنافس البنات اللاتي يلاقيهن؟! الواحدة تعتني بنفسها وبقوامها و(متمكيجة) ويرمن شباكهن حول زوجي ومن يسير على طريقته.
وحتى بعض زميلاتي يقلن: إن أزواجهن كانوا عقلاء، ولكن في لحظة ضعف، من كثرة الاحتكاك بالنساء والتقاء النظرات.. شاف تلك البنت التي دخلت قلبه من أوسع الأبواب، وتربعت هناك، فخربت بيته.
أقول: والله ليتنا مثلكم في السعودية، على الأقل هناك نسبة أكبر من السيدات مرتاحات، لا تستهينوا بالاحتكاك اليومي بالبنات، والسياقة مفتاح الدخول لذلك.
التعليق السابع: إرتفاع مستوى الطلاق في المجتمع وضياع الأبناء وتشتتهم.
التقينا بموظف قيادي في الشؤون الاجتماعية بدولة خليجية تعاني من ارتفاع مستوى الطلاق، حيث وصل إلى نحو 60 في المائة. وسألناه أسئلتنا.
نظر في السقف، وقال بعمق: شف يا خوي، خروج المرأة يعني أنها لن تعتمد على الرجل في حياتها، وستعتبره مسألة كمالية. وسترى نفسها عليه مع الوقت، ولن تتحمل معه متاعب الحياة. ونحن هنا نعاني من هذه المشكلة: المرأة لم تعد تحتاج الرجل، وتعامله من فوق.
لذلك ارتفعت لدينا نسب الطلاق، ووصلت إلى 60 في المائة. والوحيدة التي تبقى مع زوجها هي التي تربت في بيت طيب وتريد أن تتبع زوجها وتطيعه وتحبه. وغالبا ما يكون العمل لديها وسياقة السيارة أمر غير ضروري. أنا شخصيًّا لم أفهم معنى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ} حتى أتيت لهذه الوزارة وأطلعت على الإحصائيات، وأتمنى لو تعود الأيام في بلدنا مثل ما كانت، محافظة وعائلات متماسكة. أنصحكم يا دكتور تظلوا محافظين على حياتكم المحافظة، ابرك لكم، حتى لا تنفتح عليكم أبواب جهنم وتدخلون في متاهات المشاكل التي لها أول وليس لها آخر. على سبيل المثال، أنت تعرف أن الطلاق يؤدي إلى ضياع الأبناء وتشتتهم وانحرافهم في بعض الأحيان، يعني مشروع إنتاج مجرمين إذا تخلى الأب والأم عنهم.
التعليق الثامن: ارتفاع نسب انحراف الفتيات والنساء المتزوجات وانتشار الشقق المشبوهة
زرنا منطقة (..) في دولة خليجية شقيقة. كان مرافقي يعرف العديد من أصحاب الشقق المشبوهة في تلك المنطقة. أردت أن أرى على الطبيعة لماذا يحصل الانحراف؟
أدخلنا مرافقي للعديد من الشقق، وتكررت الحكايات. هذه واحدة منها. في شقة من الشقق، وجدنا تجمعًا لرجال ونساء على علاقات غير شرعية.
عرفني مرافقي بهم، وقال لهم: أخونا من السعودية. قالوا: والنعم.. إخواننا وعيال عمنا.
جلست معهم وتباسطت في الحديث. سألوني: لماذا أنت هنا؟ شرحت لهم الأسباب. علق أحدهم (زقرت): أنتم بالسعودية معقدين. الواحد لازم ينبسط على الآخر. والله يضيق صدري يوم أجيء أزوركم.
قالت له رفيقته: عيب يا فلان، الريال (الرجال) ضيفنا، ما يصير!!
قلت لها: لماذا أنت هنا؟
تدخل الرجل مرة أخرى: أفا، ويش ها الحكي، الآن لا تخربها علينا، وإلا أنت تريد؟!
قالت: لا ما يخربني، لا تخاف، أنا هنا لأن زوجي نذل وبن حرام، يلف ويدور، ويريدني جالسة بالبيت أربي له العيال. لذلك أركب سيارتي وأخرج أتسوق، وأمر هنا شوي، وإذا سافر أخذ راحتي. الوالدة ما تقصر، تنتبه للعيال. وضحكت.
قلت: يعني تجين بالسيارة التي دفع قيمتها زوجك؟! قالت: والله دفع قيمتها أو ما دفع قيمتها، طالما أن معي سيارة، وضايق صدري من تصرفاته، السيارة تسهل طبعا الأمور، وأنا أعرف حريم كثير كانوا مستقيمات، ولكن بعد ما صر عندهن سيارات، ويسمعون الكلام الحلو في الشارع والسوق والكوفي شوب.. وهم لوحدهن، أمر طبيعي أن يخربون على أزواجهم، خصوصا إذا أزواجهم طول الوقت بالديوانيات، ويسافرون، ويلعبون، أنت عارف!! كما تدين تدان.
التعليق التاسع: فئات النساء فيما يخص القابلية للتمرد والانحراف
قابلنا ضابط أمن في دولة خليجية، وقال: النساء في كل البلدان، ولكن يهمنا هنا بلدكم وبلدنا، أقول النساء خمس فئات:
1- فئة هاديهم الله، حكمة وثقل واحتشام، وهؤلاء ما عندك مشكلة معهن.
2- فئة منحرفة أصلاً، وهذه منحرفة سواء قادت سيارة أم لم تقد. إنما قيادة السيارة ستسهل عليها المواضيع، وبالتالي ستزداد مشاكل هذه الفئة من النواحي الأمنية.
3- فئة متزوجة وعندها مشاكل في حياتها، بعضهن تتعامل مع مشاكلها بحكمة وتصبر، إنما بعضهن تبدأ أذانيها تنفتح على كلمات العسل، وتبحث عن حلول لقرفها فتنحرف. وهكذا ستزداد المشاكل الأمنية.
4- فئة غالبة لديكم تمشي مع الناس، إذا بيئتها مستقيمة استمرت في الاستقامة. إنما إذا جاء حولها بنات أو نسوان غير مستقيمات ستجدها انحرفت، وهكذا ستزداد المشاكل الأمنية. والقيادة ستسهل عليهن الأمور.
5- فئة المراهقات، وهؤلاء قصة لوحدهن. إذ لا يمكن السيطرة عليهن بأي حال من الأحوال، فالتمرد عنوانهن إذا فتحت لهن الباب.
أخذنا الضابط في جولة إلى مول (..) وأرانا المراهقات، وتصرفاتهن، وملابسهن، وتحركاتهن، ثم نزل بنا إلى مواقف السيارات وأرانا الكثير من التصرفات الغريبة.
ثم قال: يا دكتور، نحن في بلدنا كنا مثلكم أيم شيخنا القديم رحمه الله، إذا شفنا رجل ومعه بنت أو امرأة في وضع مشبوه أوقفناهم وسألناهم. أما بعد ما خرجت المرأة أصبح من المستحيل فعل ذلك. الآن بعض مواطنينا ومواطناتنا يفعلون ما يريدون دون أي تدخل. بل أنه يوجد فندق (..) خاص بالمواطنين والمواطنات لإقامة العلاقات بدون أي تدخل.
ركبنا السيارة وذهبنا للفندق، وعزمناه على فنجال قهوة على في بهو الفندق. وتحدثنا مع بعض منسوبي الفندق.
ثم اخترت أن أسكن في الفندق في زيارتي التالية لتلك الدولة. وكنت أقضي ساعات المساء بعد انتهاء عملي، ويمكنني ملاحظة أن مدة بقاء بعض المقيمين في الفندق لا تتجاوز ساعتين، وأن بعض النساء يدخلن في أحلى شكل، ويخرجن بشكل آخر (مرمطة)!!
التعليق العاشر: وماذا ستفعلون بالحرمين، وهو شرعيتكم؟ وكيف ستفسرون تصرفات بناتكم هناك؟
أنتم مشكلتكم والله كبيرة. قاعدين تقولون للعالم: نحن نخدم الحرمين الشريفين. ماذا ستقولون لأهل المدينة ومكة. خلوكم محافظين، بينما غيركم سوف فعل ما يحلو له؟ ماذا ستفعلون عندما تقوم فتاة بلبس لباس شبه عاري وشعر طاير، وتقود سيارتها لتوصل والدها (الشايب) بسيارتها للحرم المكي أو المدني؟!
لا تستغرب، فأنتم ستضعون أقدامكم على أول خطوة في مشوار طويل لن ينتهي من البعد عن الأخلاق والقيم التي تعودتم عليها، حتى يصبح الواحد فيكم يرى المنكر ولا يعود يستطيع أن يتحدث عنه لهول ما سترون!! وحينها لا أعلم كيف ستحافظون على الحرمين وهو شرعتكم وأساسكم؟!
التعليق الحادي عاشر: لا تخدعوا أنفسكم بمسألة أن عمرها فوق الثلاثين أو موافقة ولي أمرها أو تقود في ساعات محددة، فلن تستطيعوا تطبيقهما:
لا تخدعوا أنفسكم بمسألة السماح للمرأة الكبيرة، مثلا فوق الثلاثين، ولابد من موافقة ولي أمرها، وتقود في ساعات محددة في النهار. أتذكر أنه في قطر، سمحوا لها بالقيادة بشروط منها أن تكون فوق الثلاثين، بأذن ولي الأمر.. وبعد فترة قصيرة لم تطل سُمح حتى لمن كانت دون العشرين بالقيادة؛ بل حورب الحجاب والمحجبات، وطالب المعارضون بمنع المحجبة من القيادة إلا أن تنزع حجابها. ملحوظة: نشرت مجلة "المجلة" تحقيقًا يثبت صدق التعليق في العدد 1003..
* * *
لقد حذفت العديد من التعليقات اختصارًا لوقت القارئ. إنما هناك أمران جديدان يمكن إضافتهما:
1- في السعودية: أوضح المتحدث باسم المرور أن كاميرات نظام ساهر التي سيتم تركيبها على طرق المملكة لمراقبة السيارات ستسمح بتصوير السائق!! 2- أخبرني أحد الباحثين أنه توجد في دراسة لليونسكو تقول:
- نسبة الزنا في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من المجتمع الذي لا تقود فيه المرأة.
- نسبة الاغتصاب في المجتمع الذي تقود فيه المرأة أعلى من الآخر.
- نسبة الأبناء غير الشرعيين أعلى في المجتمع الذي تقود فيه المرأة من غيره.
- نسبة التفكك الأسري والطلاق أعلى في مجتمع قيادة المرأة من غيره. لم أتحقق من وجود الدراسة، إنما ما سمعناه من بعض الجهات الحكومية والأفراد في بعض الدول الخليجية يؤيد هذا الاتجاه.
وبعد فهذه تعليقات من أناس ذو خلفيات مختلفة في دول الخليج، وهي لا تحتاج إلى تعليق. كيف سيصبح المجتمع السعودي على المدى البعيد إذا قادت المرأة السيارة
كيف سيصبح المجتمع السعودي بعد نحو 10 سنوات، مع تقديم الأدلة؟
يوجد في دولة شمال أفريقيا أناس صالحون يقومون الليل ويفعلون الخيرات. ولكن لفت نظري الأمور التالية، حيث شاهدت على الطبيعة في داخل بيوتهم وشاهدت في وسائل إعلامهم وصحفهم الأمور التالية خلال زيارتي، مع تقديم الأدلة قدر الإمكان من خلال صحفهم:
1- خروج المرأة من بيت أهلها: أصبح من حق الفتاة حينما تبلغ سن الثامنة عشر أن تغادر منزل والدها حيث تريد، كما يحق لها أن تتغيب المدة التي تريد، وأن تدخل وتخرج كما تريد دون أن يحق لوالدها أن يسألها إلا بالحسنى. وفي حالة قيامه بأي تصرف يوضح رغبته في تأديبها، فهذه جريمة يعاقبه عليها القانون. هذا من حقوق المرأة وهو من التطور والانطلاق والحرية كما لا يخفى.
2- حمل المرأة غير المتزوجة: أصبحت المرأة غير المتزوجة والحامل بطريقة غير شرعية يحق لها أن تدخل المستشفى لكي تلد طفلها أو طفلتها. هذا من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والانطلاق والحرية. انظر على سبيل المثال ما كتبته جريدة الاتحاد الاشتراكي في صدر صفحتها الأولى في (30- 4- 1429هـ، 5- 7- 2008م).
3- مساج وحمام باستخدام المرأة: أصبح الآن أمرًا طبيعيًّا أن يحصل السائح في الفنادق على جلسة مساج في غرفة مغلقة وهادئة الأنوار على يد فتاة تكون جميلة في أغلب الأحيان. كما لا يوجد مشكلة في أن يقوم بدخول الحمام وتدليكه على يد فتاة جميلة أخرى. والسبب أن الفتاة تحتاج إلى وظيفة لكي تُؤمِّن عيشتها، مهما كانت هذه الوظيفة. وهذا من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والانطلاق والحرية.
4- حوادث بسبب الصديقات: تحصل حوادث مثل إمكانية قيام شاب بالتحرش بصديقة شاب آخر أمام صديقها، فيغضب الأخير، وتقوم معركة باستخدام كافة أنواع الأسلحة البيضاء، وتأتي الشرطة لفك الاشتباك وتحويل الشابين إلى مركز الشرطة على خلفية الاشتباك والأضرار التي سببها، دون الحديث عن مسألة وجود (صديقة) لدى أحدهما، فهذه من حقوق المرأة لديهم، وهو من التطور والانطلاق والحرية.
انظر على سبيل المثال ما نشرته جريدة الاتحاد الاشتراكي في 30-4-1429هـ (7-5-2008م) الصفحة 4 بعنوان: (المنافسة على فتاة كادت أن تؤدي إلى جريمة قتل)، وغني عن القول أن هذا نوع من الجرائم سيكون جديداً علينا.
5- تصوير أفلام الجنس: أصبحت البلد مفتوحة لقدوم المستثمرين في أفلام الجنس لتصويرها مع الفتيات اللواتي يحصلن على مبالغ جيدة لقاء قيامهن بالأدوار، وهو من الجهود التي تبذل لتوفير وظائف للمرأة الباحثة عن عمل. وقد كتبت جريدة الميعاد السياسي هناك في 25-4-2008م كلامًا عن خليجي حط رحاله ضيفًا عند (إحدى العاهرات المصنفات في عالم الدعارة الراقية) في سبيل تسهيل إنتاج فيلم جنسي، وإيجاد الكوادر القادرة على القيام بالعمل تمثيلاً وتصويرًا وإنتاجاً.
6- وصول الدعارة للجامعيات: وصلت الدعارة مع الأسف الشديد لطبقة من المفترض أن لا تصل إليها، وهي طبقة المتعلمات والجامعيات التي كان من المفترض أن يحميهن علمهن عن مثل هذه الأمور، ومن ذلك ما نشرته جريدة أخبار الحوادث في (25-4-2008م) في صدر صفحتها الأولى بعنوان (أخبار الحوادث تكشف خيوط دعارة الجامعيات) وأوردت تحقيقًا كاملاً على الصفحتين 4 و 5.
7- اغتصاب المعلمين لطالباتهم القاصرات: نتج عن هذا الجو الذي هو بوضوح يدفع أي رجل إلى الإثارة وجنون الجنس أن اندفع الرجال للبحث عن المتعة الحرام بأي وسيلة، خصوصا وأنهم لا يمتلكون المال اللازم لكي يدفعوا للعاهرات اللواتي يتوجهن للسائحين. فخرجت جرائم جنسية جديدة، مثل ما نشرته جريدة الميعاد السياسي في 25-4-2008م الصفحة 7 حول (إيقاف معلم اغتصب طفلة عمرها 10 سنوات).
8- انتشار المواخير وفلل وشقق الدعارة والجنس والشواذ: أصبح أمرًا طبيعيًّا لذلك انتشار شقق الدعارة والشواذ. ومن ذلك ما نشرته جريدة أخبار الحوادث في 25-4-2008م في صدر صفحتها الأولى عن (تفاصيل مداهمة ماخور للجلسات الجنسية: ضبط 48 شخص من بينهم طبيبة ولاعب دولي سابق ومهندس وأجانب وشواذ جنسياً ومراهقات داخل شقق بعمارة مخصصة للدعارة، وما نشرته أيضًا نفس الصحيفة في الصفحة 9 بعنوان (مداهمة فيلا خاصة بالدعارة واعتقال أشخاص وفتيات بـ...).
9- وصول الليالي الحمراء لبعض المسؤولين: تتحدث الصحافة هناك عن وصول النشاطات الجنسية غير المشروعة إلى المسؤولين، فالجو معبق بذلك، ولا يمكن لفئة أن تعزل نفسها عن المجتمع، ومن ذلك ما نشرته جريدة المشعل في 30 إبريل 2008م في صدر صفحتها الأولى بعنوان (الليالي الحمراء للجنرالات والوزراء وقادة الأحزاب)، ثم وضعت تفاصيل مزعجة على الصفحات 7 إلى 11. وأوحت الجريدة - مع جرائد أخرى- بأن الحكم الحالي يسعى إلى تنظيف مثل هذه الأمور، ولكن يوجد فساد ومقاومة غير طبيعية من المستفيدين من الأوضاع الحالية.
10- انتشار الاغتصاب: تتحدث الصحافة هناك عن انتشار الاغتصاب وعمليات الإجبار على الجنس، ومن ذلك ما نشرته جريدة الصباح في 5-5-2008م الصفحة 10 بعنوان (اعتقال متهمين باقتحام مؤسسة تعليمية واغتصاب قاصر)، وما نشرته جريدة الميعاد السياسي في 25-4-2008م الصفحة 8 حول (بائع متجول يغتصب طفلتين بالمدينة العتيقة بمدينة...).
11- انتشار ظاهرة ترميم العذرية: حيث أصبحت العلاقات الجنسية متاحة، و لمّا كان الرجل الشرقي لا زال يبحث عن الفتاة العذراء كدليل على شرفها، فقد انتشرت عيادات ترميم العذرية للفتيات الراغبات في الزواج. وأصبح الأمر ظاهرة اجتماعية لدرجة أن مجلة نجمة نشرت تحقيقًا كاملاً عن الموضوع في 12-5-2008م الصفحات 42-43 بعنوان (تزايد إقبال الفتيات على ترميم العذرية يهدد مؤسسة الزواج). 12- انتشار فوبيا أذية النساء في الشوارع: يعتقد الإنسان من خلال الحديث عن حرية المرأة أن الرجال سيحترمون النساء بما أنهم سيتعودون عليهن في كل مكان، ولكن هذا الأمر لا يبدو صحيحاً، ووصلت ظاهرة إيذاء المرأة بالكلام الجنسي الجارح في الشوارع إلى مرحلة متقدمة تؤذي المرأة، ومن ذلك ما نشرته مجلة سيتادين على غلافها في عددها الشهري إبريل 2008م بعنوان (فوبيا الشوارع.. سرقة، عنف، تحرش، النساء في حرب الشوارع).
وأوضحت المجلة في داخل العدد الصفحات 6 و64-68 بأن النساء هناك يعانين فعلاً من فوبيا الشوارع، وبأن الرجل يجرد المرأة في الشارع من إنسانيتها وآدميتها وحقها في التحرك بحرية وآمان، فهي غزالة وجميلة ورائعة إذا ابتسمت وتجاوبت، بينما هي ساقطة وذميمة إذا احتجت وقاومت.
13- استغلال بعض النساء نفوذهن للتحرش بالرجال: وكما يوجد رجال يتحرشون بالنساء، فإن خروج المرأة سيؤدي إلى زيادة الاحتكاك، فتعجب بعض النساء ببعض الرجال الوسيمين والجميلين، ومِن ثَمّ تشهد البلد هناك الآن ظاهرة تحرش المرأة بالرجل. ومن ذلك ما نشرته مجلة نجمة في 12-5-2008م الصفحات 30-31 عن نساء يستغللن نفوذهن وثرواتهن للتحرش بالرجال.
أدلة المعاناة:
لقد أوردت هنا بعض الأمثلة مما شاهدته في دولة عربية في شمال أفريقيا هي في وضع متقدم بالنسبة لحرية المرأة وعملها وقيادتها للسيارة، وقرأته في صحافتها ومجلاتها أثناء زيارة لمدة أسبوع فقط لتلك الدولة. وهم في مرحلة متقدمة من مراحل تطوير المرأة، بينما نحن لا نزال في مرحلة مبكرة.
قد يقول قائل: أعطني أدلة واضحة على أنهم يعانون من وجودهم في هذه المرحلة المتقدمة من عملية تطوير المرأة، أي أنهم يشتكون. أقول ما يلي:
1- ما أوردته آنفاً يوضح وجود معاناة لمن لديه عقل وحكمة ويرغب في رؤية الحقائق لا مقاومتها لغرض في نفسه.
2- ما أوردته آنفا يتنافى مع طبيعة المجتمع المسلم. ومشكلتنا ستكون أكبر، لأننا في جزيرة العرب حيث بيت الله ومسجد رسوله. ماذا سيقول عن الله تعالى والناس جميعًا لو جاءوا للحج والعمرة، ووجدونا في مرحلة متقدمة من تطوير المرأة، بعيدًا عن كل تعليمات الإسلام وثوابت الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه؟!
3- جلوسى مع العديد من المستورين والصالحين والمستقيمين في بيوتهم وحديثي عن هذه الأمور.. صدقوني أنهم يعانون. ويمكنكم أن تزوروهم وتسألوهم، خصوصا الذين أصيبوا بمصيبة خروج بناتهم ودخولهم في صداقات أو تعرضهم لجرائم اغتصاب وتحرش ومضايقات أو دخولهم في عالم الدعارة من باب السياحة الجنسية أو من باب أرباب العمل حينما يغلق عليها الباب مع رئيسها في العمل وتصبح بلا حماية حقيقية، الخ.
4- لكن أسوأ دليل هو الشعور بالذنب الموجود لدى العديد من أفراد المجتمع وإلقاء اللائمة على المرأة لخروجها بشكل سافر بعيدا عن تعليمات الإسلام. وقد كتب الكاتب عبدالغني أمسوحلي مقالاً يدافع فيه عن خروج المرأة بعنوان (لماذا نلقي اللوم دائماً على النساء؟) في مجلة نجمة في 12-5-2008م الصفحة 3، وهو موجه لمن يلوم المرأة على خروجها وعملها بالشكل السافر الذي رأيناه.
وحوى المقال أخطاءً لا يقع فيها إنسان يعيش في عالم عربي إسلامي، يحكمه الله من خلال كلمته الأخيرة لعباده (الإسلام)، وسوف أورد لكم مثالاً مما كتب، حيث قال: عندما بدأت الأرقام تتحدث عن ارتفاع العنوسة، بدأ الجميع يلوم المرأة ويتهمها بأنها السبب المباشر في ذلك، لأنها أصبحت تقيم علاقات مع الرجل خارج إطار الزواج، لكن لا أحد يلوم الرجل رغم أنه الطرف الثاني في هذه القضية.
هذه الجملة توضح الشعور الاجتماعي بالذنب والملامة على الطرف الآخر. وهو أمر عظيم. لكن اللافت للنظر بأننا نتكلم عن مجتمع مختلف تماماً عن المجتمع السعودي الذي نحيا فيه اليوم، مجتمع تقيم فيه المرأة علاقة كاملة مع الرجل خارج إطار الزواج أمام أنظار المجتمع، ويمكن أن يكتب ذلك كاتب في جريدة أو مجلة بدون أي حياء!!
تبسيط الثوابت:
رغم أنني أعلم أن بعضكم سيكره ما أكتب بسبب قلة خبرته في التطوير وتفاجؤنه بالنتائج المتوقّعة لمجتمع سعودي مختلف تمامًا عن مجتمع اليوم، إلا أنني أعتقد - من خلال خبرتي في التطوير - أننا إذا استمرينا نتكلم بهذه الطريقة المبسطة للأمور، فإن وضع المجتمع سيكون هكذا بعد 10 سنوات، وهي الآن في المرحلة الأولى من عملية التطور.
ويمكنكم أن تروا أن بعض الشواذ جنسياً بدؤوا في الظهور العلني لدينا خلال هذه المرحلة، وهم سيتطورون أيضاً. وما قيام أمارات إحدى مناطقنا بالطلب من جامعة محلية بدراسة الظاهرة إلا دليل على الشعور المتنامي بالقلق إزاءها.
إن عملية تطوير المرأة تنتقل من مرحلة إلى أخرى بضغوط ومواصفات غربية، ولها من يدعمها من أبناء جلدتنا. والحديث عن الثوابت بهذه الطريقة المبسطة هو ضحك على الذقون، لأن القائمين على عمليات التطوير في دول الخليج العربي لا يعرفون أصلا كيف يبنون الآليات المطلوبة لعملية التطور بشكل عام، وعملية تطوير المرأة بشكل خاص، ناهيك عن أنهم أصلا لا يتحكمون في كافة عناصر عملية التطوير، ولا يعرفون كيف يحورون الثوابت لكي تتناسب مع عصرهم.
إن هذا لا يعني أن لا نعمل على تطوير المرأة، ولكنها هذه نصيحة من القلب لكل عاقل وحكيم: أين نحن الآن؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وكيف يمكن لملكنا الهمام أن يحكم بلاده دون دين إذا انحرفت المسيرة في جزيرة العرب؟ فالفيلم السينمائي الخاص بتطوير المرأة يبدو أنه متكرر من بلد عربي إلى آخر، ولم يبق فيه إلا آخر معقل للإسلام على كوكب الأرض، حمانا الله من كل سوء، وسدد خطى قادتنا وأعضاء مجلس الشورى والوزراء وكافة المسؤولين لكي ينتبهوا إلى أين هم يقودون البلاد. كيف يمكن حل مشكلة قيادة المرأة للسيارة؟
لا أزال أقول: إنني لست ضد قيادة المرأة للسيارة. ولكنني - كاستشاري - ينبغي أن أخبركم بما أنتم قادمون عليه حتى لا تتفاجؤوا لاحقًا بالنتائج.
إذا كنا عقلاء، فإن نتائج الزيارات الميدانية توضح انحرافًا كبيرًا في مسيرتنا ع
|
| |