03-01-11, 06:10 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو ذهبي::
| الرتبة: | | الصورة الرمزية | | البيانات | التسجيل: | Oct 2010 | العضوية: | 3778 | الجنس: | ذكر | المواضيع: | 197 | الردود: | 476 | جميع المشاركات: | 673 [+] | بمعدل : | 0.13 يوميا | تلقى » 1 اعجاب | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس الإسلامي حسن معاملة المسلمين لغيرهم .... حسن معاملة المسلمين لغيرهم إن أساس النظرة المتسامحة التى تسود المسلمين فى معاملة مخافيهم فى الدين يرجع إلى الأفكار والحقائق الناصعة التى غرسها الإسلام فى عقول المسلمين وقلوبهم. وأهمه: اعتقاد كل مسلم بكرامة الإنسان ، أيا كان دينه أو جنسه أو لونه: قال تعالى “ولقد كرمنا بنى آدم” (الإسراء 70) ، وهذه الكرامة المقررة توجب لكل انسان حق الاحترام والرعاية. ومرت عليه جنازة فقام - صلى الله عليه وسلم - لها واقفًا، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال عليه الصلاة والسلام: (أليست نفسًا؟ اعتقاد المسلم أن اختلاف الناس فى اختلاف الدين واقع بمشيئة الله تعالى ، الذى منح هذا النوع من خلقه الحرية والاختيار فيما يفعل ويدع “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” (الكهف 29) ، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين” (هود 118). “ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”(يونس99 ليس المسلم مكلفاً أن يحاسب الكافرين على كفرهم ، أو يعاقب الضالين على ضلالهم ، فهذا ليس إليه ، إنما حسابهم إلى الله فى يوم الحساب ، وجزاؤهم متروك إليه فى يوم الدين: “وإن جادلوك فقل: الله أعلم بما تعملون ، الله يحكمُ بينكُم يومَ القيامةِ فيما كنتم فيه تختلفون”الحج إيمان المسلم بأن الله يأمر بالعدل ، ويحب القسط ، ويدعو إلى مكارم الأخلاق ، ولو مع المشركين ، ويكره الظلم ويعاقب الظالمين ، ولو كان الظلم من مسلم لكافر. قال تعالى: “ولا يجرِمَنَّكُم شنآنُ قومِ على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى” إن سماحة الإسلام تتجلى فى مواطن كثيرة ، فتبدو فى حسن المعاشرة ، ولطف المعاملة ، ورعاية الجوار ، وسعة المشاعر الإنسانية من البر والرحمة والإحسان ، وهى الأمور التى تحتاج إليها الحياة اليومية ، ولا يغنى فيها قانون ولا قضاء.. وفى قول القرآن يبين أدب المجادلة مع المخالفين: “ولا تُجادِلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم ، وقولوا آمنا بالذى أُنزِلً إلينا وأُنزِلً إليكُم وإلهنا وإلهكم واحد” (العنكبوت 46)وتتجلى هذه السماحة أيضاً فى معاملة الرسول لغير المسلمين ( فقد كان يزورهم ويكرمهم ، ويحسن إليهم ، ويعود مرضاهم ، ويأخذ منهم ويعطيهم.)... وقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - الهدايا من غير المسلمين، واستعان في سلمه وحربه بغير المسلمين، حيث ضمن ولاءهم له قدم وفد نجران – وهم من النصارى – إلى المدينة المنورة ، فدخلوا عليه مسجده صلى الله عليه وسلم بعد العصر ، فكانت صلاتهم ، فقاموا يصلون فى مسجده ، فأراد الناس منعهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم. ومما جاء في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران: "ولنجران وحاشيتها جوار الله، وذمة محمد النبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أموالهم وملتهم وبِيَعهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير...وفي عهد عمر بن الخطاب إلى أهل إيلياء (القدس) نص على حُريتهم الدينية، وحرمة معابدهم وشعائرهم: "هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملَّتها، لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم.. . " كما رواه الطبري وقد روى محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ومدوِّن مذهبه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا ليوزع على فقرائهم. وقد تكاثرت الآيات والأحاديث الواردة في تحريم الظلم وتقبيحه، وبيان آثاره الوخيمة في الآخرة والأولى، وجاءت أحاديث خاصة تحذر من ظلم غير المسلمين من أهل العهد والذمة. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" .(رواه أبو داود والبيهقي)) ويروى عنه: "من آذى ذِمِّياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة" .(رواه الخطيب بإسناد حسن). وعنه أيضًا: "من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله" .(رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن). يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا" .(رواه أحمد والبخاري) ونكتفي هنا بكلمات نيرة للفقيه الأصولي المحقق شهاب الدين القرافي شارحًا بها معنى البر الذي أمر الله به المسلمين في شأن أهل الذمة فذكر من ذلك: الرفق بضعيفهم، وسد خلة فقيرهم، وإطعام جائعهم، وكساء عاريهم، ولين القول لهم ـ على سبيل اللطف لهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية، ونصيحتهم في جميع أمورهم، في دينهم ودنياهم، وحفظ غيبتهم، وصون أموالهم وعيالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم، وأن يعانوا على دفع الظلم عنهم، وإيصالهم إلى جميع حقوقهم...إلخ. (الفروق جـ 3 ص 15). وتتجلى هذه السماحة كذلك فى معاملة الصحابة والتابعين لغير المسلمين: فهذا عمر بن الخطاب يأمر بصرف معاش دائم ليهودى وعياله من بيت مال المسلمين ثم يقول: قال الله تعالى:{إنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ} وهذا من مساكين أهل الكتاب. ويمر عمر فى رحلته إلى الشام بقوم مجذومين من النصارى فيأمر بمساعدة اجتماعية لهم من بيت مال المسلم.. وبعد أن طُعِنَ عمر من أبى لؤلؤة المجوسىّ بخنجر ، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يوصى الخليفة من بعده وهو على فراش الموت فيقول: (أوصى الخليفة من بعدى بأهل الذمة خيراً ، أن يوفى بعهدِهم وأن يقاتل من ورائهم ، وألا يكلفهم فوق طاقتهم) ومن المواقف التطبيقية لهذا المبدأ الإسلامي، موقف شيخ الإسلام ابن تيمية، حينما تغلب التتار على الشام، وذهب الشيخ ليكلم "قطلوشاه" في إطلاق الأسرى، فسمح القائد التتري للشيخ بإطلاق أسرى المسلمين، وأبى أن يسمح له بإطلاق أهل الذمة، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن قال: لا نرضى إلا بافتكاك جميع الأسارى من اليهود والنصارى، فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسيراً، لا من أهل الذمة، ولا من أهل الملة... ولم يعرف تاريخ المسلمين ظلمًا وقع على أهل الذمة واستمر طويلاَ، فقد كان الرأي العام والفقهاء معه دائمًا ضد الظلمة والمنحرفين، وسرعان ما يعود الحق إلى نصابه... ومن الأمثلة البارزة على ذلك: موقف الإمام الأوزاعي من الوالي العباسي في زمنه، عندما أجلى قومًا من أهل الذمة من جبل لبنان، لخروج فريق منهم على عامل الخراج . وكان الوالي هذا أحد أقارب الخليفة وعصبته، وهو صالح بن عليٍّ بن عبد الله بن عباس . فكتب إليه الأوزاعي رسالة طويلة، كان مما قال فيها: "فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يُخرَجوا من ديارهم وأموالهم؟ وحكم الله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى)(النجم: 38)، وهو أحق ما وقف عنده واقتدى به . وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قال: "من ظلم ذميًا أو كلَّفه فوق طاقته فأنا حجيجه"… إلى أن يقول في رسالته: "فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونَ في حل من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهلُ ذمة". قصة القبطي مع عمرو بن العاص والي مصر ؛ حيث ضرب ابن عمرو ابن القبطي بالسوط وقال له: أنا ابن الأكرمين! فما كان من القبطي إلا أن ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة وشكا إليه، فاستدعى الخليفة عمرو بن العاص وابنه، وأعطى السوط لابن القبطي وقال له: اضرب ابن الأكرمين، فلما انتهى من ضربه التفت إليه عمر وقال له: أدرها على صلعة عمرو فإنما ضربك بسلطانه، فقال القبطي: إنما ضربتُ مَن ضربني . ثم التفت عمر إلى عمرو وقال كلمته الشهيرة: "يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"؟. ومما يستحق التسجيل في هذه القصة: أن الناس قد شعروا بكرامتهم وإنسانيتهم في ظل الإسلام، حتى إن لطمة يُلطَمها أحدهم بغير حق، يستنكرها ويستقبحها، وقد كانت تقع آلاف مثل هذه الحادثة وما هو أكبر منها في عهد الرومان وغيرهم، فلا يحرك بها أحد رأسًا... وفي تاريخ القضاء الإسلامي أمثلة ووقائع رائعة تعبر عن عدالة الاسلام سقطت درع أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فوجدها عند رجل نصراني فاختصما إلى القاضي شريح . قال علي: الدرع درعي، ولم أبع ولم أهب .فسأل القاضي ذلك النصراني في ما يقول أمير المؤمنين، فقال النصراني: ما الدرع إلا درعي، وما أمير المؤمنين عندي بكاذب.فالتفت شريح إلى علي يسأله:يا أمير المؤمنين، هل لك من بيِّنة؟ فضحك علي وقال: أصاب شريح، ما لي بيِّنة . وقضى شريح للنصراني بالدرع، لأنه صاحب اليد عليها، ولم تقم بينة عليّ بخلاف ذلك . فأخذها هذا الرجل ومضى، ولم يمش خطوات، حتى عاد يقول: أما إني أشهد أن هذه أحكام أنبياء! أمير المؤمنين يدينني إلى قاضيه فيقضي لي عليه! أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، الدرع درعك يا أمير المؤمنين، اتبعت الجيش وأنت منطلق من صفين، فخرجت من بعيرك الأورق. فقال علي رضي الله عنه: أما إذ أسلمت فهي لك دفاع الله سبحانه وتعالى من فوق سبع سموات عن يهودى اتهم زوراً: حدث فى المدينة أن رجلاً مسلماً يدعى (طعمة) سطا على أهل بيت من المسلمين ، وسرق منهم درعاً ثم خبَّأها عند يهودى. وبحث أصحاب الدرع عنها فوجدوها عند اليهودى ، فاتهموه بأنه سارقها ، وتضافرت كل القرائن على اتهامه ،. وقد ذهب قوم إلى الرسول يطلبون منه أن ينتصر للمسلم . كما جاء قوم طعمة يجادلون عن صاحبهم ويبرؤونه. فإذا بالوحى ينزل كاشفاً الغطاء عن الحقيقة ، مبرئاً ساحة اليهودى ، دامغاً خصمه بأنه خائن أثيم – وإن تظاهر بالإسلام – مؤنباً قومه لجدالهم عنه وسعيهم لدى الرسول كى يجادل عنه كذلك: وبدأت الآيات الكريمة بخطاب الرسول: “إنَّا أنزلْنا إليكَ الكِتابَ بالحقِّ لتحكُمَ بينَ الناسِ بِما أراكَ الله” (النساء 105) فالناس أمام الحق سواء ، يهوداً كانوا أو نصارى أو مسلمين. ومن ثَمَّ يقول الله له: “ولا تَكُن للخائنين خصيما ، واستغفرِ اللهَ إنَّ اللهَ كان غفوراً رحيما ، ولا تُجادل عن الذين يختانون أنفسهم إنَّ الله لا يُحبُّ مَنْ كانَ خوَّاناً أثيماً” (النساء 105-107) ثم يتوجه التقريع إلى قوم السارق الذين حسبوا الإسلام عصبية عمياء ، والذين توهموا أنه ما دام فى القضية يهودى فعليه أن يحمل الوزر: “يَستَخْفُونَ منَ الناسِ ولا يستخفونَ منَ اللهِ وهو معهم إذ يبيِّتون ما لا يرضى منَ القولِ ، وكان الله بما يعملون مُحِيطا ، ها أنتم جادلتم عنهم فى الحياة الدنيا فمن يُجادلُ الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلاً”(النساء 108-109) أرأيت كيف أنصف القرآن الرجل اليهودى البرىء وفضح المسلم المذنب. إنه مكيال واحد. إن أساس النظرة المتسامحة التى تسود المسلمين فى معاملة مخافيهم فى الدين يرجع إلى الأفكار والحقائق الناصعة التى غرسها الإسلام فى عقول المسلمين وقلوبهم. وأهمه: اعتقاد كل مسلم بكرامة الإنسان ، أيا كان دينه أو جنسه أو لونه: قال تعالى “ولقد كرمنا بنى آدم” (الإسراء 70) ، وهذه الكرامة المقررة توجب لكل انسان حق الاحترام والرعاية. ومرت عليه جنازة فقام - صلى الله عليه وسلم - لها واقفًا، فقيل له: إنها جنازة يهودي! فقال عليه الصلاة والسلام: (أليست نفسًا؟ اعتقاد المسلم أن اختلاف الناس فى اختلاف الدين واقع بمشيئة الله تعالى ، الذى منح هذا النوع من خلقه الحرية والاختيار فيما يفعل ويدع “فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” (الكهف 29) ، ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين” (هود 118). “ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعاً ، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين”(يونس99 ليس المسلم مكلفاً أن يحاسب الكافرين على كفرهم ، أو يعاقب الضالين على ضلالهم ، فهذا ليس إليه ، إنما حسابهم إلى الله فى يوم الحساب ، وجزاؤهم متروك إليه فى يوم الدين: “وإن جادلوك فقل: الله أعلم بما تعملون ، الله يحكمُ بينكُم يومَ القيامةِ فيما كنتم فيه تختلفون”الحج إيمان المسلم بأن الله يأمر بالعدل ، ويحب القسط ، ويدعو إلى مكارم الأخلاق ، ولو مع المشركين ، ويكره الظلم ويعاقب الظالمين ، ولو كان الظلم من مسلم لكافر. قال تعالى: “ولا يجرِمَنَّكُم شنآنُ قومِ على ألا تعدلوا ، اعدلوا هو أقرب للتقوى” إن سماحة الإسلام تتجلى فى مواطن كثيرة ، فتبدو فى حسن المعاشرة ، ولطف المعاملة ، ورعاية الجوار ، وسعة المشاعر الإنسانية من البر والرحمة والإحسان ، وهى الأمور التى تحتاج إليها الحياة اليومية ، ولا يغنى فيها قانون ولا قضاء.. وفى قول القرآن يبين أدب المجادلة مع المخالفين: “ولا تُجادِلوا أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن إلا الذين ظلموا منهم ، وقولوا آمنا بالذى أُنزِلً إلينا وأُنزِلً إليكُم وإلهنا وإلهكم واحد” (العنكبوت 46)وتتجلى هذه السماحة أيضاً فى معاملة الرسول لغير المسلمين ( فقد كان يزورهم ويكرمهم ، ويحسن إليهم ، ويعود مرضاهم ، ويأخذ منهم ويعطيهم.)... وقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - الهدايا من غير المسلمين، واستعان في سلمه وحربه بغير المسلمين، حيث ضمن ولاءهم له قدم وفد نجران – وهم من النصارى – إلى المدينة المنورة ، فدخلوا عليه مسجده صلى الله عليه وسلم بعد العصر ، فكانت صلاتهم ، فقاموا يصلون فى مسجده ، فأراد الناس منعهم فقال الرسول صلى الله عليه وسلم:دعوهم فاستقبلوا المشرق فصلوا صلاتهم. ومما جاء في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - لأهل نجران: "ولنجران وحاشيتها جوار الله، وذمة محمد النبي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أموالهم وملتهم وبِيَعهم، وكل ما تحت أيديهم من قليل أو كثير...وفي عهد عمر بن الخطاب إلى أهل إيلياء (القدس) نص على حُريتهم الدينية، وحرمة معابدهم وشعائرهم: "هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أمانًا لأنفسهم وأموالهم وكنائسهم وصلبانهم وسائر ملَّتها، لا تُسكن كنائسهم، ولا تُهدم ولا ينتقص منها، ولا من حيزها، ولا من صليبها، ولا من شيء من أموالهم، ولا يُكرهون على دينهم، ولا يُضار أحد منهم.. . " كما رواه الطبريوقد روى محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة ومدوِّن مذهبه: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى أهل مكة مالاً لما قحطوا ليوزع على فقرائهم. وقد تكاثرت الآيات والأحاديث الواردة في تحريم الظلم وتقبيحه، وبيان آثاره الوخيمة في الآخرة والأولى، وجاءت أحاديث خاصة تحذر من ظلم غير المسلمين من أهل العهد والذمة. يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: " من ظلم معاهدًا أو انتقصه حقًا أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئًا بغير طيب نفس منه، فأنا حجيجه يوم القيامة" .(رواه أبو داود والبيهقي)) ويروى عنه: "من آذى ذِمِّياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة" .(رواه الخطيب بإسناد حسن). وعنه أيضًا: "من آذى ذميًا فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله" .(رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن). يقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا" .(رواه أحمد والبخاري) ونكتفي هنا بكلمات نيرة للفقيه الأصولي المحقق شهاب الدين القرافي شارحًا بها معنى البر الذي أمر الله به المسلمين في شأن أهل الذمة فذكر من ذلك: الرفق بضعيفهم، وسد خلة فقيرهم، وإطعام جائعهم، وكساء عاريهم، ولين القول لهم ـ على سبيل اللطف لهم والرحمة لا على سبيل الخوف والذلة، والدعاء لهم بالهداية، ونصيحتهم في جميع أمورهم، في دينهم ودنياهم، وحفظ غيبتهم، وصون أموالهم وعيالهم وأعراضهم وجميع حقوقهم ومصالحهم، وأن يعانوا على دفع الظلم عنهم، وإيصالهم إلى جميع حقوقهم...إلخ. (الفروق جـ 3 ص 15). وتتجلى هذه السماحة كذلك فى معاملة الصحابة والتابعين لغير المسلمين: فهذا عمر بن الخطاب يأمر بصرف معاش دائم ليهودى وعياله من بيت مال المسلمين ثم يقول: قال الله تعالى:{إنما الصدقاتُ للفقراءِ والمساكينِ} وهذا من مساكين أهل الكتاب. ويمر عمر فى رحلته إلى الشام بقوم مجذومين من النصارى فيأمر بمساعدة اجتماعية لهم من بيت مال المسلم.. وبعد أن طُعِنَ عمر من أبى لؤلؤة المجوسىّ بخنجر ، إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يوصى الخليفة من بعده وهو على فراش الموت فيقول: (أوصى الخليفة من بعدى بأهل الذمة خيراً ، أن يوفى بعهدِهم وأن يقاتل من ورائهم ، وألا يكلفهم فوق طاقتهم) ومن المواقف التطبيقية لهذا المبدأ الإسلامي، موقف شيخ الإسلام ابن تيمية، حينما تغلب التتار على الشام، وذهب الشيخ ليكلم "قطلوشاه" في إطلاق الأسرى، فسمح القائد التتري للشيخ بإطلاق أسرى المسلمين، وأبى أن يسمح له بإطلاق أهل الذمة، فما كان من شيخ الإسلام إلا أن قال: لا نرضى إلا بافتكاك جميع الأسارى من اليهود والنصارى، فهم أهل ذمتنا، ولا ندع أسيراً، لا من أهل الذمة، ولا من أهل الملة... ولم يعرف تاريخ المسلمين ظلمًا وقع على أهل الذمة واستمر طويلاَ، فقد كان الرأي العام والفقهاء معه دائمًا ضد الظلمة والمنحرفين، وسرعان ما يعود الحق إلى نصابه... ومن الأمثلة البارزة على ذلك: موقف الإمام الأوزاعي من الوالي العباسي في زمنه، عندما أجلى قومًا من أهل الذمة من جبل لبنان، لخروج فريق منهم على عامل الخراج . وكان الوالي هذا أحد أقارب الخليفة وعصبته، وهو صالح بن عليٍّ بن عبد الله بن عباس . فكتب إليه الأوزاعي رسالة طويلة، كان مما قال فيها: "فكيف تؤخذ عامة بذنوب خاصة، حتى يُخرَجوا من ديارهم وأموالهم؟ وحكم الله تعالى: (ألا تزر وازرة وزر أخرى)(النجم: 38)، وهو أحق ما وقف عنده واقتدى به . وأحق الوصايا أن تحفظ وترعى وصية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فإنه قال: "من ظلم ذميًا أو كلَّفه فوق طاقته فأنا حجيجه"… إلى أن يقول في رسالته: "فإنهم ليسوا بعبيد، فتكونَ في حل من تحويلهم من بلد إلى بلد، ولكنهم أحرار أهلُ ذمة". قصة القبطي مع عمرو بن العاص والي مصر ؛ حيث ضرب ابن عمرو ابن القبطي بالسوط وقال له: أنا ابن الأكرمين! فما كان من القبطي إلا أن ذهب إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب في المدينة وشكا إليه، فاستدعى الخليفة عمرو بن العاص وابنه، وأعطى السوط لابن القبطي وقال له: اضرب ابن الأكرمين، فلما انتهى من ضربه التفت إليه عمر وقال له: أدرها على صلعة عمرو فإنما ضربك بسلطانه، فقال القبطي: إنما ضربتُ مَن ضربني . ثم التفت عمر إلى عمرو وقال كلمته الشهيرة: "يا عمرو، متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا"؟. ومما يستحق التسجيل في هذه القصة: أن الناس قد شعروا بكرامتهم وإنسانيتهم في ظل الإسلام، حتى إن لطمة يُلطَمها أحدهم بغير حق، يستنكرها ويستقبحها، وقد كانت تقع آلاف مثل هذه الحادثة وما هو أكبر منها في عهد الرومان وغيرهم، فلا يحرك بها أحد رأسًا...
|
| |