27-01-11, 03:57 AM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي مميز
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2780 | الاقامة: | السعـــــــوديه | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1678 | الردود: | 3083 | جميع المشاركات: | 4,761 [+] | بمعدل : | 0.89 يوميا | تلقى » 9 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام اسرار بسم الله الرحمن الرحيم
((فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ)) و ماذا نقول بعد أن نستعيذ بالله من الشيطان الرجيم و نحن نقرأ القرآن الكريم.
إننا نقول بعد ذلك (( بسم الله الرحمن الرحيم))
لأن القرآن قد بدأ مفردا باسم الله ..
فعندما نزل جبريل عليه السلام على رسول الله أول مرة في الغار ..قال له اقرأ و معنى اقرأ هو أمر بأن يكون الإنسان حافظا لكلام يقرؤه أو أن يكون أمامه مكتوب ليقرأه.. و رسول الله لم يكن عنده محفوظ أو مكتوب..
فلا يعرف القراءة و لا هو يعرف الكتابة فقال الرسول الكريم لجبريل: -
ما أنا بقارئ .. و كان الرسول منطقيا مع نفسه و كان الحق تبارك و تعالى قد جعل جبريل قادرا على أن يحمل الرسالة التي يعلمها لرسول الله محمد
و كان هذا الترتيب في الحوار بين جبريل عليه والسلام و رسول الله صلى الله عليه و سلم إنما أراد به أن يرد على خصوم الإسلام فيما بعد انتشار الإسلام بعد أربعة عشر قرنا...
فقد قال بعض المستشرقين من أعداء دين الله
إن القرآن ليست إلا وسوسات و أحاديث نفس دارت في أعماق نفس محمد أراد الخالق الأكرم أن يوضح لنا أن ذاتية محمد تعرف حدودها و ذاتية الملك جبريل تعرف القدرات التي وهبها الله لها و هي تحمل الرسالة إلى الرسول الكريم قال جبريل لرسول الله : - اقرأ
فيرد رسول الله : - ما أنا بقارئ
إن ذلك الحوار يدلنا على أن جبريل الملك قد امتلك قدرة أمر الله لرسوله بالقراءة
و لأن رسول الله لم يكن يعرف من أمر بعثة كرسول شيئاً .. و يعرف موقعه من الأمية ,,لذلك قال ( ما أنا بقارئ
إذن... فشخصية الملك جبريل الحامل للرسالة الربانية تتضح بأنه يحمل أمراً علوياً ممن لا يستعصي عليه سبب- إلى شخصية منطقية تعرف صفاتها العادية..
هكذا نرى أمام الشخصيتين كلتاهما تعرف حدود القدرات و قدرة الله المطلقة التي لا تقف أمامها قيود و لا حدود.. و قدرة الرسول التي يعرفها عن نفسه
و يتابع جبريل حمل الأمر الإلهي لرسول الله . ((اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ, خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ , اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ , الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ , عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ))
هكذا نعرف آفاق من يعلم الرسول القراءة إنه يتعلم القراءة باسم الله القادر على خلق الإنسان من عدم القادر على أن يجعل محمداً رسولاً
القادر على أن يعلمه ما لم يتعلمه بشر و لم يتعلمه محمد من البشر.
هكذا نتعرف على أن الرسول تعرف في ذلك اللقاء على أنه يتلقى وحياً من الذي لا حدود لقدرته فيقول له الحق بلسان جبريل: -
اقرأ باسم ربك الذي خلق إن التعلم الآن هو من في استطاعته أن يقول كن فيكون
و هكذا كان القرآن مبتدأ باسم الله..
و لذلك فنحن نتلوه باسم الله و لهذا فإن ((بسم الله الرحمن الرحيم)) علينا أن نأخذها من زاويتين
: الزاوية الأولى هي زاوية نلحظها في لغة البشر فإذا تكلم إنسان في أمر من الأمور إلى الإنسان الآخر, يريد إقناعه بذلك الأمر بأن ينفذه فإن الإنسان الذي يتلقى الأمر يتساءل: - باسم من تتكلم أنت معي؟
فقد يقول الإنسان صاحب الرأي الذي يريد أن يقنع به من أمامه: - أنا أتكلم باسم الحاكم أو باسم وكيل النيابة.
إذن هناك صفة ما يحملها الإنسان صاحب الرأي ليقنع آخر بأن ينفذ ما يقوله له... فإذا اقتنع الإنسان بمكانه الرأي و بتقدير من أرسل هذا الرأي إليه فإن الإنسان يسلم بما اقتنع به. فما بالنا بالقرآن المنزل من عند الله .. منحنا الكون كله و استخلفنا الله فيه.. فأصبح الإنسان خليفة الله في الأرض..
الفلاح- على سبيل المثال- لم يخلق الأرض و لا يعرف غالبا عدد العناصر التي فيها. و البذور – التي يضعها في الأرض غير مخلوقة بواسطة الفلاح, و المياه التي تنزل من السماء أو تجري في الأنهار.. تعطي الفلاح الفرصة ليزرع.. هذا الفلاح يضيف عمله إلى الأرض بالحراثه.. و يضع البذور في الأرض و يروي النبات في مواعيد محدده.. فيعطيه الله الرزق الوفير.
لماذا؟ لأنه أقبل على المادة المخلوقة له باسم الله ..و استقبل الخير شاكراً لله..
و بدأ عمله باسم الله..
إن الفلاح حين يبدأ عمله باسم الله فإنه يعرف أن طاقته ممنوحة له من الله,
و الأرض ممنوحة له من الله
.. و البذور ممنوحة له من الله
..
و النبات هو حصاد جهد الطاقة التي منحها الله في الأرض التي خلقها الله. إن الإنسان عموماً إذا أقبل على أي عمل من الأعمال فعليه أن يتساءل: ما الذي يجعل هذا العمل ينفعل لي؟
لا طاقة تجعل عملا من الأعمال تنفعل للإنسان إلا بإرادة الله.. لذلك فعندما يقول الإنسان:
إنني أفعل ذلك باسم الله الذي سخر لي كل ما حولي لأقوم بذلك العمل..فإن الله يسخر الإنسان و يسهل له القيام بالعمل..
يسخر له ما ليس لقدرته عليه سلطان. و لا يدخل في استطاعته السيطرة عليه..
إن اسم الله الذي يفتتح به المؤمن أي عمل هو إيمان متجرد و يقين حي, يحقق السيادة للإنسان باسم من استخلفه في الأرض... فليس في استطاعته أحد أن يجعل الشمس تشرق و لا في استطاعة أحد أن يظهر لنا القمر في غير ميعاد..
و لا أحد يستطيع أن يتحكم حتى حركته أو جسده إلا بالروح التي نفخها الله فيه.
فإذا ما استقبل الإنسان كل عمل و كل حركة بقول ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) ) فإن المنافع تعود على الإنسان ببركة هذا الاسم
الذي خلق الكون و سخره للإنسان. ما الفرق بين أن يقول الإنسان المؤمن ((بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ)) في بداية كل عمل.. و بين الكافر الذي لا يقول باسم الله ..
و مع ذلك فالأعمال أيضا تعطي ثمارها للكافر و المؤمن سواء.. الإجابة هي :
إن الفرق بين المؤمن و الكافر...فرق واضح إن المؤمن يثق بأن الله سخر له العمل .. فيطمئن و هو يؤدي العمل..
إن المؤمن يعمل و في باله الاطمئنان .. و الإحساس الأمان و أن الخير لا يجيء في الدنيا و حدها .. إن الخير يجيء في الدنيا و يثاب عليه المرء في الآخرة ..
أما الكافر فقد يقوم بالعمل و قد بفشل فيه..و يرث القلق على العمل و لا يأتيه الثواب على العمل في الآخرة..
لذلك فنحن أيضا عندما نحمد الله بعد العمل.. فإننا نؤكد الصلة و الثقة بأن الله هو الذي أعطانا فلا يدخلنا غرور أو زهو..إنما يحس الإنسان بفضل الله..
إذن.. فعندما يفعل المؤمن أي شيء بـــ ( بسم الله الرحمن الرحيم) فهذا يعني أن المؤمن يدخل على العمل لا حول ولا قوة له..إنما يدخل على العمل المسخر له باسم الله .. و لو لم يسخر الله هذا العمل للمؤمن لما استطاع المؤمن أن يتفاعل مع عمله في بإتقان و لم أعطاه الله من خير علمه بجزاء في الدنيا و بجزاء الآخرة .
و لقد قلت من قبل...إن الأنعام التي سخرها الله لنا عندما نتأمل رحلة استئناسها, نجد العجب
الإنسان استأنس الجمل و الفيل و لكنه لم يستطع أن يستأنس الثعبان مثلا
... إن الله قد ترك في الكون بعض المخلوقات منطلقة لا يستطيع الإنسان استئناسها حتى يعلم الإنسان أن كل ما ذللــه له الله إنما هو مذلل للإنسان بإرادة الخالق
. ((أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا خَلَقْنَا لَهُمْ مِمَّا عَمِلَتْ أَيْدِينَا أَنْعَامًا فَهُمْ لَهَا مَالِكُونَ))
كأن الله قد ترك بعض الوحوش بغير استئناس حتى يعلم الإنسان فضل الله عليه في استئناس بعض الحيوانات
.و ذلك حتى لا يغتر الإنسان
.. فإذا أقبل على العمل قائلا ( بسم الله الرحمن الرحيم) فهو يحس إن كل شيء منفعل له باسم الله الخالق الذي خلق كل شيء
أما الكافر فقد يأخذ عائد العمل و قد لا يأخذ , و لكنه لا يحس باليقين الإيماني الذي يحس به المؤمن
وارى اننى قد اطلت عليكم
لذا ساكتفى بهذا القدر وناخذ فاصل لنتواصل وانتظرونى فى الجزء التانى باذن الله تعالى تحياتى لكم الفقير الى عفو ربه الشيــــــــخ عادل
|
| |