السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
كلنا ذلك الرجل ....
فمن منا لم يقترف ذنباً ؟ من منا سلم من ارتكاب خطيئة ، صغيرة كانت أو كبيرة ؟
لكن الأهم .. ماحالك بعد الذنب ؟ وكيف تصرفت ؟ هل شعرت بألم الذنب؟
لا شك أن الناس يتفاوتون في الإجابة على هذه الأسئلة الثلاثة ..
فمن كان حاله بعد الذنب أفضل من حاله قبل الذنب ، فهذا قد أشبه آدم عليه السلام ، فإنه لما أذنب وأكل من الشجرة ، تاب وأناب وقال : ربنا أننا ظلمنا أنفسنا ، فتاب الله عليه
فإذا أردت العاقبة الحميدة ، فتصّرف كما تصرفّ أبوك آدم ، من الإقرار بالذنب وعدم التبرير والبحث عن المعاذير ،
ومن تاب تاب الله عليه
إذا أذنبت ، وشعرت بألم الذنب ، فاعلم أن ذلك دلالة على أن قلبك يحمل خيرا كثيرا ، ولعل الله أراد بك خيرا ، كي يسمع منك استغفارا ويرى منك إنابة وخضوعا وتذللا ً ،
من أجمل ما يوصى به من وقع في ذنب ، أن يتبع هذا الذنب بعمل صالح ، ففي الحديث : اتبع الحسنة السيئة ، تمحها .
" إن الحسنات يذهبن السيئات "
وقل مثل ذلك فيمن فرط أو فاته شي من الفرائض ، فمثلاً : لو أنك فرطت في صلاة الفجر يوما ، ولم تؤدها إلا بعد خروج وقتها ، فإن استطعت أن تصوم ذلك اليوم ، كي تربي هذه النفس على المجاهدة ، وعلى عدم التهاون في الفرائض ، فذلك أمر جيد
يروى أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ، لما فاتته صلاة الجماعة لانشغاله ببستان له ، قام وتصدق بذلكم البستان لله تعالى ، لأنه أشغله عن الصلاة في الجماعة ....
فاجعل - بارك الله فيك - من المحنة منحة ، وأنظر في سير القوم ، واجعل حالك بعد الذنب أحسن من حالك قبل اقترافه ، وفقنا الله وإيك لما يحب ويرضى
راجياً من الله تعالى أن ينفع بها كاتبها وقارئها ...
منقول...