.
ما أكثر الصور التي نرى فيها تشكيلات رائعة للغيوم في السماء، إنها معجزة من معجزات الله تعالى في تشكل الغيوم وبسطها في السماء بتراكيب بديعة تدل على عظمة الخالق عز وجل. يقول تبارك وتعالى: (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ) [الروم: 48]. ومعنى (كِسَفًا) أي قطعاً تماماً كما نرى في الصورة!
هذه صورة التقطتها وكالة ناسا الأمريكية، ونرى فيها القمر في مرحلة الهلال وبجانبه كوكب الزهرة يلمع لا يحدث إلا بشكل نادر جداً، ومع أننا نرى القمر والزهرة قريبين من بعضهما إلا أنهما في الحقيقة بعيدان جداً (ملايين الكيلومترات)، ولا نملك إلا أن نسبح الله العظيم ونقول: (: (رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ [آل عمران: 191].
هذه الصورة تُدرّس اليوم في كبرى جامعات العالم، وهي تمثل حقيقة يقينية في علم المياه، حيث نرى تدفق النهر العذب وامتزاجه مع ماء المحيط المالح، وقد وجد العلماء تشكل جبهة أو برزخ فاصل بين الماءين، هذا البرزخ يحول دون طغيان الماء المالح على العذب، وسبحان الذي وصف لنا هذه الحقيقة العلمية قبل 14 قرناً بقوله: (وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا [) الفرقان: 53].
هذه صورة لجانب منأحد المحيطات ونرى كيف تتدفق الحمم المنصهرة فتشعل ماء البحر، هذه الصورة التقطت قرب القطب المتجمد الشمالي، ولم يكن لأحد علم بهذا النوع من أنواع البحار زمن نزول القرآن، ولكن الله تعالى حدثنا عن هذه الظاهرة المخيفة والجميلة بل وأقسم بها، يقول تعالى: (وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ * وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَرَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ( الطور: [1-8]. والتسجيرفي اللغة هو الإحماء تقول العرب سجر التنور أي أحماه، وهذا التعبير دقيق ومناسب لما نراه حقيقة في الصور اليوم من أن البحر يتم إحماؤه إلى آلافالدرجات المئوية، فسبحان الله!
.
لقد وجد العلماء أن تداخل الليل في النهار عملية معقدة جداً، حتى إنهم لم يستطيعوا حتى الآن إدراك ما يحدث بالضبط في الجزء الفاصل بين الليل والنهار، ولذلك يستخدمون الكمبيوتر لدراسة هذه العملية العجيبة، ولكنهم وجدوا أن الليل يدخل في النهار والنهار يدخل في الليل وهذه العملية تحدث على مدار ال 24 ساعة بدون توقف، وهنا نتذكر قوله تعالى:
( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ
هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ(
الحج : [ 62-61]وتأمل كيف جاء الفعل بصيغة الاستمرار للدلالة على أن العملية مستمرة، وكذلك السؤال: من كان يعلم منذ 14 قرناً أن الليل والنهار في حالة تداخل مستمر، وأن هذه العملية آية من آيات الله تستحق الذكر والتفكر؟!
في زمن نزول القرآن لم يكن أحد على وجه الأرض يعلم حقيقة الشمس، ولكن الله تعالى الذي خلق الشمس وصفها وصفاً دقيقاً
بقوله تعالى : ( وَجَعَلْنَا ( سِرَاجًا وَهَّاجًا
النبأ: [13]، وهذه الآية تؤكد أن الشمس عبارة عن سراج والسراج هو آلة لحرق الوقود وتوليد الضوء والحرارة وهذا ما تقوم به الشمس، فهي تحرق الوقود النووي وتولد الحرارة والضوء، ولذلك فإن تسمية الشمس بالسراج هي تسمية دقيقة جداً من الناحية العلمية.
لقد اكتشف العلماء أن الشهب التي تدخل الغلاف الجوي للأرض تثقبه ثقباً، ولكن الغلاف الجوي ليس صلباً كي يُثقب! ولكن السرعة الهائلة التي يخترق الشهاب فيها هذا الغلاف تؤدي إلى تشكل طبقة صلبة جداً من هذا الغلاف فيحدث تصادم بينها وبين الشهاب وتكون نتيجة هذا التصادم أن يتبدد الشهاب على حدود الغلاف الجوي ولا يؤذي الأرض. وهذه الحقيقة العلمية تحدث عنه االقرآن حيث أعطى صفة الثقب للشهب: (فأتبعه شهابثاقب) والآية الثانية تتحدث عن صفة مميزة للسماء وهي أنها تحفظنا من المخاطر والأذى: (،(وجعلنا السماء سقفاً محفوظاًفسبحان الذي حدثنا عن هذه الحقائق المبهرة!
هذه هي البويضة المؤنثة التي خُلقنا منها، وتخترقها نطفة مذكرة لتلقحها، وتبدأ رحلة الحياة. لقد أكد القرآن أن الإنسان يخلق من نطفة واحدة لا أكثر، وجاء العلماء ليثبتوا بالصور الحقيقية أن الإنسان يُخلق من نطفة واحدة فقط، بينما تذهب ملايين النطاف راجعة ولا تسمح البويضة إلا لنطفة واحدة باختراقها. هذه النطفة مكبرة أكثر من 500 مرة أي أنها لا تُرى بالعين المجردة. فهل نعرف حقيقة خلقنا وهل ننظر مم خُلقنا؟
(فلينظر الإنسان ممَّ خُلق) !!((أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ
لقد تبين أن الجنين في بطن أمه ينشأ من بويضة ملقحة بالنطفة المذكرة، وبعد عدةأسابيع من النمو يبدأ العظم بالتشكل ثم يُغلّف هذا العظم باللحم تدريجياً،ومع أن العملية معقدة جداً إلا أنه لا يمكن للحم التشكل قبل العظام، ولذلك قال تعالى: (وَانْظُرْ إِلَى الْعِظَامِ كَيْفَنُنْشِزُهَا ثُمَّ نَكْسُوهَا لَحْمًا( البقرة:[ 259].
أي أن العظام تُخلق أولاً ثم تُكسى باللحم والعضلات، ولو سألنا أي طبيب اليوم سيقول إنعظام الجنين تُخلق قبل عضلاته، أليس الله تعالى هو من أخبر سيدنا محمداًصلى الله عليه وسلم بهذه الحقيقة الطبية؟
هل تعلمون ما هذه الصورة؟
إنها ومضة برق في منتصف الليل، وبالمصادفة التقطها أحد هواة التصوير وكان على بعد عدة أمتارفقط من مركز ضربة البرق. وقد أضاءت هذه الومضة المنطقة وكأن الشمس تشرق فيمنتصف النهار، مع العلم أن هذه الومضة حدثت الساعة 12 ليلاً. ويقول هذاالمصور لقد أحسست في هذه اللحظة وكأن بصري قد خُطف مني. هذا الإحساس الذيرآه شخص وهو بالقرب من شعاع البرق صوره لنا القرآن بدقة بالغة قبل أربعةعشر قرناً، يقول تعالى: (يكاد البرق يخطف أبصارهم)
فسبحان الله!
لقد أثبتالعلماء أن الغيوم في السماء تزن ملايين الأطنان إذن هي ثقيلة جداً،ويتساءلون اليوم ما الذي يجمع بين هذه الغيوم ومن الذي يؤلف بين ذراتها،وما الذي يبقيها معلقة في السماء دون أن تتشتت وتتبعثر؟! ولكنهم لم يجدواجواباً حتى الآن، أما كتاب الله تعالى فقد أعطانا الجواب على ذلك بقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَابًاثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَامًا فَتَرَى الْوَدْقَيَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ جِبَالٍ فِيهَامِنْ بَرَدٍ فَيُصِيبُ بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَصْرِفُهُ عَنْ مَنْ يَشَاءُيَكَادُ سَنَا بَرْقِهِ يَذْهَبُ بِالْأَبْصَارِ) [النور: 43].
نرى في هذه الصورةنباتاً يسمى التنين الأحمر، هذا النبات أعطاه الله شكلاً وألوان اً تجذبإليه الحشرات بمختلف أنواعها، وعندما تظن الحشرة وجود غذاء داخل هذا النباتفإنها تدخل بين "فكيه" ولكنها سرعان ما تلتصق ويطبق عليها النبات فكيه،وينتظر هذه الحشرة حتى تموت ثم يبدأ بهضمها. وهكذا يتغذى النبات علىالحشرات، لقد لاحظ العلماء أن هذا النبات يستخدم تقنيات متطورة جداً فيافتراسه للحشرات، فخلال ملايين السنين تطور هذا النبات بقدرة الله تعالىوأصبحت لديه القدرة على جذب مختلف أنواع الحشرات وأصبح لديه قدرة على هضمهاوالتخلص من النفايات التي لا تُهضم. وسبحان الله الذي أعطى كل شيء خلقه ثمهدى.
إنها سمكة تسبح لله تعالى وهي تسلك الطريق التي حددها لها البارئ عز وجل، وصدق الله القائل:
(الذي أعطى كل شيء خلْقه ثم هدى)
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين