ان قدوم اي طفل , يعني تغيرا في الأسره . ويعني ذلك المزيد من الالتزامات الماليه والاخلاقيه والاجتماعيه .
وقدوم الطفل الأول يحدث تغيرا في حياة الزوجين .وقدوم الطفل الجديد غالبا ما
يحمل الزوجين على التضحيه ببعض الأنشطة الاجتماعيه وغير الاجتماعيه في محاولة للتكيف للوضع الجديد ,
واذا كان الطفل العادي يخلق تغيرا داخل الأسرة ويترك آثار في الأدوار الإجتماعيه للوالدين ويزيد من مسؤولية افراد الأسرة فان الطفل المعاق لا شك سيكون أكثر تأثير ووطأة.
تشير الدراسات الى ان ميلاد الطفل المعاق يؤدي إلى استجابات انفعاليه معينه لدى الوالدين .
طبيعي ان هذة الاستجابات لن تكون متشابهه عند جميع الأسر .. كما انه ليس من الضروري ان تمر جميع الاسر بهذه السلسله من الاستجابات .
فالاستجابات الوالديه في هذا المجال ستختلف كنتيجة طبيعيه لاختلاف نوع الاعاقه ودرجتها ,
وكذلك نتيجة لاختلاف شخصيات الآباء والأمهات وكذلك السن الذي اكتشفت فيه الإعاقه اضافه الى عوامل بيئيه وثقافيه اخرى .
واحب استعراض الاستجابات الانفعاليه :
الصدمه .. shock :-
كثيرا ما تشكل ولادة طفل معاق صدمة للوالدين . وهذا أمر طبيعي الا ان درجة الصدمه ومداها الزمني
يعتمدان على درجة الاعاقه وطبيعتها وكذلك وقت اكتشاف الاعاقه .
الرفض او الانكار denial.
من الاستجابات الطبيعيه للانسان ان ينكر ما هو غير مرغوب وغير متوقع ومؤلم خاصه عندما يتعلق
الأمر بأطفاله والذين يعتبرون امتدادا له .. هذه استحابه تعتبر كآليات دفاعيه في الموقف القاسي.
الشعور بالذنب guilt
الاحساس بالمراره bitterness.
قد ينتاب الوالدين هذا الاحساس لان وجود الطفل المعاق قد يؤدي الى حرمانها الكثير من الأنشطه
وحرمانهما من الكثير من الاشباعات والحاجات الشخصيه.
النبذ rejection .
ان فشل الطفل المعاق في كثير من الامور سيؤدي الى شعور الوالدين بالاحباط وخاصة اذا كانا من
النمط المثالي وقد يعبر الوالدان لهذا الاحباط بنبذ الطفل .. كتركه في مؤسسه او اهماله من حيث
اسباعات الحاجات الأساسيه والثانويه داخل المنزل.
الغضب anger .
مشاعر الغضب مشاعر طبيعيه في ظل الاحباطات الكثيره والمتكرره نتيجة وجود الطفل المعاق داخل
الاسره . ان مشاعر الغضب قد يتم التعبير عنها عنها بالشكوى .. وقد تِظهر هذة المشاعر من خلال
توجيهها الى مصادر اخرى كالِِِطبيب او المدرس او اي شخص آخر
التقبل والتكيف .. acceptance and adaptatain
لا تنظر اليهم هكذا..فهم حساسون جدا
نرى في حياتنا الكثير ممن يعانون من اعاقة جسدية بعضا يكون واضحا مما يجعل لهذا الشخص شكلا
غير مألوفا بالنسبة الينا..والبعض تكون اعاقته طفيفة
سأقف هنا لأتحدث عن الذين يعانون من اعاقة واضحة..الكثير منا عندما يراهم يظل يحدق بهم
و كأنه يشاهد كائنا فضائيا..والبعض الأخر يصرخ هاربا وكأنه شاهد عفريتا
لماذا عندما نرى شخصا معاقا ننظر اليه نظرة تشعره بالأسى
لماذا نطيل النظر اليه لماذا لا نشعر بما يشعرون ولا نحسب حسابا لأحساسيهم؟؟
كم يحزنني فعلا مثل هذه الأمور..فهؤلاء المعاقين هم بشر مثلنا
لديهم مشاعر لديهم أحاسيس ولكن الكثير لا يحترمها
لا اقصد بكلامي فقط المعاقين جسديا بل أيضا عقليا..
احد من جيرانا وهو رجل معروف
ابنه الكبير مشاء الله عليه من خيرة الشباب وبار جدا بوالديه ،
سافر الشاب وراحت ايام وجت ايام
ورجع الابن البار رافع راس ابيه بشهاده ذات مستوى عالي
بنفس الليله الشاب بالشارع يستقبل الضيوف الي معزومين على شرف ردته ونجاحه الباهر
شاف الي شافه وصار الي صار وتغير كل شي ؟؟
تقول اخته لي والدموع تملي عيونها اخوي انجن
صار ما يتكلم ولا يعرف ياكل حتى شكله تغير وكأنه مش ولدنا!
وقالت ابوي ربط اخوي على كرسي بغرفته وقفل الباب عليه عشان مايأذي نفسه ولا يأذينا ..
استغربت معقوله ابوك فلان يربط ولده ليش مايعرف ايش فيه ؟
للاسف نزلت دمعه وقالت: ابوي قال لامي اعتبري انه مات لا يمكن اشوه سمعتي
اااهـ يازمن .. كنت بار بوالدي والان يربطني على كرسي لأجل اصحابه
للاسف ولدهم سيرته كانت على كل لسان
والان اندثرت سيرته ولا احد يعلم عنه .. لأنهم رحلو .. !
هذا هو التخلف العقلي الذي نخلقه نحن !!
صح يشفقون على المعاقين ويدعون لهم ويراعون مشاعرهم ويخدمونهم
لكن نحن ايضا نشفق على انفسنا
نشفق على من يريد اغاضتنا !!
ونشفق لأنفسنا حين نحرم من دعاء الوالدين في الصباح الباكر
وكم نشفق لأنفسنا لأن من يراعي مشاعرنا قليل جدا
ونشفق على انفسنا لأننا بعز الشباب وهناك من يخدمنا .. ولا نخدم من هم اكبر منا ..
فكلنا محتاج للشفقة ... فهنيئا لنا ..