يروى إن واحد من اهل الجنوب نزح للشمال لبعض الاسباب ، وكان له والد صقّار ومولع بالطيور وهو دايم مع الدبش ويصيد . وفي يوم من الأيام اجتمع راعي الجنوب مع راعي الشمال (وهم بعيدين عن بعضهم بالمنزل ولا يعرفون بعض) ويوم اجتمعوا : قال الشمالي : وش يصيد طيرك . قال الجنوبي : صيده على قدره ارنب وسمق . والشمالي كان معه حرٌّ كبير يصيد الكثير من الحبارى . قال الشمالي : أنا وياك اليوم خويا يكفينا طيري ، وطيرك اربطه مع (القش) ، وحنّا حوله . وابتدوا بصيد الحبارى ولكنهم غفلوا عن الطير المربوط . ولما رأى طير الشمالي طير الجنوبي المربوط انقظ عليه وذبحه . فقام الجنوبي يتأسف على طيره . فقال له الشمالي : إن الطير ما يسوى هذا الندم. فقال الجنوبي : بلاي والدي ، يسوى عنده الطير الكثير . فقال الشمالي : ابعطيك طيري ووالدك مثل والدي ، وابقول لوالدي الطير غدى . فقال الجنوبي : طيري ما يسوى عشر طيرك . فقال الشمالي : اقسم عليك إن تاخذه ، وإن ما اخذته تراي بذبحه. فأخذ الجنوبي الطير وراح لاهله . ولما وصل الشمالي إلى والده قال له : ترى الطير غدى . وكان الطير يسوى عند ابوه ابله كلها ، فندم ولا جاه نوم وشب ناره وسهر عليها .... أما الجنوبي فلما وصل ورأى ابوه الطير الكبير قال منين لك هذا ، فأخبره القصة فقال له ابوه : اخطيت ياولدي ، هذا الطير غالٍ على راعيه ، ويسوى عنده الشيء الكثير . قال الولد لابوه : غصبني . قال ابوه : ارجع به الليلة . قال الولد : ما أدله . قال الوالد : تلقاه ما نام ، رح وتلقا ناره تدلك . وفعلاً مشى الولد بالليل صوب العرب ، ودلّته النار ، وعندما وصل النار ، لقاه يتسلى بالربابه ، ويغني بطيره ، اللي ضاع . قال الجنوبي : ابشر بالطير . فقع والد الشمالي وناطحه وقال له : ابشر بالبشارة ، فأعطاه حصان . قال الجنوبي : إن كنت ملزم عطني بعير يكفي . قال والد الشمالي : هذا ثمنه كثير وهو لك مني وإذا ما أخذته ذبحته . فأخذه وأتا لوالده ، قال له والده ليش تاخذ حصانهم . قال الولد : خيرن آخذه وإلا يذبحه . قال والد الجنوبي : الولد والوالد كلهم بالطيب سوى . انتهت القصة ...
أما الأبيات التي قالها والد الشمالي يتغنى بها على الربابه عند فقده لطيره
تطلعـوا بانظاركـم يـا مداويـر=للأشقر اللي بايسر الجـو حامـي
غدن به برق النحـور المعاشيـر=وابعد سمامه عن مقابل سمامـى
واطيري اللي كن عينـه سناكيـر=حاطوب ما تبرد كفوفـه دوامـي
وش عاد أماري بة جميع الصقاقير=عقب اشقر عدل الجناحين شامـي
كنه غلام فاشحن له علـي بيـر=متمشلح يسقـي قطيـع ظوامـي