تصادف عملية النمو بعض الإعاقات - نتيجة عوامل وراثية (خلقية أو بيئية مكتسبة ) من قصور جسمى أو عقلى تترتب عليه آثار نفسية أو اجتماعية أو اقتصادية تحول بين الطفل وبين تعلم أداء بعض الأعمال والأنشطة الفكرية أو الجسمية التى يؤديها الطفل العادى بدرجة كافية من المهارة والنجاح .
ويمكن تقسيم مراحل الإعاقة الى ثلاثة مراحل تتمثل فى الآتى :
الإصابة : تعنى الاصابة حدوث العامل المسبب الذى يعنى فقدانا أو شذوذا (عن الطبيعى) دائما أو مؤقتا (أو مرحليا) لأحد الجوانب العقلية أو الجسمية ( الفسيولوجية أو البيولوجية) للفرد كتعثر أو توقف النمو الجسمى أو العقلى أو فقد طرف من الأطراف نتيجة حادث أو شلل نصفى أو كلى أو الإصابة بشلل الأطفال أو شذوذ كروموسومى خلقى أو تلف فى المخ أو ضعف أو فقدان القدرة على التواصل communication or language Impairment كفقد القدرة على النطق أو عيب النطق والكلام أو فقد السمع أو البصر أو الإصابة بإعاقات التعلم أو التوحد .
القصور الوظيفى :
يترتب القصور الوظيفى على الإصابة ويؤدى الى تعطيل أو قصور وظيفى كلى أو جزئى ، دائم أو مؤقت يعوق الأداء السليم للأنشطة أو الوظائف الجسمية ( الحركية أو الحسية ) أو العقلية التى يؤديها الشخص الطبيعى المماثل للمعوق فى العمر والجنس (كالمشى أو الرؤية أو الكلام أو السمع والقراءة والكتابة والعد والحساب والتفكير وحماية الذات والاهتمام والاتصال بالبيئة التى يعيش فيها الفرد ) وهذا القصور يجعل الشخص شاذا (عن الشخص الطبيعى ).
الإعاقة أو العجز : الإعاقة عبارة عن حالة يعانى فيها الشخص من العجز أو الصعوبة فى أداء جانب أو أكثر من الأعمال أو الأنشطة الجسمية أو الذهنية بالنسبة إلى الأفراد العاديين الذين يتساوى معهم فى العمر والجنس أو الدور الاجتماعى والتى تعتبر جوانب أساسية من متطلبات الحياة اليومية مثل التحرك وإنشاء علاقات اجتماعية وانجاز الأنشطة الاقتصادية والأعمال الذهنية ، هذه الحالة من العجز تعوقه عن القيام بدوره الذى يتناسب مع عمره وجنسه والاعتبارات الاجتماعية والثقافية فى المجتمع الذى يعيش به .
أنواع الإعاقة :
المكفوفين وضعاف البصر : كف البصر قد يكون جزئيا أو كليا ، وقد ينشأ عن أسباب وراثية أو ولادية أومكتسبة نتيجة حادث أو مرض أو نتيجة نقص فيتامين "أ" .
أما حالات ضعف البصر فهى التى تتراوح فيها درجة الإبصار بين 20/ 200 و 70 /200 للعين الأقوى باستخدام النظارة . ومن يقل بصره عن هذا الحد فيدخل فى فئة الكف الكلى .
الصمم وضعف السمع : اذا حدث الصمم قبل الولادة أوبعدها مباشرة فإن الفرد ينشأ عاجزا عن الكلام (أبكم) أما إذا حدث بعد تعلم الكلام فإنه يستطيع التواصل اللغوى ، ويتراوح ضعف السمع بين 20 وحدة صوتية و60 وحدة صوتية.
ويعتبر أصم من أصيب بتلف تام فى الأذن الوسطى أو الداخلية ، وإذا كان مقدار الفاقد فى قوة السمع يزيد على 92 وحدة صوتية .
إعاقة الاتصال : تشمل هذه الفئة عيوب النطق والكلام وتتضمن فئات فرعية مختلفة منها العجز الكلى أو فقدان القدرة على النطق بدرجاتها المختلفة والكلام التشنجى والكلام الطفلى والتأتأة والفأفأة وإبدال الأصوات ومنها حالات الافيزيا أو الديسلكسيا أو التوحد .
الإعاقة الحركية : تحدث الإعاقة الحركية نتيجة شلل مخى أو شلل أطفال أو بتر طرف أو نتيجة لمرض أو حادث أو تشوه فى العظام أو المفاصل أو ضمور فى العضلات أو فصل العظام وحالات الإنزلاق الغضروفى أو الريت ، وغيرها لعوامل قد تكون وراثية أو مكتسبة . الخدمة الاجتماعية هى المجال الرحب الذى يرعى الطفل المعوق انطلاقا من اعترافها بحقوقه وبما يمتلكه من طاقات وقدرات تحتاج الى التنمية والتفعيل والتدريب لمساعدت على التكيف والتوافق مع المجتمع والاندماج مع البيئة المحيطة به ليتساوى مع باقى الأطفال فى حقوقه .
الأمراض المزمنة : الأمراض المزمنة هى الأمراض التى يعانى منها الشخص لفترة طويلة من حياته كأمراض القلب والسل والسكر وحالات الصرع والهيموفيليا وبعض حالات الحساسية Allergies
ثانيا : المعاقون ذهنيا:
فئات المتخلفين عقليا : تشمل هذه الفئة التخلف العقلى البسيط (أو القابلين للتعلم) الذين تتراوح درجات الذكاء لديهم مابين 50 الى 70 والتخلف العقلى المتوسط (القابلين للتدريب ) الذين تتراوح درجات ذكائهم مابين 25 الى50 ، والتخلف العقلى الشديد(درجة الذكاء اقل من 25 ) وهى حالة قصور أو توقف فى نمو الذكاء قبيل مرحلة المراهقة نتيجة عوامل وراثية أو بيئية أو كليهما ويترتب عليها عدم اكتمال نمو الذكاء وقصور القدرات الاجتماعية والتعليمية.
التوحدية أو الأوتيزم : هى نوع من أنواع اعاقة النمو الشامل والتى هى عبارة عن نوع شديد من الإعاقة الذهنية تظهر أعراضها خلال الثلاثين شهرا الأولى من عمر الطفل ، وتتميز بقصور فى قدرات الاتصال والتواصل والقدرة على التفاعل الاجتماعى والعاطفى مع الآخرين ويعيش فى عالمه الخاص فى عزلة تامة عما حوله ويحدث فى الغالب نتيجة تلف فى أنسجة المخ ، بسبب عوامل مختلفة أثناء فترة الحمل ، وقد يصاحبه تخلف عقلى ، وتوجد حالة أخف شدة تعرف بأعراض الاسبرجر وأخرى تعرف بالريت .
إعاقات التعلم هى قصور فى القدرة على التعلم فى مجالات معينة كالقراءة والكتابة أو الفهم أو التعبير أو الحساب أو غيرها رغم أن ذكاء الطفل قد يكون عاديا أو عاليا وترجع الى احتمالات مختلفة ، منها تلف أو قصور وظيفى محدد فى المخ أو الموصلات العصبية أو التلوث البيئى أو قصور بالأذن الداخلية وقد تظهر فى صورة نشاط حركى زائد أو عدم قدرة على تركيز الانتباه أو ديسلكسيا أو أفيزيا. وتختلف خصائص الطفل المعوق فى درجة استعداده للتأهيل ونوعية برامج الرعاية والتأهيل حسب نوع الإعاقة وموضعها ودرجتها. وتؤدى الإعاقة الى الفشل فى انجاز الكثير من المهام اضافة الى مايعانيه الفرد المعوق فى أسرته وفى المجتمع الذى يعيش فيه من عدم تقبل ونبذ ومشاعر الدونية والنقص والتى تؤدى فى أغلب الأحيان إلى انحرافات أو اضطرابات وانماط مختلفة من السلوك غير العادى كالعدوانية ، والانطوائية ومظاهر سوء التوافق .
وتحدث الإعاقة نتيجة عامل مسبب وراثى أو بيئى وتؤدى إلى إعاقة دائمة أو مؤقتة ، تظهر بشكل فقد أو تشويه جزء أو نسيج أو عضو أو جهاز من الجسم مثل بتر أحد الأطراف أو الشلل أو فقد حاسة من الحواس (السمع أو البصر) أو التخلف العقلى ...الخ. وتحدث نتيجة قصور وظيفى لم يعالج ، يترتب عليه عجز جزئى أو كلى فى أداء الوظائف الحركية أو الحسية أو العقلية بالشكل والدرجة التى يؤديها بهما كالمشى وحمل الأشياء ، والرؤية والكتابة والعد والقيام بالاتصال والتفاعل مع الآخرين . والمعاناة المترتبة على القصور الوظيفى والإعاقة لا تقتصر على الفرد ذاته نتيجة حاجته الى الاعتماد على الآخرين (جسميا أو نفسيا أو اقتصاديا ) وعدم قدرته على الاستمتاع بالحياة وشعوره بالعزلة والدونية ، بل إن المعاناة تمتد لتشمل أفراد أسرته والمحيطين به ، فالأسرة مسئولة عن رعايته ومعالجة مشكلاته وإعالته اقتصاديا ، ومن جهة أخرى، يعانى المجتمع أيضا نتيجة عدم أو قصور إسهام الفرد المعوق فى الانتاج وحاجته الى تخطيط وتمويل برامج رعايته وإعالته وتأهيله.
العوامل المسببة للإعاقة مسببات الإعاقة عديدة والتى تختلف باختلاف نوع الإعاقة وسن الطفل أو الفرد المصاب والجنس والعادات والتقاليد ، لكننا سنحاول عرض أهم العوامل المسببة باعتبار ذلك الخطوة الأساسية فى الوقاية من الإعاقة وتخطيط البلاامج التى التى تستهدف الحد من مشكلة الإعاقة ، وما يترتب عليها من معاناة ونتائج اجتماعية واقتصادية سلبية للمعاق ولأسرته وللمجتمع الذى يعيش فيه . أولا: عوامل اجتماعية وهى العوامل التى ترتبط بنظم الزواج والإنجاب ، والتى ترتبط بالعديد من الأنظمة الاقتصادية والمجتمعية والصحية والتعليمية والتشريعية والعادات والتقاليد
ومن أهمها الآتى :
1- الزواج من الأقارب فى اطار الأسرة أو القبيلة وينتشر بصفة خاصة فى صعيد مصر وريفها .
2- الزواج المبكر قبل الثامنة عشر .
3- انتشار الأمية وانخفاض مستوى التعليم .
4- خروج المرأة للعمل خاصة فى السنوات الأولى من عمر الطفل وغياب من يرعى الطفل بدلا منها .
5- الفقر وما يترتب عليه من قصور الإمكانات الصحية والتربوية والتى تؤدى سوء التغذية وازدحام المسكن وسوء التهوية والصرف الصحى والتلوث البيئى بالقمامة وأبخرة الرصاص المتصاعد من عادم السيارات أو المصانع أو المسابك ، وانتشار الأمراض كالإسهال والرمد والحصبة والدفتريا والحمى الشوكية والصفراء ) وكثرة تعرض الأطفال للحوادث وعمالة الأطفال ، وغياب الخدمات الصحية المتكاملة ، وغياب فرص التعليم لنسبة من الأطفال فى سن الدراسة ، وتسرب بعضهم.
6-ارتفاع معدل الإنجاب فى الريف والبدو والطبقات الفقيرة.
العوامل المرتبطة بالجوانب الصحية :
تنعكس الأوضاع الصحية على مشكلة الإعاقة فمن الأمراض ما يؤدى الى الإعاقة إذا لم يتم علاجها فى الوقت المناسب ، منها الحمى الشوكية التى تؤدى الى تخلف عقلى أو فقدان البصر أو السمع أو القدرة الحركية . والرمد يؤدى الى فقد البصر وكذلك ارتفاع ضغط العين ، والحصية الألمانية إذا اصيبت بها الأم الحامل سببت تخلف عقلى للجنين . وشلل الأطفال والجذام . كما أن نقص الكالسيوم وفيتامين "د" قد يؤدى إلى لين عظام وحالات كساح وقصورحركى . ونقص فيتامين "أ" يؤدى إلى فقد البصر . سوء التغذية : نقص البروتين فى الغذاء (اللحوم والأسماك والدجاج والبقول والألبان ومنتجاتها) خاصة فى مرحلة الحمل والطفولة المبكرة ، يمكن أن يؤدى للتخلف العقلى ؛ ذلك أن 80% من خلايا الجهاز العصبى (التى تحتاج فى نموها الى البروتينات تحديدا) تتكون فى الفترة مابين الشهر السادس من الحمل والشهر السادس بعد الميلاد،وأقل نقص فيها يؤدى الى إعاقات ذهنية وإلى حالات أنيميا وهزال وغيرها . تلوث الهواء والماء والمواد الغذائية بمركبات الرصاص والزئبق وأول أكسيد الكربون وغيرها من مسببات الإعاقة.
ثالثا : العوامل الوراثية • تنتقل بعض العوامل المسببة للإعاقة عن طريق المورثات(الجينات) من جيل إلى آخر مما يترتب عليه وراثة نماذج معينة أو نوع محدد من التخلف العقلى أو فقدان البصر أو السمع . وقد يرث الطفل خللا فى وظيفة معينة بما يؤدى بالتالى إلى إعاقة ؛ فقد يرث الطفل خللا فى التمثيل الغذائى (هضم البروتين ) فيما يعرف بـ (الفينايل كيتونوريا) فيؤدى هذا الخلل إلى تدمير خلايا المخ مما يؤدى الى تخلف عقلى أو توحد.
كما قد يرث الطفل دما من فصيلة Rh سالبة ، فإذا كانت الأم تحمل الفصيلة الموجبة ، فإن الطفل إن نجا من الموت فسيصاب بالتخلف .
رابعا : الحوادث يتعرض الأطفال كثيرا نتيجة اهمال الأسرة أو المدرسة الى العديد من الحوادث ، كتناول الطفل لأقراص أو مشروبات سامة أو لعب بالكبريت أو التعرض لماء مغلى أو الاختناق بالغاز أو التعرض لطلق نارى خلال المناسبات . وكذلك حوادث العمل فى الورش والمصانع التى يعمل بها الأطفال ، وحوادث الطرق والحروب والكوارث الطبيعية التى يتعرض الأطفال لآثارها المدمرة تسبب إعاقات متعددة للأطفال تؤثر فيهم مدى الحياة .