01-03-11, 01:28 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي مميز
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2780 | الاقامة: | السعـــــــوديه | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1678 | الردود: | 3083 | جميع المشاركات: | 4,761 [+] | بمعدل : | 0.89 يوميا | تلقى » 9 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي قصة ذي البجــــادين رضي الله عنه أريد أن أحكي نموذج لإنسان كانت ظروفه صعبة جداً لكنه استطاع أن يستقيم على طاعة الله تبارك وتعالى .. هذا النموذج لصحابي اسمه: عبدالله ذي البجادين لكن هذا ليس اسمه الحقيقي .. اسمه الحقيقي هو عبدالعزى المزاني من قبيلة اسمها المزايية تقع بين مكة والمدينة..
مات أبوه وأمه وهو طفل فرباه عمه، وكان غنياً جداً فصرف عليه أموال كثيرة جداً.. كبر عبدالعزى المزني حتى وصل ستة عشر سنة ـ سن المراهقة ـ وجد نفسه معه أموال كثيرة جداً ومدللاً جداً لدرجة أنه لا يرضى أن يرتدي الملابس التي تصنع في بلده وتأتي له من الخارج وكان عنده فرسان يبدل عليهما.. وكانت بلدته تعبد الأصنام.. وفي هذا الوسط الذي كله مادية وكله إغراق في الرفاهية.. وفي هذا الوقت الذي كانت الهجرة من مكة الى المدينة فالصحابة ذاهبين من مكة الى المدينة ويشاء ربنا أنهم يقابلون عبدالعزى المزني ويسمع الكلام ويتأثر به فيعلن إسلامه وتتغير حياته مائة وثمانين درجة ويبدأ عبدالعزى كل يوم يجري وراء الصحابة المهاجرون من مكة الى المدينة يقول لهم انتظروا حتى أسمع منكم القرآن أريد أن أحفظ منكم آية جديدة من القرآن.. تخيلوا كيف تعلم القرآن الكريم وهم خائفون أن ينتظروا معه حتى لا تلحق بهم قريش .. ولم يبق في دماغ عبدالعزى المادة ولا في دماغه المال والرفاهية.. لكنه يريد أن يقترب من ربنا حتى قال له واحد من الصحابة يقول له: لماذا تنتظر في بلدك؟ هاجر الى المدينة يقول له: وأترك عمي ؟! لا أهاجر حتى آخذ بيد عمي فيظل في قبيلته ثلاث سنوات.. ثلاث سنوات البلدة كلها بعيدة عن طاعة ربنا.. البلد كلها تعبد الأصنام ليس فيه صاحب يلجأ له.. ثلاث سنوات وهو مصر على طاعة ربنا على الاستقامة.. إذا أراد أن يعبد ربنا يخرج خارج البلد وسط الصحراء كي لا يراه أحد لأنه يخفي إسلامه ويقف يصلي لله.. يذهب لعمه كل يوم يقول له يا عمي أنا سمعت أن واحد اسمه محمداً يقول كذا وكذا ويتلو عليه القرآن فيشتم عمه هذا الكلام ... ثلاث سنوات في وسط بيئة من أصعب ما يمكن .. إذن من يريد أن يقاوم يستطيع أن يفعل.. وعبدالعزى المزاني صابر ثابت حتى لم يجد فائدة فذهب لعمه وقال له يا عمي لقد أخرتني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما عدت أطيق فراقه وإني أعلمك أني أشهد أن لا إله إلا الله وأنه رسول الله وإني مهاجر إليه فإن شئت أن تأتي معي أكون أسعد ما يكون الإنسان، فقال له عمه: إن أبيت إلا الإسلام جردتك من كل ما تملك هات الفرسين.. قال: أفعل إن شئت فما أنا بالذي يختار على الله وعلى رسول الله.. إصرار واستقامة وثبات.. فيقوم عمه غير مصدق يقول له إن أصررت على ما تفعل جردتك حتى من ثيابك التي عليك!! وقام فقطعها له فوجد نفسه شبه عاري لكنه أصر على الخروج فوجد بجادين، أي قطعتين من الصوف على الأرض ما يشبه الجوال فيقسمه نصفين ويلبسه كلبس الإحرام مثلا ويهاجر ويدخل على النبي، فالنبي يقول له من أنت؟ فهذه أول مرة يقابل النبي .... تخيلوا الثبات حتى لا يقول أحد أصلهم تربوا على يد النبي فهذا لم ير النبي قبل الآن ، قال أنا عبد العزى قال ولم تلبس هكذا ؟ قال فعل بي عمي كذا وكذا فاخترتك يا رسول الله وصبرت ثلاث سنوات حتى أتيتك مستقيماً على طاعة الله عز وجل، فقال له النبي أوفعلت؟! قال: نعم يا رسول الله قال له النبي من اليوم أنت لست عبدالعزى أنت عبدالله ذي البجادين.. أبدلك الله بهذين البجادين داراً ورداء في الجنة تلبس منها حيث تشاء وتأكل منها حيث تشاء ........ ويظل مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن يموت وعمره ثلاثة وعشرين سنة أثناء غزوة تبوك..
ويحكي قصة وفاته سيدنا عبدالله بن مسعود : .. وأنا نائم من شدة البرد وخائف من ظلام الدنيا.. سمعت صوت حفر في الأرض فعجبت من يحفر في هذا الليل وفي هذا البرد فنظرت في فراش النبي فلم أجده فنظرت في فراش عمر فلم أجده فنظرت في فراش أبي بكرفلم أجده فخرجت من خيمتي فإذا أبو بكر وعمر يمسكان سراج والنبي يحفر في الأرض فذهبت إليه فقلت: ما تفعل يا رسول الله ? فرفع إليّ رأسه فإذا عيناه تذرفان بالدمع يقول لي مات أخوك ذي البجادين .... (تأمل حب النبي للشاب المستقيم) .... فنظرت الى أبي بكر وعمر وقلت لهما: تتركان النبي يحفر وتقفان أنتما ? فقال لي أبو بكر: أبى رسول الله إلا أن يحفر له قبره بنفسه.... ثم مد النبي يده الى أبو بكر وعمر وقال لهما: أدنيا الى أخاكما.. فأخذ أبو بكر وعمر يعطون جسده للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: رفقا بأخيكم.. رفقا بأخيكم إنه كان يحب الله ورسوله فوضعه النبي بين يديه وتسقط دموع النبي صلى الله عليه وسلم على كفن عبدالله ذي البجادين ويضعه في قبره ويرفع النبي يده الى السماء ويقول له:"اللهم إني أشهدك أني أمسيت راضٍ عن ذي البجادين فارض عنه".
النبي صلى الله عليه وسلم يدفن عبدالله ذي البجادين ويقول النبي صلى الله عليه وسلم:اللهم ارحمه فإنه كان قارئا للقرآن محبا لرسول الله.. فهذا نموذج لشاب استقام والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله منهم شاب نشأ في طاعة الله) البخاري عن أبي هريرة.
يا لهناك أيها الشاب... ويا بشراك... أطع ربك حتى لو كنت عصيته من قبل.. فربك يغفر ويسامح.. أكمل طائعا لربك تضمن أنك في يوم القيامة وحرّها ستقف في ظل
عرش ربنا.. يوم لا ظل إلا ظله تبارك وتعالى..
|
| |