08-04-07, 06:05 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو نشط::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Apr 2007 | العضوية: | 60 | المواضيع: | 7 | الردود: | 23 | جميع المشاركات: | 30 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام ذكر أخبار العرب- نسبة العرب
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر أخبار العرب- نسبة العرب:-
قيل : إن جميع العرب ينتسبون إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام والتحية والإكرام . و الصحيح المشهور أن العرب العاربة قبل إسماعيل ، و منهم عاد و ثمود و طسم و جديس و أميم و جرهم و العماليق ، و أمم آخرون لا يعلمهم إلا الله ، كانوا قبل الخليل عليه الصلاة والسلام و في زمانه أيضاً .فأما العرب المستعربة ، و هم عرب الحجاز ، فمن ذرية إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام .
الخلاف في نسبة حمير
و أما عرب اليمن و هم حمير فالمشهور أنهم من قحطان ، و اسمه مهزم . قاله ابن ماكولا . و ذكروا أنهم كانوا أربعة إخوة : قحطان و قاحط و مقحط و فالغ .
و قحطان بن هود . و قيل هو هود . و قيل هود أخوه . و قيل من ذريته . و قيل إن قحطان من سلالة إسماعيل ، حكاه ابن إسحاق و غيره . فقال بعضهم : هو قحطان ابن الهمبسع بن تيمن بن قيذر بن نبت بن إسماعيل و قيل غير ذلك في نسبه إلى إسماعيل و الله أعلم .
و قد ترجم البخاري في صحيحه على ذلك فقال : [ باب نسبة اليمن إلى إسماعيل عليه السلام ] حدثنا مسدد ، حدثنا يحيى ، عن يزيد بن أبي عبيد ، حدثنا سلمة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم على قوم من أسلم يتناضلون بالسيوف فقال : ارموا بني إسماعيل و أنا مع بني فلان لأحد الفريقين ، فأمسكوا بأيديهم ، فقال : ما لكم ؟ قالوا : و كيف نرمي و أنت مع بني فلان ، فقال : ارموا و أنا معكم كلكم .
تفرد به البخاري . و في بعض ألفاظه : ارموا بني إسماعيل فإن أباكم كان رامياً ، ارموا و أنا مع ابن الأدرع فأمسك القوم فقال ارموا و أنا معكم كلكم .
قال البخاري : و أسلم بن أفضى بن حارثة بن عمرو بن عامر من خزاعة . يعني : و خزاعة فرقة ممن كان تمزق من قبائل سبأ حين أرسل الله عليهم سيل العرم . كما سيأتي بيانه . و كانت الأوس و الخزرج منهم ، و قد قال لهم عليه الصلاة و السلام : ارموا بني إسماعيل فدل على أنهم من سلالته . و تأوله آخرون على أن المراد بذلك جنس العرب ، لكنه تأويل بعيد إذ هو خلاف الظاهر بلا دليل .
الخلاف في نسبة قضاعة
لكن الجمهور على أن العرب القحطانية من عرب اليمن و غيرهم ليسوا من سلالة إسماعيل .
و عندهم أن جميع العرب ينقسمون إلى قسمين : قحطانية و عدنانية . فالقحطانية شعبان : سبأ و حضرموت . و العدوانية شعبان أيضا: ربيعة ومضر ، ابنا نزار بن معد بن عدنان ، و الشعب الخامس و هم قضاعة مختلف فيهم ، فقيل إنهم عدنانيون قال ابن عبد البر : و عليه الأكثرون . و يروى هذا عن ابن عباس و ابن عمر و جبير بن مطعم ، و هو اختيار الزبير بن بكار و عمه مصعب الزبيري و ابن هشام . و قد ورد في حديث : قضاعة بن معد و لكنه لا يصح . قاله ابن عبد البر و غيره .
و يقال : إنهم لم يزالوا في جاهليتهم و صدر من الإسلام ينتسبون إلى عدنان ، فلما كان في زمن خالد بن يزيد بن معاوية ، و كانوا أخواله ، انتسبوا إلى قحطان ، فقال في ذلك أعشى بن ثعلبة في قصيدة له :
أبلغ قضاعة في القرطاس أنهم لولا خلائف آل الله ماعنقوا
قالت قضاعة إن من ذوى يمـــن والله يعلم مابروا ولا صدقوا
قـد ادعـوا والـداً ما نـال أمهـــم قد يعلمون ولكن ذلك الفرق
و قد ذكر أبو عمرو السهيلي أيضاً من شعر العرب مافيه إبداع في تعيير قضاعة في انتسابهم إلى اليمن . و الله أعلم .
و القول الثاني أنهم من قحطان ، و هو قول ابن إسحاق و الكلبي و طائفة من أهل النسب .
قال ابن إسحاق : و هو قضاعة بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشحب بن يعرب بن قحطان . و قد قال بعض شعرائهم و هو عمرو بن مرة ، صحابي له حديثان :
ياأيهــــا الداعي ادعنا وأبشر وكــن قضاعيــــــــاً ولا تنـــــزر
نحن بنو الشيخ الهجان الأزهر قضاعة بن مالك بن حمــــــــــير
النسب المعـروف غــير المنكــر في الحجر المنقوش تحت المنبـر
قال بعض أهل النسب : هو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن حمير . وقال ابن لهيعة : عن معروف بن سويد ، عن أبى عشابة محمد بن موسى ، عن عقبة بن عامر ، قال : قلت يا رسول الله أما نحن من معد ؟ قال لا . قلت : فممن نحن ؟ قال : أنتم من قضاعة بن مالك بن حمير .
قال أبو عمر بن عبد البر : و لايختلفون أن جهينة بن زيد بن أسود بن أسلم بن عمران بن الحاف بن قضاعة قبيلة عقبة بن عامر الجهني ، فعلى هذا قضاعة في اليمن في حمير بن سبأ.
و قد جمع بعضهم بين هذين القولين بما ذكره الزبير بن بكار و غيره من أن قضاعة امرأة من جرهم تزوجها مالك بن حمير فولدت له قضاعة ، ثم خلف عليها معد بن عدنان ، و ابنها صغير ، و زعم بعضهم أنه كان حملا فنسب إلى زوج أمه كما كانت عادة كثير منهم ينسبون الرجل إلى زوج أمه و الله أعلم .
و قال محمد بن سلام البصري النسابة : العرب ثلاثة جراثيم : العدنانية و القحطانية و قضاعة . قيل له : فأيهما أكثر العدنانية أوالقحطانية ؟ فقال : ما شاءت قضاعة ، إن تيامنت فالقحطانية أكثر وإن تعدننت فالعدنانية أكثر .
و هذا يدل على أنهم يتلونون في نسبهم ، فإن صح حديث ابن لهيعة المتقدم فهو دليل على أنهم من القحطانية و الله أعلم . و قد قال الله تعالى يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم .
قال علماء النسب : يقال شعوب ، ثم قبائل ، ثم عمائر ثم بطون ، ثم أفخاذ ، ثم فصائل ، ثم عشائر ، و العشيرة أقرب الناس و ليس بعدها شيء .
و لنبدأ أولا بذكر القحطانية ، ثم نذكر بعدهم عرب الحجاز و هم العدنانية و ما كان من أمر الجاهلية ، ليكون ذلك متصلاً بسيرة رسول الله صلى الله عليه و سلم إن شاء الله تعالى و به الثقة .
و قد قال البخاري باب ذكر قحطان حدثنا عبد العزيز بن عبد الله ، حدثنا سليمان بن بلال ، عن ثور بن زيد ، عن أبي الغيث ، عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان يسوق الناس بعصاه و كذا رواه مسلم ، عن قتيبة عن الدراوردي ، عن ثور بن زيد به .
قال السهيلي : و قحطان أول من قيل له [ أبيت اللعن ] و أول من قيل له [ أنعم صباحاً ] .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو المغيرة ، عن حريز حدثني راشد بن سعد المقرائي عن أبي حيي عن ذي مخمر أن رسول صلى الله عليه و سلم قال كان هذا الأمر في حمير فنزعه الله منهم فجعله في قريش [ و س ى ع و د إ ل ى هـ م ] قال عبد الله : كان هذا في كتاب أبي وحيث حدثنا به تكلم به على الاستواء ، يعني [ وسيعود إليهم ] .
قصة سبأ
قال الله تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور * فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور * وجعلنا بينهم وبين القرى التي باركنا فيها قرى ظاهرة وقدرنا فيها السير سيروا فيها ليالي وأياما آمنين * فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا أنفسهم فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور
قال علماء النسب منهم محمد ابن إسحاق : اسم سبأ عبد شمس بن يشجب بن يعرب بن قحطان . قالوا : و كان أول من سبى من العرب فسمى سبأ لذلك . و كان يقال له الرائش ، لأنه كان يعطي الناس الأموال من متاعه . قال السهيلي : و يقال إنه أول من تتوج . و ذكر بعضهم أنه كان مسلماً ، و كان له شعر بشر فيه بوجود رسول صلى الله عليه و سلم فمن ذلك قوله :
سيملك بعدنا ملكاً عظيماً نبي لا يرخص في الحــــرام
و يملك بعـــده منهم ملوك يدينـــون العبـــاد بغـــــير ذام
و يملك بعـــدهم منا ملوك يصير الملك فينــا باقتســــام
و يملك بعـــد قحطان نبي تقي ، مخبت خيـــر الأنــــــام
يسمى أحمداً يا ليت أني أعمر بعــــــــد مبعثه بعـــــام
فأعضده وأحبوه بنصري بكـل مدجج وبكــل رامـــــــي
متى يظهر فكونوا ناصريه و من يلقاه يبلغه ســـــــلامي
حكاه ابن دحية في كتابه التنوير في مولد البشير النذير .
و قال الإمام أحمد : حدثنا أبو عبد الرحمن ، حدثنا عبد الله بن لهيعة ، عن عبد الله بن هبيرة السبائي عن عبد الرحمن بن وعلة قال سمعت عبد الله بن عباس يقول : إن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه و سلم عن سبأ ما هو ؟ أرجل أم امرأة أم أرض ؟ قال : بل هو رجل ولد عشرة ، فسكن اليمن منهم ستة ، و بالشام منهم أربعة . فأما اليمانيون فمذحج و كندة و الأزد و الأشعريون و أنمار و حمير عرباً كلها و أما الشامية فلخم و جذام و عاملة و غسان .
و قد ذكرنا في التفسير أن فروة بن مسيك الغطيفي هو السائل عن ذلك كما استقصينا طرق هذا الحديث و ألفاظه هناك و لله الحمد .
و المقصود أن سبأ يجمع هذه القبائل كلها ، و قد كان فيهم التبابعة بأرض اليمن واحدهم تبع ، و كان لملوكهم تيجان يلبسونها وقت الحكم ، كما كانت الأكاسرة ملوك الفرس يفعلون ذلك ، و كانت العرب تسمي كل من ملك اليمن مع الشحر و حضرموت تبعاً ، كما يسمون من ملك الشام مع الجزيرة قيصر ، و من ملك الفرس كسرى ، و من ملك مصر فرعون ، و من ملك الحبشة النجاشي ، و من ملك الهند بطليموس ، و قد كان من جملة ملوك حمير بأرض اليمن بلقيس . و قد كانوا في غبطة عظيمة و أرزاق دارة و ثمار و زروع كثيرة ، و كانوا مع ذلك على الاستقامة و السداد و طريق الرشاد ، فلما بدلوا نعمة الله كفراً أحلوا قومهم دار البوار .
قال محمد بن إسحاق عن وهب بن منبه : أرسل الله إليهم ثلاثة عشرة نبياً . و زعم السدي أنه أرسل إليهم اثني عشر ألف نبي ! فالله أعلم .
و المقصود أنهم عدلوا عن الهدى إلى الضلال و سجدوا للشمس من دون الله و كان ذلك في زمان بلقيس و قبلها أيضاً ، و استمر ذلك فيهم حتى أرسل الله عليهم سيل العرم كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل وشيء من سدر قليل * ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور .
ذكر غير واحد من علماء السلف و الخلف من المفسرين و غيرهم أن سد مأرب كان صنعته أن المياه تجري من بين جبلين ، فعمدوا في قديم الزمان فسدوا ما بينهما ببناء محكم جداً ، حتى ارتفع الماء فحكم على أعالي الجبلين، و غرسوا فيهما البساتين و الأشجار المثمرة الأنيقة ، و زرعوا الزروع الكثيرة ، و يقال كان أول من بناه سبأ بن يعرب و سلط إليه سبعين وادياً يفد إليه و جعل له ثلاثين فرضة يخرج منها الماء ، و مات و لم يكمل بناؤه ، فكملته حمير بعده، و كان اتساعه فرسخاً في فرسخ ، و كانوا في غبطة عظيمة و عيش رغيد و أيام طيبة ، حتى ذكر قتادة وغيره أن المرأة كانت تمر بالمكتل على رأسها فيمتلئ من الثمار مما يتساقط فيه من نضجه وكثرته ، و ذكروا أنه لم يكن في بلادهم شيء من البراغيث و لا الدواب المؤذية ، لصحة هوائهم و طيب فنائهم كما قال تعالى لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين وشمال كلوا من رزق ربكم واشكروا له بلدة طيبة ورب غفور و كما قال تعالى وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد .
فلما عبدوا غير الله و بطروا نعمته ، و سألوا بعد تقارب ما بين قراهم و طيب ما بينها من البساتين و أمن الطرقات ، سألوا أن يباعد بين أسفارهم و أن يكون سفرهم في مشاق و تعب ، و طلبوا أن يبدلوا بالخير شراً ، كما سأل بنو إسرائيل بدل المن و السلوى البقول و القثاء و الفوم و العدس و البصل ، فسلبوا تلك النعمة العظيمة و الحسنة العميمة بتخريب البلاد و الشتات على وجوه العباد ، كما قال تعالى فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم .
قال غير واحد : أرسل الله على أصل السد الفأر و هو الجرذ و يقال له الخلد ، فلما فطنوا لذلك أرصدوا عندها السنانير فلم تغن شيئاً، إذ قد حم القدر و لم ينفع الحذر كلا لا وزر ، فلما تحكم في أصله الفساد سقط و انهار ، فسلك الماء القرار، فقطعت تلك الجداول و الأنهار و انقطعت تلك الثمار ، و بادت تلك الزروع و الأشجار ، و تبدلوا بعدها بردئ الأشجار و الأثمار ، كما قال العزيز الجبار وبدلناهم بجنتيهم جنتين ذواتي أكل خمط وأثل قال ابن عباس و مجاهد و غير واحد : هو الأراك و ثمره البرير ، و أثل و هو الطرفاء . و قيل يشبهه ، و هو حطب لا ثمر له [ و شيء من سدر قليل ] و ذلك لأنه لما كان يثمر النبق كان قليلاً مع أنه ذو شوك كثير و ثمره بالنسبة إليه ، كما يقال في المثل : لحم جمل غث على رأس جبل وعر ، لا سهل فيرتقى و لا سمين فينتقى . و لهذا قال تعالى ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور أي إنما نعاقب هذه العقوبة الشديدة من كفر بنا و كذب رسلنا و خلفنا أمرنا و انتهك محارمنا .
وقال تعالى : فجعلناهم أحاديث ومزقناهم كل ممزق و ذلك أنهم لما هلكت أموالهم و خربت بلادهم احتاجوا أن يرتحلوا منها و ينتقلوا عنها ، فتفرقوا في غور البلاد و نجدها أيدي سبأ شذر مذر ، فنزلت طوائف منهم الحجاز ، و منهم خزاعة ، و نزلوا ظاهر مكة ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و منهم المدينة المنورة اليوم ، فكانوا أول من سكنها ، ثم نزلت عندهم ثلاث قبائل من اليهود بنو قينقاع و بنو قريطة و بنو النضير ، فحالفوا الأوس و الخزرج و أقاموا عندهم ، و كان من أمرهم ما سنذكره ، و نزلت طائفة أخرى منهم الشام و هم الذين تنصروا فيما بعد ، و هم غسان و عاملة و بهراء و لخم و جذام و تنوخ و تغلب و غيرهم .
قال محمد بن إسحاق : حدثني أبو عبيده قال : قال الأعشى بن قيس بن ثعلبة ، و هو ميمون بن قيس :
و في ذاك للمؤتسى أسوة و مأرب عفى عليها العرم
رخام بنته لــــهم حمــــير إذا جـــــاء موراه لم يرم
فأروى الزروع و أعنابها على سعة ماؤهم إذ قسم
فصاروا أيادي لا يقدرون على شرب طفل إذا ما فطم
و قد ذكر محمد بن إسحاق في كتاب السيرة أن أول من خرج من اليمن قبل سيل العرم عمرو بن عامر اللخمي ، و لخم هو ابن عدي بن الحارث بن مرة بن أدد بن زيد بن هميسع بن عمرو بن عريب بن يشجب بن زيد بن كهلان بن سبأ . و يقال لخم بن عدي بن سبأ . قاله ابن هشام .
قال ابن إسحاق : و كان سبب خروجه من اليمن ، فيما حدثني أبو زيد الأنصاري ، أنه رأى جرذاً يحفر في سد مأرب الذي كان يحبس عليهم الماء فيصرفونه حيث شاءوا من أرضهم ، فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن فكاد قومه ، فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه و لطمه أن يقوم إليه فيلطمه ، ففعل ابنه ما أمره به ، فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم وجهي فيه أصغر ولدي . و عرض أمواله . فقال أشراف من أشراف اليمن : اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله . و انتقل في ولده و ولد ولده . و قالت الأزد لا نتخلف عن عمرو بن عامر . فباعوا أموالهم و خرجوا معه ، فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان ، فحاربتهم عك ، فكانت حربهم سجالا ،ففي ذلك قال عباس بن مرداس :
وعك بن عدنان الذين تلعبوا بغسان حتى طردوا كل مطرد
قال: فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد ، فنزل آل جفنة بن عمرو بن عامر الشام ، و نزل الأوس و الخزرج يثرب ، و نزلت خزاعة مراً ، و نزلت أزد السراة السراة ، و نزلت أزد عمان عمان . ثم أرسل الله تعالى على السد السيل فهدمه ، و في ذلك أنزل الله هذه الآيات . و قد روى عن السدي قريب من هذا .
و عن محمد بن إسحاق في روايته أن عمرو بن عامر كان كاهناً . و قال غيره : كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم ، و كأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر الذي ساط على سدهم ففعلوا ما فعلوا و الله أعلم . و قد ذكرت قصته مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في التفسير .
لم يخرج كل أهل سبأ من اليمن
و ليس جميع سبأ خرجوا من اليمن لما أصيبوا بسيل العرم ، بل أقام أكثرهم بها ، و ذهب أهل مأرب الذين كان لهم السد فتفرقوا في البلاد ، و هو مقتضى الحديث المتقدم عن ابن عباس أن جميع قبائل سبأ لم يخرجوا من اليمن ، بل إنما تشاءم منهم أربعة و بقى باليمن ستة ، و هم مذحج و كندة و أنمار و الأشعريون . و أنمار هو أبو خثعم و بجيلة و حمير ، فهؤلاء ست قبائل من سبأ أقاموا باليمن ، و استمر فيهم الملك والتبابعة ، حتى سلبهم ذلك ملك الحبشة بالجيش الذي بعثه صحبا أميريه أبرهة و أرباط نحواً من سبعين سنة ، ثم استرجعه سيف بن ذي يزن الحميري ، و كان ذلك قبل مولد رسول الله صلى الله عليه و سلم بقليل ، كما سنذكره مفصلا قريبا إن شاء الله تعالى وبه الثقة وعليه التكلان .
ثم أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم إلى أهل اليمن علياً و خالد بن الوليد ، ثم أبا موسى الأشعري و معاذ بن جبل ، و كانوا يدعون إلى الله تعالى و يبينون لهم الحجج ، ثم تغلب على اليمن الأسود العنسي و أخرج نواب رسول الله صلى الله عليه و سلم منها ، فلما قتل الأسود استقرت اليد الإسلامية عليها في أيام أبي بكر الصديق رضي الله عنه. أنتهي (سيره أبن كثير)
منقول *·~-.¸¸,.-~* مع تحيات ابورزان *·~-.¸¸,.-~*
|
| |