14-04-11, 09:54 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Apr 2009 | العضوية: | 2077 | الاقامة: | المدينة المنورة | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 21 | الردود: | 203 | جميع المشاركات: | 224 [+] | بمعدل : | 0.04 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي أسباب عذاب القبر وكيفية النجاه منه أسباب عذاب القبر وكيفيّةالنجاة منه الكاتب: الإمامابن القيم رحمه الله الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على من أكمل الله به الدين وأتم بهالنعمة، نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه والتابعين. أسباب عذابالقبر أورد ابن القيم رحمه الله سؤالاً حول عذاب القبر وأجاب عليه، في كتابه "الروح". قال – رحمه الله تعالى- يقول السائل: ما الأسباب التي يعذب بهاأصحاب القبور؟ وجواب ذلك من وجهين: مجمل ومفصل. أما المجمل: فإنهم يعذبونعلى جهلهم بالله، وإضاعتهم لأمره، وارتكابهم لمعاصيه، فلا يعذب الله روحاً عرفتهوأحبته وامتثلت أمره واجتنبت نهيه، ولا بدناً كانت فيه أبداً، فإن عذاب القبر وعذابالآخرة أثر غضب الله وسخطه على عبده، فمن أغضب الله وأسخطه في هذه الدار ثم لم يتبومات على ذلك، كان له من عذاب البرزخ بقدر غضب الله وسخطه عليه، فمستقل ومستكثر،ومصدق ومكذب. وأما الجواب المفصل: فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عنالرجلين اللذين رآهما يعذبان في قبورهما، يمشي أحدهما بالنميمة بين الناس، ويتركالآخر الاستبراء من البول،فهذا ترك الطهارة الواجبة، وذلك ارتكب السبب الموقعللعداوة بين الناس بلسانه وإن كان صادقاً، وفي هذا تنبيه على أن الموقع بينهمالعداوة بالكذب والزور والبهتان أعظم عذاباً، كما أن في ترك الصلاة التي الاستبراءمن البول بعض واجباتها وشروطها فهو أشد عذاباً. وأخبر عليه الصلاة والسلام- كما في رواية- أن احد هاذين اللذين يعذبان كان يأكل لحوم الناس، فهو مغتاب، وذلكنمام. وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أن رجلاً ضرب في قبره سوطاً فامتلأالقبر عليه نار، لكونه صلى صلاة واحدة بغير طهور، ومر على مظلوم فلم ينصره. [الحديثرواه الطحاوي في بسند حسن]. وأخبر صلى الله عليه وسلم كما في حديث سمرة بنجندب الذي رواه البخاري عن تعذيب من يكذب الكذبة تبلغ الآفاق، وعن تعذيب من يقرأالقرآن ثم ينام عنه بالليل ولا يعمل به في النهار، وعن تعذيب الزناة والزواني، وعنتعذيب آكل الربا، أخبر عنهم كما شاهدهم في البرزخ. وفي حديث آخر أخبر النبيصلى الله عليه وسلم عن رضخ رؤوس أقوام بالصخر لتثاقل رؤوسهم عن الصلاة، وعن الذينيسرحون بين الضريع والزقوم لتركهم زكاة أموالهم، وعن الذين يأكلون اللحم المنتنالخبيث لزناهم، والذين تقرض شفاهم بمقارض من حديد لقيامهم في الفتن بالكلام والخطب. وجاء في حديث رواه أبو سعيد عنه صلى الله عليه وسلم ذكر أرباب بعض الجرائموعقوباتهم: فمنهم من بطونهم أمثال البيوت وهم على سابلة آل فرعون، وهم أكلةالربا، ومنهم من تفتح أفواههم فيلقمون الجمر حتى يخرج من أسالفهم، وهم أكلة أموالاليتامى، ومنهم من تقطع جنوبهم ويطعمون لحومهم، وهم المغتابون، ومنهم من لهم أظفارمن نحاس يخمشون وجوههم، وهم الذين يمزقون أعراض الناس. وأخبر النبي صلىالله عليه وسلم عن صاحب الشملة التي غلها من المغنم، أنها تشتعل عليه ناراً فيقبره، هذا وله فيها حق، فكيف بمن ظلم غيره ما لا حق فيه؟! فعذاب القبر منمعاصي القلب والعين والأذن والفم واللسان والبطن والفرج واليد والرجل والبدن كله: فالنمام، والكذاب، والمغتاب، وشاهد الزور، وقاذف المحصن، والموضع في الفتنة،والداعي إلى البدعة، والقائل على الله ورسوله ما لا علم له به، والمجازف في كلامه،وآكل الربا، وآكل أموال اليتامى، وآكل السحت من الرشوة وغيرها، وأكل مال أخيهالمسلم بغير حق، أو مال المعاهد، وشارب المسكر، والزاني، واللوطي، والسارق،والخائن، والغادر، والمخادع،والماكر، وآخذ الربا ومعطيه وكاتبه وشاهداه، والمحللوالمحلل له، والمحتال على إسقاط فرائض الله وارتكاب محارمه، ومؤذي المسلمين ومتتبععوراتهم، والحاكم بغير ما أنزل الله، والمفتي بغير ما شرع الله، والمعين على الإثموالعدوان، وقاتل النفس التي حرّم الله، والملحد في حرم الله، والمعطل لحقائق أسماءالله وصفاته الملحد فيها، والمقدم رأيه وذوقه سياسته على سنة رسول الله صلى اللهعليه وسلم، النائحة والمستمع إليها، ونواحوا جهنم، وهم المغنون الغناء الذي حرمهالله ورسوله، والمستمع إليهم والذين يبنون المساجد على القبور، ويوقدون عليهاالقناديل والسُرج، والمطففون في استيفاء مالهم إذا أخذوه، وهضم ما عليهم إذا بذلوه،والجبارون، والمتكبرون، والمراءون، والهمازون واللمازون، والطاعنون على السلف،والذين يأتون الكهنة والمنجمين والعرافين فيسألونهم ويصدقونهم، وأعوان الظلمة الذينباعوا آخرتهم بدنيا غيرهم، والذي خوفته بالله وذكرته به فلم يرعوِ ولم ينزجر، فإذاخوفته بمخلوق مثله خاف وارعوى وكفّ عمّا هو فيه، والذي يهدى بكلام الله ورسوله فلايهتدي، ولا يرفع به رأساً، فإذا بلغه عما يحسن به الظن ممن يصيب ويخطىء عضّ عليهبالنواجذ ولم يخالفه، والذي يقرأ القرآن فلا يؤثر فيه، وربما اشتغل به، فإذا استمعقرآن الشيطان ورقية الزنا ومادة النفاق طاب سره وتواجد وهاج من قلبه دواعي الطرب،وودّ أن المغني لا يسكت، والذي يحلف بالله ويكذب، فإذا حلف بالولي أو برأس شيخه أوأبيه أو حياة من يحبه ويعظمه من المخلوقين لم يكذب ولو هُدّد وعوقب، والذي يفتخربالمعصية ويتكثر بها بين أقرانه، وهو المجاهر، والذي لا تأمنه على مالك وحرمتك،والفاحش اللسان الذي تركه الخلق إتّقاء شره وفحشه، والذي يؤخر الصلاة إلى آخر وقتهاوينقرها ولا يذكر الله فيها إلا قليلاً، ولا يؤدي زكاة ماله طيبة بها نفسه، ولا يحجمع قدرته على الحج، ولا يؤدي ما عليه من الحقوق مع قدرته عليها، ولا يتورع من لحظةونظره ولا من لفظه ولا أكله ولا خطوه، ولا يبالي بما حصّل من المال من حلال أوحرام، ولا يصل رحمه، ولا يرحم المسكين ولا الأرملة ولا اليتيم، ولا يرحم الحيوانالبهيم، بل يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين، ويرائي للعالمين، ويمنع الماعون،ويشتغل بعيوب الناس عن عيبه، وبذنوبهم عن ذنبه. فكل هؤلاء وأمثالهم يعذبونفي قبورهم بهذه الجرائم، بحسب كثرتها وقلتها، وصغرها وكبرها. ما لم يغفر الله لهمويتجاوز عنهم بتوبة أو رحمة منه تعالى. ولما كان أكثر الناس كذلك، كان أكثرأصحاب القبور معذبين، والفائز منهم قليل، فظواهر القبور تراب، وبواطنها حسراتوعذاب، ظواهرها بالتراب والحجارة المنقوشة مبنيات، وفي باطنها الدواهي والبليات،تغلي بالحسرات كما تغلي القدور بما فيها، ويحق لها وقد حيل بينا وبين شهواتهاوأمانيها. تالله لقد وعظت فما تركت لواعظ مقالاًن ونادت: يا عُمار الدنيا، لقدعمرتم داراً موشكة بكم زوالاً، وخربتم داراً أنتم مسرعون إليها انتقالاً، عمرتمبيوتاً لغيركم منافعها وسكانها، وخربتم بيوتاً ليس لكم مساكن سواها، هذه دارالاستباق، ومستودع الأعمال وبذر الزرع، وهذه محل للعبر، رياض من رياض الجنة، أوحفرة من حفر النار. الأسباب المنجية من عذاب القبر إنالأسباب المنجية من عذاب القبر من وجهين: مجمل، ومفصل. أما المجمل فهو: فجنب الأسباب التي تقتضي عذاب القبر، ومن أنفع أسباب تجنب عذاب القبر: أن يجلسالإنسان عندما يريد النوم لله ساعة يحاسب نفسه فيها على ما خسره وربحه في يومه، ثميجدد له توبة نصوحاً بينه وبين الله، فينام على تلك التوبة، ويعزم على ألا يعاودالذنب إذا استيقظ، ويفعل هذا كل ليلة، فإن مات من ليلته مات على توبة، وإن استيقظاستيقظ مستقبلاً للعمل مسروراً بتأخير أجله، حتى يستقبل ربه، ويستدرك ما فاته، وليسللعبد أنفع من هذه النومة، ولا سيما إذا عقب ذلك بذكر الله تعالى واستعمال السننالتي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند النوم، حتى يغلبه النوم، فمن أرادالله به خيراً وفقه لذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله. وأما الجواب المفصل: فنذكر أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما ينجي من عذاب القبر: فمنذلك ما رواه مسلم في صحيحه عن سلمان الفارسي- رضي الله عنه- قال: سمعت رسول اللهصلى الله عليه وسلم يقول: «رباط يوم وليلة خير من صيام شهروقيامه، وإن مات أجري عليه عمله الذي كان يعمل، وأجري عليه رزقه، وأمن الفتان» ومعنى الرباط: الإقامة بالثغر مقوياً للمسلمين على الكفار ، والثغر: كلمكان يخيف أهله العدو ويخيفهم. والرباط فضله عظيم وأجره كبير، وأفضله ما كان في أشدالثغور خوفاً. ومما يُنجي من عذاب القبر ما دل عليه ما رواه النسائي عن رجلمن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً قال: ما بال المؤمنين يفتنون في قبورهمإلا الشهيد؟ قال: « كفى ببارقة السيوف على رأسه فتنة» وروى الترمذي وابن ماجه وغيرهما بسند صحيح عن المقدام بن معد يكرب- رضي الله عنه-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «للشهيدعند الله ست خصال: يُغفر له في أول دفعة من دمه، ويرى مقعده من الجنة، ويُجار منعذاب القبر، ، ويأمن من الفزع الأكبر، ويحلى حلة الإيمان، ويزوج من الحور العين،ويشفع في سبعين إنساناً من أقاربه» ، وهذا لفظ ابن ماجه وعند الترمذي: « ويوضع على رأسه تاج الوقار، الياقوتة منها خير من الدنيا ومافيها، ويُزوّج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين، ويشفع في سبعين من أقاربه» . وهذا بعض فضل الجهاد في سبيل الله والاستشهاد فيه. ومما جاءفيما ينجي من عذاب القبر: ما ثبت عند أبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والنسائي، عنأبي هريرة- رضي الله عنه-، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: « سورة من القرآن ثلاثون آية تشفع لصاحبها حتى غفر له» . فدلّهذا الحديث وما جاء في معناه من الآثار على أن من حافظ على قراءة سورة الملك وداومعلى ذلك وعمل بما دلّت عليه، فإنها تنجيه من عذاب القرب. ومما جاء فيماينجي من عذاب القبر: ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من يقتله بطنه فلن يُعذّب في قبره» [رواهالترمذي] وهذا يحمل من أصيب بداء البطن أن يصبر ولا يجزع، ويحتسب الأجر عندالله، وأن يحتسبه أهله كذلك. ومما جاء فيما ينجي من عذاب القبر: ما رواهالإمام أحمد وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « مامن مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله تعالى فتنة القبر» . وهذا محض فضل الله وتوفيقه لحسن الخاتمة. ومما يستأنس به في هذا الباب: ما رواه ابن حبان في صحيحه وغيره عن أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: «إن الميت إذا وضع فيقبره، إنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه، فإن كان مؤمناً كانت الصلاة عند رأسه،وكان الصيام عن يمينه، وكانت الزكاة عن شماله، وكان فعل الخيرات من الصدقة والصلةوالمعروف والإحسان إلى الناس عند رجليه، فيؤتي من قبل رأسه، فتقول الصلاة: ما قبليمدخل، ثم يؤتى عن يمينه، فيقول الصيام: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى عن يساره، فتقولالزكاة: ما قبلي مدخل، ثم يؤتى من قبل رجليه، فتقول فعل الخيرات من الصدقة والصلةوالمعروف والإحسان إلى الناس: ما قبلي مدخل. فيقال له: اجلس، فجلس، وقدمثلت له الشمس وقد أدنيت للغروب، فيقال له: أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم ما تقولفيه؟ وماذا تشهد به عليه؟ فيقول: دعوني حتى أصلي، فيقولون: إنك ستفعل، أخبرنا عمانسألك عنه، أرأيتك هذا الرجل الذي كان فيكم، ما تقول فيه؟ وماذا تشهد عليه؟ قال: فيقول: محمّد، أشهد أنه رسول الله، وأنه جاء بالحق من عند الله، فيقال له: على ذلكحييت، وعلى ذلك مت، وعلى ذلك تُبعث إن شاء الله، ثم يُفتح له باب من أبواب الجنة،فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها، فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفتح لهباب من أبواب النار، فيقال له: هذا مقعدك منها، وما أعد الله لك فيها لو عصيته،فيزداد غبطة وسروراً، ثم يُفسح له في قبره سبعون ذراعاً، وينور له فيه، ويعاد الجسدلما بدأ منه، فتجعل نسمته في النسيم الطيب، وهي طير يعلق في شجرة الجنة، قال: فذلكقوله تعالى: {يُثبّتُ اللهُ الذينَ آمَنُوا بِالقَوْلِالثَّابِتِ فِي الحَياةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}إلى آخر الآية [إبراهيم: 27]، ثم ذكر تمام الحديث. » وقد دل على ذلكأن تلك الأعمال من الصلاة والزكاة والصيام وفعل الخيرات من الصدقة والصلة والمعروفوالإحسان إلى الناس من أسباب النجاة من عذاب القبر وكربه وفتنه. والجامع فيذلك تحقيق التقوى لله تعالى، كما قال سبحانه: { إِنَّ الذينَقَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْيَحْزَنُونَ} [الأحقاف: 13]. اللهُمّ اجعل قبورنا وإخوانناالمسلمين رياضاً من رياض الجنة، وقنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، يا كريم، وصلاللهم وسلم على عبدك ورسولك محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين.
[للاستزادة انظركتاب الروح للإمام ابن القيم الجوزية رحمه الله].
|
| |