20-01-11, 10:27 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | عضو ماسي مميز
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Mar 2010 | العضوية: | 2780 | الاقامة: | السعـــــــوديه | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 1678 | الردود: | 3083 | جميع المشاركات: | 4,761 [+] | بمعدل : | 0.88 يوميا | تلقى » 9 اعجاب | ارسل » 2 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي حكم صلاة الجماعة الثانية ؟ السؤال
ما حكم صلاة الجماعة الثانية بعد الجماعة الأولى في كل فريضة، يصلون وينهوا الصلاة ثم تأتي جماعة أخرى وتقيم الصلاة الجواب
معروف هذا .
هذه في الحقيقة الجماعة الثانية من العادات التي سار عليها المسلمون من زمن بعيد، وهي ليست مشروعة عند جماهير علماء المسلمين، كلنا يعلم أن صلاة الجماعة في مساجد المسلمين فريضة أو واجبة يجب على كل مسلم أن يسعى إليها فور سماعه المؤذن يقول: حي على الصلاة، حي على الفلاح، هذا الواجب في سبيل الحفاظ عليه وتكثير سواد جماعته؛ حض النبي صلى الله عليه وسلم على أدائها، فقال: "صلاة الجماعة تفضل صلاة الفرد بخمس - وفي رواية - بسبع وعشرين درجة".
ثم كلما كثرت الجماعة كلما كان أجرها أعظم عند الله تبارك وتعالى، السلف الصالح حريصين كل الحرص على المحافظه على هذه الجماعة، أولا؛ ليقوموا بواجب قوله تعالى {وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ } كما شرحنا ذلك في درس أو محاضرة مضت، واركعوا مع الراكعين، أي؛ صلّوا مع المصلين في المساجد. فحرصا من السلف كانوا يفعلون ذلك ويحضرون الصلاة في المساجد، ثم بعد ذلك لا تقام جماعة ثانية أبدا، ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم الذي سن للأمة هذه الجماعة جعلها جماعة فريدة واحدة فمسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في زمنه كسائر المساجد الأخرى التي كانت في بلده، أو في غيره من البلاد التي دخلها الإسلام، كان المسلمون يحافظون على وحدة الجماعة ومن الأدلة على ذلك؛ الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لقد هممت أن آمر رجلاً فيصلي بالناس ثم آمر رجالاً فيحطبوا حطبا ثم أخالف إلى أناس يدعون الصلاة مع الجماعة فأحرق عليهم بيوتهم والذي نفس محمد بيده لو يعلم أحدهم أن في المسجد مرماتين حسنتين لشهدها " أي : صلاة العشاء. هذا الحديث يدل على أنه لم يكن في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا الجماعة الأولى؛ من أين أخذنا هذه الدلالة؟ من همه عليه السلام بحرق بيوت المتخلفين عن صلاة الجماعة وإلا لو كان هناك جماعة ثانية ومشروعة لكان في ذلك عذرا واضحا لأولئك المتخلفين في بيوتهم فكان بإمكانهم أن يعتذروا عن أنفسهم وأن يقولوا لو فعل الرسول ماهم به من تحريق بيوتهم بالنار لقالوا: يا رسول الله نحن نصلي مع الجماعة الثانية أو الثالثة أو ما أدري كم رقم، يختلف هذا باختلاف .....* والمساجد، وأنا شخصياً في دمشق شاهدت أكثر من مرة وفي المسجد الكبير؛ مسجد بني أمية أذان المغرب يؤذن وهناك جماعة في المسجد يصلون صلاة العصر، تصوروا كم جماعة أقيمت من بعد الجماعة الأولى؟! علماً أن من مساوئ هذا المسجد الكبير غير تكرار هذه الجماعة الطارئة فهناك أربعة محاريب وأربعة جماعات معترف بها في وزارة أوقاف بل ولكل محراب إمامه؛ هذا هو الإمام الحنفي، في الوسط يمينا الشافعي، يساراً الحنبلي، ثم المالكي.. هكذا! هذا بلاشك ليس مشروعاً بل كراهته أشد من ما نحن نتحدث فيه؛ لأنها أئمة معترف فيها رسميا من قبل الدولة، أما الإسلام الذي جاء في القرآن وجاء في حديث الرسول عليه السلام فهو لا يعترف بهذه الجماعة الطارئة كما مثلتُ لكم آنفاً ؛ أذان المغرب يؤذن وهناك جماعة تصلي صلاة العصر. هذه الجماعة الطارئة أنكر منها أربعة جماعات بل.....* جماعات بعد الجماعة الأولى معترف بها رسمياً وتصرف أموال الشعب المسلم لإقامة هذه الجماعة الغير مشروعة وهي بعد الجماعة الأولى، هذا بلاشك يخالف القرآن ويخالف السنة، أما القرآن فقوله تبارك وتعالى: { وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32)}.
( ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم )؛ لا شك أن الصلاة من الدين فالتفرق في هذه الصلاة هو تفرق في الدين، ولا أدل على ذلك من أننا كنا نشاهد تُقام الصلاة فيصلي الإمام الأول وهناك جلوس لا يقومون يصلون! لماذا ؟ لأنهم يريدون أن يصلوا بإمامهم، فإذا أقيمت الصلاة للجماعة الثانية للإمام الثاني، هناك ناس آخرون جلوس، لماذا؟ يريدون أن يصلوا مع إمامهم، الثالث، والرابع، هكذا.
أي تفرق أشد من هذا التفرق؟! هذا التفرق معترف به رسميا في الدولة ولقد وقع لي مرة أن قلت لأحد المتعصبة وهو في المسجد: قد أقيمت الصلاة فهيا لنصلي، قال: هذه الصلاة لم تُقم لنا.! لم تقم لنا؛ يعني هو مذهبه مثلاً حنفي والصلاة التي أقيمت أقيمت للشافعية، هذه الأمور كانت تقع منذ قرون، أما في هذا الزمان فقد اضمحلت هذه العصبية لكن مع الأسف أقول لم تضمحل من كثير من الناس لأنها تخالف الإسلام وتفرق الدين, وإنما لأن الواحد منهم لا يبالي يصلي مع الإمام الأول أو الثاني.
خلاصة الكلام:
تكرار الجماعة في المساجد ولو كانت غير رسمية فهي مما تفرق الجماعة الأولى، والتفرق الإسلامي منهي عنه، ولستم بحاجة إلى توسع في هذه القضية، ولكني أذكركم بكلمة للإمام الشافعي رحمه الله قالها في كتابه " الأم " المعروف، قال: [ وإذا دخل جماعة المسجد فوجدوا الإمام قد صلى صلوا فرادى ] لم؟ قال: [ لأنه لم يكن من عمل أهل السلف ] ثم قال الإمام الشافعي: [ وأنا قد حفظنا أن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاتتهم الصلاة مع الإمام فصلوا فرادى ]؛ كل واحد منهم يصلي لنفسه، قال الإمام رحمه الله: [ وقد كانوا قادرين على أن يجمعوا مرة أخرى ولكنهم لم يفعلوا لأنهم كرهوا أن يجمعوا في مسجد مرتين ] .....* هذا ظاهرة جداً؛ لأن الجماعة الثانية والثالثة تفرق الجماعة الأولى، وهذا أمر مشاهد خاصة يوم الجمعة، المسجد يغص بالمصلين يوم الجمعة، من أسباب ذلك؛ لأنهم يعلمون ما في إمام ثاني، ولذلك فهم يصلون في المسجد يوم الجمعة كلهم وقد يضطرون للصلاة خارج المسجد من شدة الزحام، فلو أن المصلين المحافظين على الصلاة في الجماعة يحرصون على أدائها مع الجماعة الأولى أيضاً لغص المسجد بهؤلاء المصلين، ولكن حينما استقر في أنفسهم أن الجماعة الثانية جائزة والثالثة فكل واحد يتعلل بعلة وهي غير شرعية حتماً، معليش إذا فاتتنا الجماعة الأولى نصليها جماعة ثانية وثالثة وأخرى.
وختاماً أضرب لكم مثلاً بشخصي أنا، أنا كنت طالب علم وصاحب مهنة وهي تصليح الساعات والمسجد جاري، كنت إذا سمعت الأذان وفي يدي ساعة أصلحها، أقول: هه، حتى أنتهي منها، قليلاً أنتهي، ثم يأخذ العمل وقتاً، فتصير مناقشة بين عقلي وبين نفسي، راح تفوتك الصلاة بعدين قم، معليش إذا فاتتني الصلاة فلا بد أنا أجد إمام آخر يصلي بنا ونصلي خلفه، ثم تتم المناقشة بين العقل والنفس، ربما ما تجد إماماً، وإن لم تجد؛ أنت طالب علم، يعني إنت مو عاجبك حالك، طالب علم وتقرأ القرآن جيداً، إن ما وجدت إمام أنت تؤم الناس.
هكذا كنت أضيع صلاة الجماعة الأولى بمثل هذه التعللات، ثم لما هداني الله عز وجل وعرفني سنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعامة، وهذه السنة بخاصة، كنت أول ما أسمع الأذان ولو ....* أركِّبْ برغي أو عقرب أو ما شابه ذلك, أدع الساعة أمامي على الطاولة وأقوم وأصلي وأجد الساعة كما هي وأتم الشغل بعد الصلاة.
هذا مثال في شخصي وكل الناس مثلي تماماً في تعللهم في إعراضهم وعدم حرصهم على الجماعة الأولى، لذلك أذكر والذكرى تنفع المؤمنين بضرورة الحرص على المحافظة على الجماعة الأولى، ولا تقيموا جماعة ثانية؛ لأن صلاتك وحدك والحالة هذه أفضل من صلاتك جماعة ثانية، ثم أذكّر بشيء هام؛ إذا كان المسلم دائماً في باله أن يصلي في المسجد مع الجماعة الأولى، وهذا ما أشار إليه الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الحديث الذي أوله " سبعة يظلهم الله تحت ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في طاعة الله ورجل قلبه معلق بالمساجد "، ايش معنى ورجل قلبه معلق بالمساجد؟ يعني عقله ولبّه في المسجد أي مجرد ما يسمع الله أكبر الله أكبر يدع كل شيء من عمل وينطلق إلى المسجد، إذا كان المسلم هكذا حريصاً على صلاة الجماعة ثم تأخر به تهيؤه لصلاة الجماعة؛ ذهب مثلاً لقضاء الحاجة، فبينما انتهى وبينما جدّد وضوءه دخل المسجد وإذا الإمام سلّم، فهذا تُكتب له صلاة الجماعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من توضأ في بيته وأحسن وضؤءه ثمّ أتى مسجد الجماعة فوجدهم قد صلوا كتب الله له مثل أجر صلاتهم دون أن ينقص من أجورهم شيء "، إذن المهم بارك الله فيكم أن تحرصوا على أداء الصلاة مع الجماعة الأولى، فمن علم الله منكم حرصه هذا لو فاتته الجماعة مرة أو مرات كُتِب له أجر جماعة، أما الأشخاص الذين لا يبالون صلوها جماعة مع الأولى أو الثانية أو ما صلوها جماعة، هؤلاء لا تُكتب لهم الجماعة إلا إذا أدّوها فعلاً مع الجماعة الأولى، إذن حسّنوا....* نواياكم حتى تؤدوا العبادة كما أمركم ربكم فإذا فاتتكم أُجرتم على حسن نواياكم، نعم. المفتي : الشيخ محمد ناصر الدين الألباني
|
| |