13-02-11, 10:41 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو نشط::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Feb 2011 | العضوية: | 4003 | المواضيع: | 28 | الردود: | 26 | جميع المشاركات: | 54 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي عظمة ربنا سبحانه وتعالى يغفر ذنباً ويكشف كرباً ويفك عانياً ويجبر كسيراً وينصر ضعيفاً
ويغني فقيراً،يحيي ويميت.. ويُسعد ويشقي، ويُضل ويهدي.. ويُنعم
على قوم ويسلب نعمته عن آخرين.. ويعز أقوامًا ويذل آخرين: {هُوَ
اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّاهُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ * هُوَ
اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ
الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} [الحشر: 22 – 23].
له القدرة المطلقة والإرادة التامة.. كلم موسى تكليماً وتجلى للجبل
فجعله دكاً هشيماً، وهو سبحانه فوق سمواته لا تخفى عليه خافية..
يسمع ويرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء في الليلة
الظلماء.. لا تشتبه عليه الأصوات مع اختلاف اللغات وتنوع
الحاجات، ولا تتحرك ذرة في كونه إلا بإذنه {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ
يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ
مُّبِينٍ} [الأنعام: 59]. {اللّهُ لاَإِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ
وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَافِي الأَرْضِ} [البقرة: 256].
حجابه النور.. لو كشف وجهه لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه
بصره،فإذا كانت سبحات وجهه الأعلى لا يقوم لها شيءٌ من خلقه
فما الظن بجلال ذلك الوجه الكريم وجماله وبهائه وعظمته
وكبريائه؛ لذا كان أعظم نعيم أهل الجنة التلذذ بالنظر إلى وجهه
الكريم - جل جلاله - وهو موقفٌ عظيم يتجلى فيه كبرياء الله
وعظمته وجماله وجلاله.
أيها الأحبة:
وفي موقفٍ آخر دلت على بعضه آياتٌ من القرآن وأحاديثٌ من
السنة.. أورد ابن كثير – رحمه الله –: أنه " حين ينفخ إسرافيل في
الصور نفخة الصعق فيموت أهل السموات والأرض ويجيء ملك
الموت فيسأله ربه - وهو أعلم - من بقي؟فيقول: بقيت أنت الحي
الذي لا يموت وبقي حملة العرش وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل
وبقيت أنا، فيأمره ربه بقبض أرواحهم، ثم يقول – وهو أعلم – من
بقي؟ فيقول ملك الموت: يارب بقيت أنت الحي الذي لا يموت..
وبقيت أنا، فيقول الله – عزوجل -: أنت خلقٌ من خلقي فمُتْ
فيموت..
فإذا لم يبق إلا الله الواحد القهار - كان آخراً كما كان أولاً - طوى
السموات والأرض طي السجل للكتب ثم دحاها،ثم يقول: أنا
الجبار.. أنا الجبار.. أنا الجبار (ثلاثاً)، ثم هتف بصوته: لمن الملك
اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ لمن الملك اليوم؟ ثم يجيب نفسه بنفسه: لله
الواحد القهار.
ثم يبدل الله الأرض غير الأرض والسموات فيبسطهما ويسطحهما
ثم يمدهما، ثم يزجر الله الخلق كلهم زجرة فإذا هم في هذه الأرض
المبدلة؛ فيحي الخلق.. فيقف الناس موقفاً واحداً مقداره سبعون عاماً
لا ينظر إليهم ولا يقضي بينهم حتى يشفع فيهم محمدٌ – صلى الله
عليه وسلم –".
وروى ابن كثير بسنده: أن رسول الله محمداً – صلى الله عليه وسلم
– يقول: "فأرجع فأقف مع الناس، فبينما نحن وقوف إذ سمعنا حساً
من السماء شديداً.. فهالنا، فنزل أهل السماء الدنيا بمثلي من في
الأرض من الجن والإنس.. حتى إذا دنوا من الأرض أشرقت
الأرض بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ قالوا: لا..
وهو آتٍ، ثم ينزل من أهل السماء الثانية بمثلي من نزل من الملائكة
وبمثلي من فيها من الجن والإنس.. حتى إذا دنوا من الأرض
أشرقت بنورهم وأخذوا مصافهم وقلنا لهم: أفيكم ربنا؟ فيقولون لا..
وهو آتٍ، ثم ينزلون على قدر ذلك من التضعيف من كلسماء..
حتى ينزل الجبار - جل جلاله - في ظُللٍ من الغمام والملائكة،
فيحمل عرشه يومئذٍ ثمانية أقدامهم في تخوم الأرض السفلى
والأرض والسموات إلى حجزتهم والعرش على مناكبهم.. لهم زجل
في تسبيحهم يقولون: سبحان ذي العرش والجبروت.. سبحان ذي
الملك والملكوت.. سبحان الحي الذي لايموت.. سبحان الذي يميت
الخلائق ولا يموت.. سبوحٌ قدوس ربالملائكة والروح".
والله أعظم شاناً وأعز سلطاناً،ولكن الذنوب التي رانت على القلوب
حجبت تعظيم الرب في النفوس وأضعفت وطره في القلوب، ولو
تمكن وطر الله وعظمته في قلب العبد لما تجرأ على معاصيه أبداً..
فإن عظمة الله – تعالى – وجلاله في القلب تقتضي تعظيم حرماته
والاستسلام لحكمه وأمره ونهيه، وهذا التعظيم يحول بينك وبين
الذنوب.
والمتجرئون على معاصي الله ما قدروا الله حق قدره،وكفى من
عقوبات الذنوب أن تضعف هذا التعظيم في القلب حتى يستمر
المخذول المعاصي فيهون على الله فيرفع الله مهابته من قلوب الخلق
ويستخفُّون به كما استخفَّ بأمرالله..
وقد ذكر الله – تعالى – أنه غطى على قلوب المصرِّين على الذنوب
وطبع عليها.. وأنه نسيهم كما نسوه وأهانهم وضيعهم كما ضيعوا
أمره؛ لهذا قال - سبحانه - في آية سجود المخلوقات له: {وَمَن يُهِنِ
اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} [الحج: 18].
فعلى قدر خوفك من الله يهابك الخلق.. وعلى قدر تعظيمك لله يعظمك
الخلق.. وعلى قدر محبتك لله يحبك الخلق،وإنما يستدفع البلاء
بالتوبة والاستغفار والاستسلام لأمر الله الواحد القهار: {وَتُوبُوا إِلَى
اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].
هذا مااستطعت نقله عسى الله أن ينفعنا بما ذكرناه وأن يجعله في ميزان حسناتنا ولا تنسونا من صالح دعائكم ولكم بمثل
|
| |