30-06-07, 01:29 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو جديد::
| البيانات | التسجيل: | May 2007 | العضوية: | 357 | المواضيع: | 5 | الردود: | 1 | جميع المشاركات: | 6 [+] | بمعدل : | 0.00 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام التغيير بين التدرّج و الاندفاع التغيير بين التدرّج و الاندفاع
ما يقابل التدرّج هو أن يأتي التغيير دفعة واحدة، أما التغيير السطحي فيقابله التغيير العميق أو الجذري.
نحن إذاً أمام عدّة أشكال وتجليات للتغيير، نحاول الاقتراب من وجوهها المختلفة لما ينشئه التقليب اللغوي من كشف ذهني، محاولين في نهاية المطاف الحصول على وعي أفضل لحركتنا في طريق التغيير.
نتساءل أولاً: هل التغيير دفعة ً واحدة مفهوم واقعي؟
أعتقد أنّ التغيير ينبغي أن يكون دفعة ً واحدة من حيث الرؤية والخطط، أما من حيث التطبيق فهو بالضرورة متدرّج، لأنَ التطبيق يحتاج إلى زمن، فالمجتمع كيان ينمو بالتغيير، وكلُّ نمو يحتاج إلى زمن، ومن الطبيعيّ أيضاً أن تنبني بعض الخطوات على البعض الآخر ما يصبّ في النتيجة في جانب التدرّج.
الإصلاحُ تدريجي أيضاً من جهة عدد الأفراد الذين يقودون التغيير في المجتمع، فالتغيير قد يبدأ بفرد واحد يشكل نواة التغيير والحركة، تتشكّل حوله فيما بعد دائرة صغيرة تبدأ في التوسع شيئاً فشيئاً. التدرّج في العدد أمر واقعي وطبيعي، هنا يكون التدرّج تغيّرٌ كميّ ونوعيّ يستجيب مع معطيات الواقع،فالموجة التي لا تتثنى أمام الحواجز والعقبات تنكسر وتتشتت.
الإصلاح جذريٌ ودفعةٌ واحدةٌ في النقطة الأولى التي تشكل مركز الدائرة، فالفرد الذي يقرر أن يصبح مركز التغيير لا يقنع بتغير بسيط أو شكلي في داخله فهو يبدأ بتغيير نفسه جذرياً من الأعماق ودفعة واحدةً أي في كافة المجالات، ذلك لأنّ إحداث الموجة الأولى التي تخرق جدار الصمت بحاجة إلى طاقة هائلة جداً فالموجات التي تتلو تلك الموجة تحتاج في العادة إلى جهد أقلّ، إننا نلاحظ أنّ الرّواد في التغيير في كل مجال هم شخصيات استثنائية.
ممانعة التغيير أمر طبيعي مرتبط بالمجتمعات المأسورة للعادات، ولكي لا يصطدم بالمجتمع، يلجأ من يريد التغيير إلى التدرّج لاختبار درجة ممانعة المحيط، و حين لا يجد الممانعة التي تكبح العمل، تأتي بعد ذلك الخطوات الأكثر تأثيراً في المشروع. أمّا الذين يثقون بطغيان قّوّتهم وبفقدان المحيط للممانعة فيكتسحون الساحة لإحداث التغيير دفعة واحدة.
الإصلاح السطحيّ هو ما تضعه القُوى الاستبدادية من مساحيق لإخفاء التجاعيد التي حفرت وجهها المتهتّك.
والمجتمع كثيراً ما ينخدع بالإصلاح السطحي و يتلهى به عن الإصلاح الجذري ولهذا يكثر أن تنطلق موجات الإصلاحات السطحية أو حتى ما يسمى بالثورات الملوّنة ( البيضاء والزرقاء والوردية.. إلى آخر ألوان الطيف الثوريّة) يطلقها الاستبداد في أوقات الاحتقانات والغضب الشعبي لتأجيل زمن الإصلاحات ولتكون المنافس والبديل للثورات الحقيقية ولتطلي بها الجدران المتشققة و العصيّة على الطلاء.
التدريجي من الإصلاح غالباً ما ينظر للواقع، في الدرجة الأولى، نظرة عميقة لكي يكتشف الطريقة المناسبة لتغييره تغييراً عميقاً، والتغيير العميق هو تغيير جذري وإن كان تدريجيا إذ لا تناقض بينهما كما سبق.
ماهي علاقة الإصلاح بأدواته وكيف تنعكس هذه العلاقة على شكله؟
الإصلاح الثقافي أداته النقد الهادف إلى مراجعة البنى الفكرية والروحية للمجتمع، والإصلاح بلا ثقافة إصلاحٌ سطحي وإن كان إصلاحاً عاماً وإن جاء دفعة واحدة.
والإصلاح السياسي هو حركة أيديولوجية ترى تغيير الحكم أداة للتغير الثقافي و الاجتماعي والفكري، فهل الفكر هنا سابق للعمل فيجوز وصِفُه بالعمل الظلامي الذي لا يهتدي بنور العلم؟ أم أنه عمل مستنير يؤمن بالقوة طريقاً لتطبيق الخير والحقّ، وهل يمكن للقوّة أن تكون بديلاً عن الحوار والديموقراطية والإقناع في الوصول إلى الخير والحق؟ لكنّ الحوار والديموقراطية لا تأتي بالخير حين تكون البيئة بيئة استبداد وقهر لا تؤمن بقيم الحرية والديموقراطية كسبيل للتغيير، فهل يبرر هذا لاستخدام القوّة في التغيير؟ ولكن، من مِن الناس لا يدّعي أنّه يمتلك الخير والحقّ؟ قديماً قال بعض الفقهاء أنّ من استولى على الخلافة بالقوة وجبت له البيعة، في تشريع بيّن لشرعة الغاب التي لا زالت المنطق السائد منذ القدم إلى أن دخلت أمريكا العراق لتورّد لنا الديموقراطية بعد أن يئست، على ما يبدو، من قدرتنا على تصنيعها محلياً، لكنّ البيئة المحليّة على عادتها القديمة لا تُنبت سوى الدّم، لم تنمو الديموقراطية الأمريكية في تراب العراق، الدم وحده يغطي الأراضي الخصبة، ما يخلق في قلبي سؤالاً قاتلاً: هل التداول السلمي والديموقراطي للسلطة محرّم على العرب؟؟ هل ترفض جيناتنا التغيير عن طريق الفكر والإقناع؟ ما يحصل الآن في لبنان يدفعني للتساؤل: هل انسدّت كلّ الطرق أمام العقل العربي ولم يتبق له سوى طريقٍ واحد هو طريق الدّم؟ هل يأخذ العرب الآخرون من العراق ولبنان درساً يدفعنا إلى الإيمان بدور العقل والعلم والحرية و الديموقراطية في حركتنا نحو تغيير آمن، عادلٍ وجميل؟
التعديل الأخير تم بواسطة البرق ; 30-06-07 الساعة 01:33 PM |
| |