ليست الحياة إلا مجموعة معادلات...
قد تكون معادلات بسيطة
أو قد تكون معادلات من الدرجة الثانية
أو قد تكون معقدة بعض الشيء
والمسلم الموفق هو الذي يستطيع حل هذه المعادلات من جهة ويستطيع أن يحقق التوازن بين المعادلات المختلفة من جهة أخرى ..
ومهما تعقد المعادلات وكثرت فهي لا تعدو أن تكون إحدى المعادلات التالية :
1 – المعادلة بين الإنسان و خالقه .
2 – المعادلة بين الإنسان وأخيه الإنسان.
3 - المعادلة بين الإنسان و نفسه..
إذا استطاع الإنسان حل هذه المعادلات الثلاث واستطاع أن يصل إلى القيم التي تجعل هذه المعادلات المختلفة في نقطة توازن فإنه يصل في هذه العلاقات إلى بر الأمان والنجاة ويحقق ما يسمى نقطة التوازن في حياة الإنسان هذه النقطة التي من خلالها يزيل التوتر الشخصي والتوتر الاجتماعي من حياته .
نقطة التوازن.. مهمة جداً وهي نقطة تلتقي فيها المعادلات الثلاث
هناك حديث شريف يوضح هذه المعادلات ويوضح طريقة حلِّها ونقطة التوازن فيها وهو ما رواه الترمذي عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
"اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ وَأَتْبِعْ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "( قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ )
ففي هذا الحديث حدد صلى الله عليه وسلم العلاقات باتجاهات ثلاثة:
علاقة الإنسان مع خالقه"اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ "
علاقة الإنسان مع نفسه" وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا "
علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان " وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ "
و حدد هذا الحديث أيضا طرق حل المعادلات الثلاثة ليصل الإنسان إلى نقطة التوازن وهذه الطرق تكمن في ثلاث نقاط :
( التقوى – الخلق الحسن – والتوبة- )
التقوى: تحقق التوازن بين الإنسان وخالقه ومن ثمَّ تحقق المراقبة والقرب من الله ومن خلالها يشعر الإنسان بقرب خالقه ورضاه
مخالطة الناس بالخلق الحسن: يحقق التوازن بين الإنسان وأخيه الإنسان وهي تحقق القرب من الناس وتحقق النجاح في العلاقات.
واتباع السيئة بالحسنة: يحقق التوازن بين الإنسان ونفسه ، فيصبح قريباً من نفسه، ويحقق النجاح في ذاته الذي هي أهم النجاحات.
فالمعادلة إذا قامت على مقدمات سليمة وهي :
(توازن مع الله في العلاقات، وتوازن مع الناس في المعاملات وتوازن مع النفس في التوبة )
فإن النتيجة سوف تؤدي إلى توازن شامل وعيش رغيد وحياة سعيدة بإذن الله..
إذا وصل الإنسان إلى نقطة التوازن لكن غلبته شهوته وغلبته أهواؤه فإن الإسلام جعل التوبة بمنزلة ردّ الإنسان إلى نقطة التوازن ؛ فإن أساء العلاقة مع الله أسرع بتجديد العهد مع الله..
وإن أخطئ في حق نفسه ؛ أسرع بالتوبة والاستغفار والاستذكار..
وإن وقع في حق أحد من الأشخاص أسرع ليرد له حقوقه ويستسمحه من أجل أن يصل إلى نقطة التوازن ..
فالتوبة نقطة التوازن التي تحقق حل المعادلات المختلفة وتصل بالإنسان إلى بر الأمان
؛
؛
أعجبني فنقلته بتصرف